طرق ونصائح للعناية بأسنان الأطفال
أسباب ضرورة العناية بأسنان الطفل
العناية بأسنان الطفل والذهاب للطبيب
يعتبر تشجيع الأطفال على الاعتناء بصحتهم ونظافتهم الشخصية أمراً مهماً يشغل بال كثير من الأهالي، نظراً لاحتمالية نقل الطفل للعادات الصحية السيئة معه عندما يكبر ويصبح التخلص منها صعباً، كما أن اكتسابه للعادات الصحية في سن مبكرة يجعلها تستمر معه سنوات طويلة، ومن أهم العادات التي يجب أن يكتسبها الطفل في عمر مبكر، العناية بصحة الفم والأسنان، لما لها من أهمية في الوقاية من الكثير من الأمراض، كنخور الأسنان، والتهابات اللثة، والحفاظ على جمالية الابتسامة، في هذا المقال سنوضح لك أهمية العناية بأسنان الأطفال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
متى تبدأ أسنان طفلي بالبزوغ
تختلف الأسنان بالشكل والحجم والموقع، وهذه الاختلافات تجعلها مكملة لبعضها في عمليات المضغ والكلام والابتسام، كما أن الأسنان تساهم في إعطاء الوجه شكلاً محدداً (لاحظ تغير شكل وجه الكبار في السن عندما يفقدون كامل أسنانهم). [1]
عند الولادة، يمتلك الطفل 20 سناً لبنياً لم تكن قد بزغت، وتبدأ بالظهور القاطعة السفلية المركزية (بالإنجليزية: lower Central Incisor) في عمر 6 إلى 10 أشهر، ثم القاطعة المركزية العلوية (بالإنجليزية: Upper Central Incisor) في عمر 8 إلى 12 شهراً. [1]
وبعد ذلك، القاطعة الجانبية العلوية (بالإنجليزية: Upper Lateral Incisor) في عمر 9 إلى 13 شهراً، ثم القاطعة الجانبية السفلية (بالإنجليزية: Lower Lateral Incisor) في عمر 10 إلى 16 شهراً. [1]
وبعدها، تظهر الأضراس الأولى العلوية ثم السفلية (بالإنجليزية: First Molars)، ثم الأنياب العلوية وأخيراً الأنياب السفلية (بالإنجليزية: Canines)، بينما يبدأ ظهور الأسنان الدائمة (بالإنجليزية: Secondary Teeth) في عمر 6 سنوات، ويستمر ظهورها حتى عمر 14 سنة، وآخر سن يظهر في الفم هو ضرس العقل في عمر 18 إلى 25 عاماً. [1]
وتتميز الأسنان الدائمة بأنها أقوى وأكبر حجماً وأكثر عدداً، حيث توجد 4 ضواحك إضافية في كل فك (بالإنجليزية: Premolars)، وتبين الصورة الآتية ترتيب بزوغ الأسنان اللبنية والدائمة ومواعيد كل منها: [1]
لماذا تعد العناية بأسنان طفلك مهمة
قد يقول كثيرون إن أسنان الأطفال اللبنية (بالإنجليزية: Primary Tooth) مآلها السقوط عاجلاً أم آجلاً، فلمَ نعتني بها ونشغل بالنا أو حتى نعالج النخور التي تصاب بها؟ [1]
إن الأسنان اللبنية في غاية الأهمية لصحة الطفل ونموه، فهي تساعده على المضغ والكلام، وتطوير هذين الأمرين مع تقدم العمر، كما أنها تحفظ مسافة ضمن الفكين للأسنان الدائمة (بالإنجليزية: Secondary Tooth) الموجودة تحت اللثة إلى حين ظهورها (بالإنجليزية: Eruption) في الفم؛ لضمان حدوث ذلك بشكل صحيح، لذلك عندما يفقد الطفل سنه اللبني قبل حلول موعد سقوطه. [1]
قد تتحرك الأسنان الدائمة لتسد الفراغ الذي كان يشغله، معيقة بذلك بزوغ أسنان أخرى، مما قد يؤدي إلى ازدحام الأسنان (بالإنجليزية: Crowding)، أو عدم بزوغها من الأساس. [1]
لذا يعتبر الحفاظ على هذه الأسنان والإبقاء عليها إلى أن يحين موعد سقوطها أمراً في غاية الأهمية، ناهيك عن كونها عرضة بشكل كبير للنخور التي قد تسبب ألماً شديداً للطفل. [1]
متى يجب البدء بالعناية بأسنان الطفل والذهاب لطبيب الأسنان
تبدأ العناية بأسنان الطفل منذ اللحظة التي يبزغ فيها سنه الأول، بحسب الأكاديمية الأمريكية لأطباء أسنان الأطفال (AAPD)، أي في عمر 6 إلى 10 أشهر، وابتداء من هذا العمر يمكنك أخذه إلى طبيب الأسنان ليعاين حالته الفموية، والتأكد من أن صحته الفموية جيدة. [2]
هذا بالإضافة إلى تعليمك بدقة كيف يتم تنظيف أسنان الطفل، وقد يصف الطبيب لطفلك بعض المراهم الفموية الحاوية على المسكنات التي تخفف من ألم بزوغ الأسنان اللبنية بشكل كبير. [2]
الطريقة المعتادة لتنظيف أسنان الطفل عن طريق معجون أسنان حاوٍ على الفلورايد (بالإنجليزية: Fluoride) وفرشاة أسنان خاصة، يتم ذلك عن طريق وضع كمية من المعجون على الفرشاة بما لا يزيد عن حجم حبة الأرز وتنظيف الأسنان بلطف، مع مراعاة عدم ابتلاع الطفل للمعجون. [2]
