علاج التطيُّر وخطورته
لقد كانت هناك العديد من الأخلاق والأفكار والمعتقدات في الجاهلية جاء الإسلام ونهى عنها؛ لما فيها من أمور تتنافى مع وحدانية الله تعالى، والإيمان باليوم الآخر والبعث، والحساب، والإيمان بالغيب، والقضاء والقدر، والتوجه بالدعاء إلى الله وحده، وقد جاء التحذير منها في القرآن والسنة النبوية، ومن هذه الأمور التطير والتشاؤم إذ يخالف بها المرء أمور التوحيد، والإيمان الجازم بقدرة الله عز وجل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
علاج التطيُّر
هناك العديد من الوسائل التي تسهم في علاج من كان يتطير، والوقاية منه، ومن ذلك:[1]
- التوكل على الله تعالى، فيزول التطير عند توكل المرء على ربه.
- السير نحو قضاء ما أراد فعله المرء، وعدم التراجع عن فعله بسبب ما يجول في داخله من تطير.
- التوجه إلى الله تعالى بالدعاء.
- حسن الظن بالله تعالى، وعدم الشك والقنوط من رحمته عز وجل.
- عدم اتباع ما يوسوس له الشيطان في داخله، والتصديق الجازم بأن القضاء والقدر بيد الله تعالى.
كفارة التطيُّر
بين النبي صلى الله عليه وسلم خطورة التطير، وأن لا بد لمن تطير أن يكفّر عن فعله، وجاء ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام:(مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ قالوا : يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ قال يقولُ " اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولَا إلهَ غيرُكَ).[2]
آثار التطيُّر وخطورته
إن التطير والتشاؤم يفتح باب الشرك والشك بالله تعالى، وعدم اليقين بالله، وضعف المرء في توكله على الله؛ فيجعله يتعلق بغير الله تعالى، ويلازمه الخوف، ويكون التطير سبب في عمى القلب، ووسوسة النفس بشكل مستمر إذ يجعل المرء يضطرب ويطمس بصيرته، ويتبع ما يوسوس له الشيطان، ويصيب التطير صاحبه بالهم والغم، والنكد، والشقاء دائماً، فيكون بذلك متأخر عن الآخرين، والخوف من العدو، وعدم نصرة الإسلام وخدمة ما في مصلحة للدين وللمسلمين.[3]
معنى التطيُّر
عرف ابن عثيمين التطير في اللغة بأنه مأخوذ من الطير، وقد كان العرب قديماً يتفاءلون ويتشاءمون بسبب الطير في حال ذهابه إلى اليمين، أو اليسار، أما التطير اصطلاحا: هو التشاؤم بسبب شيء مرئي أو مسموع، وجاء كذلك في معنى التطير هو التشاؤم بالشيء مثل التشاؤم عند رؤية طير، أو ظباء، وغيرهما، فجاء الإسلام ولغى التطير وبين بأنه غير مشروع، ويوقع صاحبه بالشرك؛ لأن هذه الأمور لا يمكنها أن تجلب أي نفع، أو ضر للشخص، وأن هذا الأمر هو شيء وهمي ليس بحقيقة، والخوف من شيء بسبب توقع أو وهم يخالف توحيد الله تعالى، والإيمان بالقضاء والقدر.[4]
صور التطيُّر
إن التطير له أنواع، وصور متعددة، ومن صور التطيُّر:[5]
- التطير بسبب طنين الأذن، أو حركة العينين.
- قول (خير يا طير) لأمر جديد قادم.
- التشاؤم بسبب تسمية أحد الأبناء على اسم والده أو جده، وأن هذا سبب لموت الأب أو الجد.
- التشاؤم من يوم الأربعاء، ومن شهر صفر، أو شوال.
- التطير والتشاؤم عند رؤية رجل أعمى أو أعور ودخوله إلى دكان أحدهم، فيبقى طوال اليوم متشائم .
- التطير من خلال رقم من الأرقام، أو غيرها من الأمور التي تعتمد على الحظ.