طرق ومقاييس احتساب الوزن المثالي
بغية تحديد الوزن المثاليّ لشخصٍ ما بشكلٍ دقيقٍ يتوجّبُ أخذُ عدّةِ عواملَ بعين الاعتبار، تلك العواملُ تتضمن طوله، جنسه، عمره، نسبة العضلات والدهون لديه، كثافة عظامه.
كذلك ينبغي التّذكيرُ بأنّ الوزن المثالي لشخصٍ ما قد يختلف كليّاً عن الوزن المثالي لشخصٍ آخر، كذلك الأمرُ على مستوى البلدان.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إذ أن مستويات الوزن الزائد والبدانة في أمريكا وبريطانيا أعلى بكثير من مثيلاتها في هولندا على سبيل المثال.
كما أنّ فكرةَ الوزن المثاليّ لا تعني الوزنَ الذي يجعل الشخص يبدو بمظهر جيد، بل الوزن الذي يحسّن نوعيّة حياته الصحيّة ويبعده عن المخاطر المرضيّة الناتجة عن الوزن الزائد.
وفيما يلي سنقدّم أربع طرقٍ علميّةٍ لاحتساب الوزن المثالي.
كيف تحسب كتلة جسمك (Body Mass Index)؟
تُحسَبُ كتلة الجسم (BMI) بتقسيم وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر، مثلاً إذا كان وزن الشخص 65 كغ وطوله 1.62 م تكون نسبة الBMI الخاصة به هي: (65/1.62*1.62 أي 24.77 كغ/م2).
تصنيفات السمنة حسب كتلة الجسم
الأشخاص بمعدل BMI أقل من 18.5 كغ/م2 يعتبر وزنهم منخفضاً (Underweight)، ويجبُ عليهم أن يراقبوا أنفسهم ويراجعوا الطبيب لمعرفة ما إذا كان ذلك ناتجاً عن مشكلةٍ صحّيّةٍ ما.
- الأشخاص بمعدل BMI بين 18.5 و 25 كغ/م2 يعتبر وزنهم مثالياً (Ideal weight) ويتوجب عليهم العمل على المحافظة عليه.
- الأشخاص بمعدل BMI بين 25 و 30 كغ/م2 يعتبر وزنهم زائداً (Overweight)، مع العلم أن اعتبار زيادة الوزن مرضيّةً أو غير مرضية يعتمد على عدة أمور أخرى، كقياس الخصر وما إذا كان الشخص يعاني من مشاكل صحيّة.
- الأشخاص بمعدل BMI أكبر من 30 كغ/م2 يُعتبرون أشخاصاً يعانون من السمنة أو البدانة (Obese).
وكي يبقوا في حالةٍ صحيّةٍ جيدة ينبغي أن يعملوا على تخفيض وزنهم من خلال تغيير عادات الأكل وزيادة نشاطهم الحركيّ.
سلبيات حساب كتلة الجسم (BMI)
من سلبيّات ال(BMI) أنها لا تأخذُ في الحساب محيط خصر الشخص أو قياس فخذه مثلاً أو كثافة عظامه، فمثلاً ربما يكون الBMI عند عدّاءٍ أولمبي أعلى منه عند شخصٍ لا يمارسُ أيّ تمارين رياضيّة ويقضي وقته في مشاهدة التلفاز مثلا.
علماً بأنّ الأخير قد يكون وركاه وفخذاه مليئين بالدهون ولديه كرش كبير ونسبة عالية من الشحوم في دمه.
بينما للعدّاء نسبة أقل من الشحوم ويتمتع -بطبيعة الحال- بصحّةٍ أفضل. رغم عدم دقة كتلة الجسم (BMI) غير أنّ هذه النسبة وفي أغلب المواقع الطبية الأمريكية؛ لا زالت تُعتبر الخطوة الأولى لتحديد الوزن المثالي.
حساب نسبة محيط الخصر إلى محيط الفخذ (Waist-Hip Ratio)
تُحسَبُ بقياس أصغر محيط للخصر بالسنتيمتر (عادةً فوق السّرّة تماماً)، ومن ثم تقسيمه على أكبر محيطٍ الفخذ بالسنتيمتر أيضاً، مثلاً:
إذا كان أصغر محيط لخصر شخص هو 70 سم وأكبر محيط لفخذه يساوي 90 سم فإنّ هذه النسبة تساوي 0.78.
علاقة نسبة (WHR) بخطر التعرض للأمراض
فيما يلي نسبة محيط الخصر إلى محيط الفخذ (WHR) لدى كل من الذكور والإناث؛ وارتباط هذه النسب بخطر التعرض لبعض المشاكل الصحية والأمراض ودوره في توقع الوزن المثالي لدرء مخاطر بعض الأمراض مستقبلاً:
الـ (WHR) عند الذكور
- أقل من 0.9 لوحظ انخفاض خطر تعرضهم لمشاكل قلبية وعائية (جلطات مثلاً..).
