علاج الاكتئاب والقلق
يعد الاكتئاب أحد الأمراض التي تؤثر على الصحة العقلية، بناء على آخر الأبحاث فقد وصل عدد الأشخاص المصابين بالاكتئاب لأكثر من 17 مليون بالغ في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتقد أن العديد يزيد عن ذلك بكثير نظرا لتجنب البعض من الحصول على علاج الاكتئاب لأسباب قد تكون شخصية، بإمكانك التعرف في المقال الآتي عن أبرز المعلومات عن الاكتئاب والقلق وطرق العلاج اللازمة بدون أدوية أو باستخدام الأعشاب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
علاج الاكتئاب والقلق بالأعشاب
بشكل عام، تعالج اضطرابات الاكتئاب بالأدوية والعلاج النفسي، إضافة إلى ذلك أظهرت الأبحاث أن إجراء تعديلات على نظام الحياة واستخدام بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية والأعشاب يمكن أن تساعد في التعافي والوقاية من الإصابة مرة أخرى، بإمكانك التعرف فيما يلي على أبرز أنواع الأعشاب المستخدمة علاج الاكتئاب والقلق،
عشبة الروديولا الوردية
ترتبط عشبة الروديولا الوردية بالعديد من الفوائد الصحية وذلك عند استخدامها على شكل مكمل غذائي، ومن أبرز هذه الفوائد هي التخفيف من أعراض الاكتئاب، وذلك عن طريق التأثير على مستقبلات الناقل العصبي والشبكات الجزيئية التي قد يكون لها تأثير على الحالة المزاجية.
في دراسة تم إجراؤها على 57 شخصا مصابا بالاكتئاب، تم إعطاء الأشخاص جرعة 340 ملليغرام من مستخلص الرويدولا يوميا ولمدة 12 أسبوع، لوحظ انخفاضا في أعراض الاكتئاب السريرية. كما وجدت دراسة أخرى أن استخدام عشبة الروديولا مع الزعفران ساعدت بشكل كبير في التخفيف من أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط بعد 6 أسابيع متتالية من العلاج. [1]
الزعفران
يعد الزعفران أحد الأنواع الشائعة من التوابل ويتميز بتركيبته الغنية بمضادات الأكسدة، منها الكاروتينات والكروسين والكروستين.
أظهرت العديد من الدراسات فعالية الزعفران في التخفيف من أعراض الاكتئاب، إذ لوحظ في أحد الدراسات دور الزعفران في زيادة مستويات الناقل العصبي السيروتونين أو المعروف باسم هرمون السعادة في الدماغ والذي يساعد في تعزيز المزاج. [1]
نبتة سانت جون
أظهرت نبتة سانت جون أو المعروفة باسم العرن المثقوب نتائج واعدة في علاج أعراض الاكتئاب. وجدت مراجعة علمية تم إجراؤها عام 2016 م ل35 دراسة أن العلاج باستخدام نبتة سانت جون ساعدت في التقليل من أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الخفيف إلى المتوسط. ما زالت الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعالية استخدام هذه العشبة لحالات الاكتئاب الشديدة. [1]
الجينسنج
يتم استخلاص مكمل الجينسنج من جذور نبات الجينسنج الأمريكي أو الآسيوي، منذ آلاف السنين اعتمد الطب الصيني على نبات الجينسنج في مساعدة الناس على التقليل من آثار التوتر وتحسين الطاقة والمساعدة على تحسين الوضوح الذهني، ومن الجدير بالذكر أنه ما زالت هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعالية استخدام هذه النبتة في علاج الاكتئاب. [2]
البابونج
وجدت بعض الأبحاث فعالية البابونج في التخفيف من التوتر والقلق وبعض أعراض الاكتئاب بشكل أكبر عند مقارنته مع الدواء الوهمي، ومن الجدير بالذكر أنه ما زالت هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعالية استخدام هذا النبات في علاج أعراض الاكتئاب. [2]
اللافندر
يعد زيت اللافندر أحد الزيوت شائعة الاستخدام في التخفيف من القلق وتحسين الحالة المزاجية، وجدت بعض الدراسات فعالية استخدام اللافندر في تحسين القدرة على النوم والتقليل من القلق والتوتر. [2]
علاج الاكتئاب والقلق بدون أدوية
أظهرت بعض الأبحاث فعالية بعض المكملات الغذائي في علاج بعض حالات الاكتئاب، فيما يلي أبرز أنواع هذه المكملات.
