ضغوط العمل وكيفية التعامل معها

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 24 يناير 2023
مقالات ذات صلة
كيفية التعامل مع ضغوط الحياة اليومية
كيفية التعامل مع الحماة
كيفية التعامل مع الطفل المتنمر

إن معرفة كيفية التعامل مع ضغوط العمل تعتبر مهارة مطلوبة إن كان ضغط العمل جزءاً من الحياة اليومية، إذ يمكن القيام ببعض الأمور التي تقلل ضغط العمل وإثبات قدرة الشخص على أنه يمكنه التعامل مع ضغط العمل بشكل جيد، وخلال هذا المقال سنتعرف على ضغوط العمل وكيفية التعامل معها مع ذكر أسبابها.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

تعريف ضغوط العمل

ضغط العمل هو عبارة عن الإجهاد الوظيفي الذي يؤدي إلى تضرر الاستجابات العاطفية والجسدية نتيجة عدم تطابق قدرات واحتياجات العامل مع متطلبات العمل.

وتجدر الإشارة أن الضغط الوظيفي يعد جزءاً مهماً لتحفيز العامل على زيادة التركيز، لكن زيادة التوتر يضر بالجسم مع مرور الوقت، ويسبب الإجهاد الوظيفي المفرط إلى الكثير من المشاكل الصحية التي قد تستمر لفترات طويلة وربما طول العمر مثل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، حيث ثبت بأن ضغوط العمل تؤثر بشكل سلبي على صحة العامل وبطريقة غير مباشرة وذلك من خلال الحد من دافعية وقدرة العامل.

بشكل عام تتطلب الوظيفة القيام بالعديد من العناصر والمهام التي تسبب الإرهاق، وقد يكون الالتزام لتسليم المهام مرهقاً وصعباً، وعندما تصبح ضغوط العمل مستمرة ومزمنة تكون مهلكة لصحة العامل من الناحية النفسية والجسدية.

لذلك تعرف ضغوط العمل على أنها استجابة جسم العامل لما يتعرض له من مواقف وأحداث في بيئة عمله وتتطلب منه أن يتصرف بطريقة معينة لذلك يجب على العامل أن يمتلك المعرفة والخبرة السابقة في مجال عمله حتى لا يشعر بالحيرة والضغط والتوتر وكذلك ليتمكن من معرفة كيفية التعامل مع ضغوطات العمل وكيفية حل المشاكل المرتبطة فيها. [1]  

أسباب ضغوط العمل

تتعدد الأسباب المؤدية لضغوطات العمل نذكر منها الآتي:

  • انخفاض الإنتاجية: عندما يشعر العامل بالعجز الناتج عن ضغوطات العمل فإن روحه المعنوية تجاه عمله تنخفض مما يساهم في انخفاض إنتاجيته ومن أكثر الأعمال التي تعد مرهقة ومتعبة جداً هي: ضابط الشرطة، النادل والسكرتارية.
  • أسلوب الإدارة: يعد أسلوب الإدارة السيء أو غير الجيد الذي يتم اتباعه من أهم الأمور التي تسبب الشعور بالتوتر الوظيفي والنفسي للعامل، فمثلاً لا يعرف المدير كيفية التواصل مع العامل في مكان العمل، وعند اتخاذ القرارات لا يتم تضمين الموظفين، افتقار الدعم المعنوي للعامل من قبل صاحب العمل، وضعف ملائمة التوازن ما بين العمل والعائلة يسبب ضغوطات في العمل.
  • المسؤوليات الوظيفية:غن تعيين المهمات وتنفيذها سبباً في ضغوطات العمل حيث تعتبر عبءً ثقيلاً على الموظف وعند عدم امتلاكه القدرة على القيام بمهامه اليومية وعدم قدرته على تحمل ساعات طويلة من العمل مع عدم وجود الاستراحات وتجاهل مهارات الموظف تعد جميعها أسباباً رئيسية تزيد ضغط العمل على العامل. 
  • الاهتمامات المهنية: إن شعور الموظف بعدم الأمان أو القلق الوظيفي أو عدم توفر فرصة لأن يتقدم من أسباب زيادة ضغط العمل.
  • التعرض لأحداث مؤلمة: هناك بعض الوظائف التي تسبب أحداث مؤلمة مما تجعل من الصعب على العامل أن يتحمل مسؤوليات العمل الاعتيادية مثل العمل بالعدالة الجنائية والعسكرية والإطفاء.
  • بيئة العمل غير المريحة: إن بيئة العمل غير المريحة التي لا يجد فيها الموظف استقرار تؤدي إلى شعوره بالإجهاد أثناء العمل مثل انعدام الخصوصية، سوء التحكم بالحرارة، الضوضاء وعدم وجود مرافق كافية. [2]  

طرق التعامل مع ضغوط العمل

يمكن للموظفين والعاملين التحكم بالتوتر وضغوط العمل من خلال معرفة كيفية التعامل مع ضغط العمل وامتلاكه مهارات مطلوبة جداً، ومن طرق التعامل مع ضغوط العمل نذكر الآتي:

تتبع مصادر الضغوطات

احتفظ بدفتر يوميات لمدة أسبوع أو أسبوعين لتحديد المواقف التي تسبب لك أكبر قدر من التوتر في العمل وكيف تستجيب لها. سجّل أفكارك ومشاعرك ومعلوماتك حول بيئة العمل، بما في ذلك الأشخاص والظروف وكيفية تفاعلك معها. هل رفعت صوتك أثناء التعامل مع أحد هذه الظروف؟ هل هدأت وتوقفت عن الكلام لتحليل الأمور؟ هل قررت الخروج من مناخ التوتر بتناول وجبة خفيفة؟ يمكن أن يساعدك تدوين الملاحظات في العثور على علاقة بين مسببات التوتر وردود أفعالك تجاهها، وبالتالي يساعدك على التعامل معها بشكل أفضل مُستقبلاً.