- من 0.9 ل0.99 لديهم خطورة متوسطة للتعرض لأمراض قلبية وعائية.
- أو أكثر لديهم خطورة عالية للتعرض لأمراض قلبية وعائية.
الـ (WHR) عند الإناث
- أقل من 0.8 لوحظ انخفاض خطر تعرضهم لمشاكل قلبية وعائية.
- من 0.8 لـ 0.89 لديهم خطورة متوسطة للتعرض لأمراض قلبية وعائية.
- 0.9 أو أكثر لديهم خطورة عالية للتعرض لأمراض قلبية وعائية.
ميزات وسلبيات مؤشر الـ(WHR)
يعتبر الـ (WHR) مؤشراً أفضل لحساب الوزن المثالي ولمعرفة الأخطار الصحية بالمقارنة مع (BMI). إذ لوحظ أن الأشخاص بمعدل (WHR) جيد أكثر صحةً وخصوبةً في العموم من الأشخاص ذوي المعدل المرتفع منه.
كما أنهم يتعرضون بشكل أقل للداء السكري ولأنواع مختلفة من السرطان بمعظم أنواعها أو للأمراض القلبية الوعائية.
من سلبيات الـ (WHR) أنّه لا يقيس بدقة النسبة المئوية لدهون الجسم أو نسبة العضل إلى الشحم، غير أنه يعد أفضل توقعاً للوزن المثالي وللمخاطر الصحية من (BMI).
نسبة محيط الخصر إلى الطول (Waist-to-Height Ratio)
وجدت د. مارجرت أشويل الباحثة في مؤسسة التغذية البريطانية وفريقها؛ أنّ هذه النسبة أفضل تنبّؤاً بمشاكل القلب المستقبلية ومخاطر الداء السكري من (BMI).
وقد توصلوا بعد أبحاثٍ طويلة إلى نتيجة مفادها أنه يتوجب على الشخص إبقاء محيط خصره أصغر من نصف طوله كي يحافظ على حياة صحية جيدة. (مثلاً: إذا كان طول شخص 162 سم؛ يجب أن يحافظ على محيط خصره أصغر من 81 سم).
النسبة المئوية لدهون الجسم (Body Fat Percentage)
تُحسَبُ هذه النسبة بتقسيم وزن الدهون على الوزن الكلي للشخص، وتشير النتيجة إلى الدهون الأساسية وكذلك الدهون المخزّنة.
- الدهون الأساسية: هي كمية الدهون التي نحتاجها لنعيش، و تحتاج النساء كمياتٍ أكبر من الدهون بالمقارنة مع الرجال.
- الدهون المخزنة: تتألف من الدهون المتراكمة في النسيج الشحمي، حيث بعضها يشكّل حمايةً لأعضائنا الداخلية في الصدر والبطن مثلاً.
يوصي موقع (Medicalnewstoday.com) بما يلي: (تنويه: قياس هذه النسبة يحتاج إلى أدوات ومختصين بهذا الأمر)
أولاً- الدهون الأساسية:
- عند النساء: (10-12)%
- عند الرجال: (2-4)%
ثانياً- الدهون الكلية:
توجد التصنيفات التالية:
1. رياضيون
- رجال: (6-13)%
- نساء: (14-20)%
2. غير رياضيين لكن سليمين صحيّاً
- رجال: (14-17)%
- نساء: (21-24)%
3. مقبولون
- رجال: (18-25)%
- نساء: (25-31)%
4. ذوو وزن زائد:
- رجال: (26-37)%
- نساء: (32-41)%
5. بدينون:
- رجال: 38% وأكثر.
- نساء: 42% وأكثر.
إيجابيات حساب نسبة دهون الجسم
يَعتبر العديد من الخُبراء أنّ حساب النسبة المئوية لدهون الجسم لدى شخص؛ هو الأفضل لقياس مستوى لياقته لأنه المقياس الوحيد الذي يتضمّن كامل التركيب الصّحيح للجسم.
فمثلاً، هذه النسبة لن تجعل الشخص الكسول الذي لا يقوم بأيّ تمارين رياضيّة؛ يبدو أكثر رشاقةً من العدّاء الرياضيّ كما سبق وأشرنا في الـ (BMI).
في النهاية.. قدمنا أربع طرق علمية لحساب الوزن المثالي، فمن الهام جداً معرفة هذا الوزن وتحريه دوماً بدقّة، لكنّ يبقى الأهم هو توفّر الإرادة للحصول والمحافظة عليه.
وذلك من خلال اتّباع نظام صحي غذائي وممارسة النشاطات الرياضية بانتظام؛ بما يكفل الوصول إلى وزن مثالي والعيش بطريقة صحية ومريحة.