أحماض أوميغا-3 الدهنية
وجدت بعض الدراسات أن مكملات أوميغا 3 قد تساعد في علاج الاكتئاب. في مراجعة علمية شملت 2160 مشاركا و26 دراسة، أثبتت فعالية مكملات الأوميغا-3 في علاج أعراض الاكتئاب، ما زالت هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها، ولكن بشكل عام تعد إضافة أحماض أوميغا-3 إلى نظامك الغذائي جيدة نظرا لفوائده المتعددة للجسم. [1]
ن-أسيتيلل- سيستين (NAC)
وجدت بعض الدراسات فعالية ن-أسيتيلل- سيستين (NAC) في تعزيز مستويات الجلوتاثيون في الجسم، تكمن فوائد الجلوتاثيون في قدرته على حماية الخلايا من الأكسدة وتنظيم الالتهاب في الجسم.
خلصت مراجعة أجريت عام 2016 لخمس دراسات إلى أن العلاج باستخدام ن-أسيتيلل- سيستين قلل بشكل كبير من أعراض الاكتئاب وساعد في تحسين أداء الأشخاص المصابين بالاكتئاب وذلك عند مقارنته مع الدواء الوهمي. يعتقد أن الجرعة المستخدمة لعلاج أعراض الاكتئاب تتراوح بين 2 إلى 2.4 جرام يوميًا. [1]
فيتامين د
يعد فيتامين د واحدا من العناصر الغذائية المهمة للجسم، نظرا لما يلعبه من أدوار رئيسية في الجسم، أشارت بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لوحظ انخفاض في مستوى فيتامين د لديهم. يعتقد أن فيتامين د يساعد في محاربة الاكتئاب من خلال عدة آليات منها الحد من الالتهاب وتنظيم الحالة المزاجية والوقاية من الخلل الوظيفي العصبي.
في دراسة أجريت عام 2020 على أشخاص مصابين بالاكتئاب ويعانون من نقص فيتامين (د)، أن تلقي جرعة واحدة من 300000 وحدة دولية من فيتامين (د) جنبًا إلى جنب مع علاجهم المعتاد أظهر تحسنا كبيرا في أعراض الاكتئاب. ومن الجدير بالذكر أنه ما زالت هناك الحاجة إلى مزيد من الأدلة قبل التوصية في استخدام فيتامين د لعلاج الاكتئاب. [1]
فيتامينات المجموعة ب
تلعب فيتامينات المجموعة ب دورا هاما في الوظيفة العصبية وتنظيم الحالة المزاجية في الجسم، تلعب هذه الفيتامينات دورا في إنتاج وتنظيم الناقلات العصبية، منها السيروتونين وحمض جاما أمينوبوتريك والدوبامين، ومن الأمثلة على فيتامينات هذه المجموعة حمض الفوليك، وفيتامين ب6،12.
أظهرت بعض الأبحاث أن انخفاض مستوى فيتامين ب12 وحمض الفوليك في الجسم يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وتناولها يساعد في التقليل من أعراض الاكتئاب. [1]
الزنك
يعد الزنك أحد المعادن الهامة لصحة الدماغ، يمتلك الزنك خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، وجد تحليل ل17 دراسة قائمة على انخفاض مستويات الزنك بنحو 0.12 ميكروغرام\مل لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب مقارنة مع غيرهم. كما لاحظت مراجعة علمية أن استخدام مكملات الزنك جنبا إلى جنب مع الأدوية المضادة للاكتئاب ساعدت في التقليل من أعراض الاكتئاب. [1]
المغنيسيوم
يعد المغنيسيوم أحد المعادن المهمة للجسم، ارتبط انخفاض مستويات المغنيسيوم في ظهور أعراض الاكتئاب. وجدت دراسة تم إجراؤها على 126 شخصا إلى أن تناول 248 ملليجرام من المغنيسيوم يوميا ولمدة 6 أسابيع ساعد في تحسين أعراض الاكتئاب بشكل كبير مقارنة مع الدواء الوهمي. [1]
علاج الاكتئاب والقلق في المنزل
على الرغم من أن العلاج الدوائي هو العلاج الأكثر فعالية في السيطرة على الاكتئاب إلى أنه يمكن لبعض التغييرات على نظام الحياة أن تساعد في علاج الاكتئاب والقلق، بإمكانك الاطلاع في ما يلي على بعض الطرق التي بإمكانك تطبيقها في المنزل بكل سهولة. [3]
- الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم، على الرغم من عدم وجود علاقة تربط بين قلة النوم والاكتئاب، إلا أن الاكتئاب يمكن أن يترتب عليه قلة النوم، لذلك احرص على منح جسدك قسطا كافيا من الراحة لتقليل من القلق والتوتر، يمكن للنصائح الآتية أن تساعدك في تحسين جودة النوم،
- تطبيق روتين ثابت لوقت النوم، على سبيل المثال أخذ حمام ساخن أو ارتداء ملابس النوم.
- إغلاق الأجهزة الإلكترونية.
- الذهاب إلى الفراش في الوقت ذاته من كل يوم.