لماذا يجب الحذر عند التعامل مع الفلورايد الموجود في معجون الأسنان
بطبيعة الحال إن الفلورايد (بالإنجليزية: Fluoride) هو عنصر موجود في الطبيعة، وفي الأطعمة مثل: السمك والشاي وغيرهما، فهو مهم للجسم؛ لضمان قيامه بوظائفه بشكل صحيح، خصوصاً لصحة العظام والأسنان. [2]
فيما يتعلق بصحة الأسنان، فالفلورايد يتفاعل مع المواد المكونة للسن، ليشكل مركباً جديداً أقوى، إذ إنه يحوّل هيدروكسي الأباتيت (بالإنجليزية: Apatite Hydroxide) إلى فلور الأباتيت الأشد صلابة، كما أنه يعتبر مضاداً طبيعياً للبكتيريا. [2]
وفي المقابل تنصح الجمعية الأمريكية لأطباء الأسنان بالانتباه إلى كمية الفلورايد التي تدخل أجسامنا بشكل عام، والأطفال بشكل خاص، إذ إن هذا المركب له تأثيرات جانبية غير مرغوبة؛ خصوصاً في حال التعرض لكميات زائدة منه، سواء بالطعام أو عن طريق ابتلاع المعجون. [2]
فالطفل معرّض لما يعرف باسم التسمم الفلوري، قبل ظهور أسنانه الدائمة، حيث تظهر أعراضه على الأسنان على شكل بقع متفرقة وذات لون مختلف عن باقي السن، وذات بنية غير سليمة، مما يجعل السن أكثر هشاشة وأكثر عرضة للنخور. [2]
ويمكن أن يسبب اضطرابات هضمية عند ابتلاع الشخص لـ100 غرام من الفلور، على افتراض أن وزن الشخص 50 كغم، لذا يجب الانتباه جيداً وتجنب ابتلاع المعجون، خصوصاً بالنسبة للأطفال، بالرغم من أن احتواء معجون الأسنان على الفلور لا يتعدى الجزء في المليون (1 PPM). [2]
نصائح لتشجيع الطفل على العناية بصحة فمه وأسنانه
في كثير من الأحيان، يكره الطفل عملية تنظيف أسنانه، ويعود ذلك لعدد من الأسباب، التي يأتي في مقدمتها الطعم اللاذع للمعجون؛ بسبب احتوائه على مادة المنثول (بالإنجليزية: Menthol)، التي تعطي المعجون نكهة النعناع القوية، فتترك إحساساً قوياً بالبرودة، ومن جهة أخرى، يشكل التزام الأطفال بعادات معينة وإقناعهم بها أمراً صعباً. [3]
وبذلك، فإن الأطفال يعتبرون تنظيف أسنانهم قبل النوم معاناة حقيقة، ويرفضون القيام بذلك عادةً، بسبب سيطرة النعاس أو اعتبارها عملية مجهدة، ولحل هذه المشكلة، يمكن تعويدهم على تنظيف الأسنان بعد وجبة العشاء مباشرة، وضمان عدم تناول أي أطعمة أو مشروبات أخرى. [3]
ومن أهم النصائح التي يجب عليك اتباعها لتشجيع أطفالك على العناية بنظافة أسنانهم ما يأتي: [3]
- شارك أطفالك: سيحفز ذلك الطفل على تنظيف أسنانه، فعندما يجد أن جميع أفراد أسرته ينظفون أسنانهم، سيندفع أكثر لمشاركتهم بهذا النشاط؛ ليتحول إلى نشاط أسري وطقس لعب خاص.
- اجعل الأمر محبباً: هناك معاجين وفراشي أسنان خاصة للأطفال، لها أشكال جميلة وألوان زاهية، وربما تحمل صور شخصياتهم الكرتونية المفضلة، يمكنك شراؤها لطفلك، فبذلك يصبح الأمر أقرب إلى قلب الطفل.
- كن مثالاً وقدوة: عادة ما يجد الطفل في أبويه الشخصين المثاليين في كل شيء، ويحاول مجاراتهما في كل شيء، فيكتسب منهما العادات الجيدة والسيئة، نظراً لكونهما مصدر تعليمه الأول، وبذلك يمكن استغلال هذا الأمر بصورة إيجابية، فمن المؤكد أن مشاهدة طفلك لك وأنت تنظف أسنانك سيشكل حافزاً رائعاً له.
- لا تستخدم أسلوب العِقاب أو الإرغام: إذ إن هذا الأسلوب يكون له بشكل عام أثراً عكسياً، فيحوّل عملية تنظيف الأسنان إلى واجبٍ غير محبذ، مما يجعل الطفل يقلع عن هذه العادة ما أن يكبر، وتعجز عن تهديده بالعقاب أو الإرغام.
- اجعله يشعر بالمسؤولية: ما إن يبدأ الطفل باكتساب الوعي أي في عمر 5 سنوات أو أقل قليلاً، يصبح بإمكانك إشعاره بأن العناية بنظافته الشخصية مسؤوليته وحده، وأن ذلك يمنحه مظهراً جميلاً ورائحة فم محببة، وفي المقابل، لا تبالغ في ذلك وتشعره أنه عمل بطولي، كن معتدلاً في إشعاره بالمسؤولية، فهذا الأمر يتوقف على طريقة كل أب وأم في تربية أطفالهما.
ختاماً، نود أن نؤكد على أهمية عناية الأطفال بأسنانهم، وضرورة تحفيزهم على العناية بصحتهم الفموية، حتى بعد بزوغ أسنانهم الدائمة أو بلوغهم سن المراهقة، ففي نهاية الأمر أسنان الطفل الدائمة سترافقه مدى الحياة ويجب أن تبقى سليمة وبصحة جيدة، كي تستطيع القيام بمهامها.