تطوير وسائل وأساليب استجابة إيجابية وفعالة

بدلاً من محاربة التوتر بالوجبات السريعة ومحاولة الهروب منه، ابذل قصارى جهدك لاتخاذ خيارات صحية عندما تشعر بارتفاع مستوى التوتر لديك. لا شك أن ممارسة الرياضة هي وسيلة رائعة للتخلص من التوتر. يمكن أن تكون اليوغا الاختيار الأمثل، ولكن أي شكل من أشكال النشاط البدني سيفي بالغرض.

يمكنك تخصيص وقتاً للهوايات والأنشطة المفضلة. سواء كنت تقرأ رواية أو تذهب إلى الحفلات الموسيقية أو تقضي وقتاً مع أصدقائك وعائلتك، كن حريصاً على تخصيص وقت للأشياء التي تجلب لك المتعة.

يعتبر الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد أمراً مهماً جداً للتحكم في الإجهاد والتوتر بشكل فعال. قم بتبني عادات نوم صحية عن طريق الحدّ من تناول الكافيين في وقت متأخر من اليوم وتقليل الأنشطة المحفزة، مثل استخدام الكمبيوتر والهاتف المحمول في الليل.

ضع حدوداً لساعات العمل

من الوارد أن تكون إحدى متطلبات عملك أن تكون مُتاحاً لأداء المهام على مدار 24 ساعة في اليوم، وهذا بدوره قد يكون سبباً من أسباب الشعور بالضغط والتوتر. ضع بعض الحدود لساعات عملك لتقليل ضغوطات العمل، قد يعني ذلك وضع قاعدة بعدم التحقق من البريد الإلكتروني من المنزل في المساء، أو عدم الرد على الهاتف أثناء العشاء.

على الرغم من أن الناس قد يكون لديهم وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بمدى المزج بين عملهم وحياتهم الخاصة، فإن وضع بعض الحدود الواضحة بين العمل والحياة الشخصية يمكن أن يقلل من احتمالية الشعور بالضغط والتوتر.

خذ وقتك لإعادة شحن طاقتك

لتجنب الآثار السلبية للإجهاد المزمن والإرهاق الناتجين من ضغوط العمل، نحتاج إلى وقت كافٍ لتجديد نشاطنا والعودة إلى مستوى ما قبل الإجهاد والتوتر. تتطلب عملية الاستجمام هذه التوقف عن العمل من خلال قضاء فترات أطول في أنشطة لا تتعلق بالعمل، لهذا السبب يجب عليك قطع اتصالك بالعمل من وقت لآخر بطريقة تناسب احتياجاتك وتفضيلاتك.

لا تدع أيام عطلتك تذهب سدىً. خذ وقتاً للاسترخاء والراحة عندما يكون ذلك ممكناً، حتى تعود إلى العمل وأنت في مزاج أفضل مع شعور بالحيوية والاستعداد لأداء أفضل ما لديك. إذا كنت غير قادر على أخذ إجازة، حاول الحصول على دفعة سريعة من الاستجمام عن طريق إيقاف هاتفك وتركيز انتباهك على بعض الأنشطة الترفيهية لفترة من الوقت.

تحدث إلى مشرفك

أصبح لدى قطاع عريض من الشركات الوعي الكامل بالعلاقة بين صحة الموظف النفسية والإنتاجية في العمل، لذلك من الوارد أن يكون لدى رئيسك حافزٌ لخلق بيئة عمل مُريحة تعزز رفاهية الموظف. ابدأ بإجراء محادثة مفتوحة مع مشرفك، ليس الغرض من ذلك هو وضع قائمة بالشكاوى، بل الخروج بخطة فعّالة لإدارة الضغوطات التي حدّدتها، حتى تتمكن من الأداء بأفضل ما لديك في وظيفتك. تتنوع مزايا هذه الطريقة بين مساعدتك على تحسين مهاراتك أو توضيح ما هو متوقع منك، أو الحصول على الدعم اللازم لتنمية قدراتك وتطوير وظيفتك لتشمل مهام أكثر تحدياً أو ذات مغزى، أو إجراء تغييرات على مساحة عملك لجعلها أكثر راحة وأقل إجهاداً.

احصل على بعض الدعم

يمكن أن يؤدي قبول المساعدة من الأصدقاء الموثوق بهم أو أفراد الأسرة إلى تحسين قدرتك على إدارة التوتر. علاوةً على ذلك، قد يكون لدى صاحب العمل أيضاً الموارد الخاصة بإدارة التوتر من خلال برامج مساعدة الموظفين، بما في ذلك المعلومات عبر الإنترنت أو الاستشارات المُتاحة. إذا كنت لا تزال تشعر بالإرهاق من ضغوط العمل، فقد ترغب في التحدث إلى أخصائي نفسي يمكنه مساعدتك على إدارة التوتر بشكل أفضل وتغيير السلوك غير الصحي واستبداله بآخر صحي وإيجابي. [3]  

وفي ختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على ضغوط العمل وكيفية التعامل معها، يجب عل كل موظف وعامل أن يبدأ يومه بالتفاؤل والاسترخاء قبل البدء بالأعمال والمهام حتى يتمكن من التركيز على أداء هذه الأعمال بكفاءة.

  1. "An Introduction to Job Stress" ، منشور على موقع uml
  2. "Work Stress: Causes, Symptoms, and Solutions" ، منشور على موقع online
  3. "Coping with stress at work" ، منشور على موقع apa