- الابتعاد عن التفكير قدر الإمكان.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين بعد الظهيرة.
- ممارسة التمارين الرياضية، يمكن لممارسة التمارين الرياضية يوميا لمدة 30 دقيقة على الأقل في الهواء الطلق أن تساعد في التخفيف من أعراض الاكتئاب.
- تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، يمكن لبعض الأطعمة التي تحتوي على بعض العناصر الغذائية كأحماض الأوميغا 3 وفيتامين د أن تساعد في السيطرة على أعراض الاكتئاب.
- تغيير طريقة التفكير، احرص على التفكير بإيجابية وتجنب الأفكار السلبية التي من شأنها أن تزيد الأعراض سوء.
- تعلم تقنيات السيطرة على التوتر، يمكن للإجهاد والتوتر أن يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول في الدم، وجدت بعض الأبحاث أن أغلب الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب كانت لديهم ارتفاع في نسبة هرمون الكورتيزول، يمكن لبعض تقنيات الاسترخاء أن تساعدك في السيطرة على التوتر، منها التنفس العميق والتمرين المستمر لسيطرة على الانفعالات.
- الاختلاط مع الأصدقاء والأقارب، يمكن أن يساعد ذلك في دعمك على الشعور بالراحة والتحسن.
- تجربة أمور جديدة، يمكن أن يساعد وضع قائمة بالأمور التي ترغب القيام بها بكسر الروتين اليومي الممل وعليه التخفيف من أعراض الاكتئاب.
أعراض الاكتئاب
غالبا ما يتم تشخيص الشخص بالاكتئاب في حال امتلاكه خمسة من بين الأعراض المذكورة تاليا لمدة أسبوعين متتاليين، [4]
- سوء الحالة المزاجية طوال اليوم وكل يوم تقريبا.
- فقدان الاهتمام والقدرة على الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تهمك.
- تغيرات في الشهية ينجم عنها فقدان الوزن.
- تغير في أنماط النوم، غالبا ما يتسبب الاكتئاب بانخفاض القدرة على النوم.
- القلق والانفعال على أبسط الأمور.
- فقدان الطاقة وزيادة الشعور بالتعب.
- اليأس والشعور بعدم الأهمية.
- صعوبة في التفكير واتخاذ القرارات.
- التفكير في الانتحار أو إيذاء النفس.
أنواع الاكتئاب
تتعدد أنواع الاكتئاب نذكر فيما يلي أبرزها، [5]
- الاضطراب الاكتئابي الحاد Major Depressive Disorder، يشير هذا المصطلح إلى الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب لمرة واحدة فقط.
- الاضطراب الاكتئابي أحادي القطب Unipolar depression، يشير هذا المصطلح إلى الأشخاص الذين يعانون من نوبات متكررة من الاكتئاب، على سبيل المثال مرة كل شهر أو مرة كل سنة أو مرات متعددة طوال فترة حياتهم.
- الاضطراب الاكتئابي المستمر Persistent Depressive Disorder، يشار إلى هذا النوع في الحالات المزمنة التي يعاني منها المصاب من الاكتئاب والمزاج السيئ لمدة طويلة الأمد.
- اكتئاب ما بعد الولادة Postpartum Depression، يطلق هذا النوع من الاكتئاب على السيدات اللاتي يعانين من المزاج السيء ومشاعر الحزن واللامبلاة والإرهاق بعد الولادة، يجدر التنويه إلى أن هذه الحالة خطيرة ويجب مراجعة الطبيب عليها للحصول على الرعاية اللازمة.
- الاضطرابات العاطفية الموسمية Seasonal Affective Disorder، غالبا ما تسيطر في أواخر الخريف وأوائل الشتاء وخلال فصلي الربيع والصيف مشاعر من الحزن والاكتئاب لدى بعض الأشخاص، غالبا ما ترتبط نوبات الاكتئاب بالصيف بدرجة أعلى من الشتاء.
- الاكتئاب الذهاني Psychotic Depression، يحدث هذا النوع من الاكتئاب عندما تصاحب نوبات الاكتئاب الشديدة بعض السمات الذهانية ومن الأمثلة عليها، الأوهام والهلوسة.
يعد الاكتئاب والقلق أحد الحالات الخطيرة والتي يمكن أن يترتب عليها مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الانتحار أو إيذاء الغير في حال عدم حصول المصاب على العلاج اللازم، يمكن لبعض العلاجات الغير دوائية والأعشاب وبعض الطرق المنزلية أن تساعد في التخفيف من شدة الأعراض ولكن يبقى العلاج النفسي والدوائي هو الخيار الأول لمرضى الاكتئاب وللوقاية من أي مضاعفات خطيرة ينصح باستشارة طبيب مختص حول العلاج الأفضل للاكتئاب والقلق.