صدوف سالم “ولدت لأكون فنانة”
صدوف .... فنانة من الفنانين التشكيلين الواقعيين المميزين تنثر الوانها لتتجمع وتشكل لوحة تؤرخ التراث الاردني والعربي بمدنه ومساجده وكنائسه فهي تتحكم بالالوان وكانها ناي تتراقص على الحانه ريشتها لتصور لنا تلك المدن وتعانق مآذن الجوامع واجراس الكنائس بوضوح وشفافية كما الماء العذب .
انهت الفنانة صدوف دراستها في التصميم المكاني من كلية بورنموت في بريطانيا عام 1986 وعملت في مجال التصميم الداخلي بصفة مستقلة في الاردن والسعودية ،كما وشاركت في عدة معارض جماعية في الاردن والسعودية وعدد من الدول الاخرى وقدمت تصاميم مختلفة لمؤسسة نور الحسين وعدة فنادق ومراكز تراثية ،حصلت على عدة جوائز ابرزها المركز الثالث بمسابقة الخطوط السعودية للفنون . تشرفت بمحاورتها وجراتها وثقتها بالرد على الاسئلة .
هل يولد الفنان بموهبة فطرية؟
نعم انا ولدت لاكون فنانة اذ انني من عائلة تهتم بالفن والرسم كان والدي يجلب معه العديد من اللوحات بين الفينة والاخرى وكان يشرح لنا عن هذه اللوحات ومنها انطلقت فاصبحت ارسم في المدرسه وكانت رسوماتي تشد انتباه العديد من المعلمات والطالبات وهذا زادني اصرارا تلو الاخر لارسم وارسم الى ان احترفت الرسم واتخذته كمهنه وعرفت من خلاله وبواسطته لمع اسمي من بين العديد من الفنانين .
هل تحرصين على نهج مدرسة معينة او اكثر ؟
لا توجد مدرسة معينة أتأثر بها ولكن لوحاتي تعكس الجانب الواقعي اكثر من اي جانب اخر .
ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنانة لتبدعي عبر ريشتك بتجسيد العديد من الافكار ؟
المكان جزء رئيسي ومحوري في ذاكرة وقلب اي فنان وهو حاضره وعنوان ومستقبله، خاصة حين اغمس ريشتي بروح الحنين للمكان فللمكان اوجه مختلفة من اطياف الحياة الشعبية والمميزات المعمارية لعدد من المدن والمعالم المختلفة في الحارة الشعبية كالمساجد والكنائس والمقاهي والدكاكين وغيرها، فجسدت في لوحاتي “الخليل”، “طبريا “ “عمان “، “رام الله “، “يافا”، “بيت لحم“، “اللويبده”، “مقهى الشام“، “وبيت شقير“وغيرها الكثير وهذا كله نابع من احساسي المخلص تجاه تلك الاماكن عدا عن البعض من لوحات الثورات الفلسطينية برسومات تراثية تجسد التحدي والامل الذي اود بثه من خلال تلك الرسومات .
كيف تتعاملين مع الالوان ،كيف تختارينها لتغني اللوحة وجماليتها ؟
الالوان هي المرتكز الرئيسي لاي لوحة كل لون له مكانة في داخلي وله بعد معين الالوان المائية والزيتية والاكريليك والباستيل اضافة الى مواد اخرى ممزوجة مع بعضها تعكس تعاطي صدوف حسين مع اللون الذي يظهر حاراً على السطح التصويري في معظم اعمالي .
من اين تستلهمين مواضيع اعمالك وتستقين افكارك ؟
الفنان يرسم دائما ما هو قريب منه والى قلبه كالمكان والطبيعة فالاشخاص. فأنا أستقي أفكاري من فلسطين، من رام الله وطبريا والخليل ومن هنا من الجبل الهادئ القريب مني اللويبده ومن مدينتي عمان فارسم بيوت تلك المدن ومساجدها وكنائسها لاعكس ذاك الجمال الذي اثراني جمالا وحبا .
من يرسم اللوحة ،الكامن في اعماق صدوف ام موهبة صدوف وقدرتها على الابداع والتميز؟
اعتقد ان الفنان الحقيقي يرسم بكل ما فيه من مشاعر وأحاسيس فالرسم يتحقق بتمازج ما في مكنون الفنان وموهبته معا ، فهذا فالمزج بينهما يساعد الفنان على ابتكار افكار جديدة فمثلا من بعد العديد من التجارب خرجت بفكرة تجسيد الصور على الخشب اذ اني قمت بطباعة صورة امراة كبيرة السن من احدى العشائر الاردنية استخدمت بها الالوان الزيتية فمثل هذه الصورة نتجت عن تمازج ما بداخلي مع موهبة الرسم .
الفن التشكيلي من اعظم الفنون وليس بحاجة الى جهد من الفنان ترجمته للمتلقي ، ما رايك ؟
الفن التشكيلي نوع من انواع الابداع اذ ان الفنان يستطيع ترجمة ما يريده من خلال لوحاته او حتى منحوتاته التي تكاد تنطق وتعبر عن نفسها ومكنونها الارثي ، هناك العديد من اللوحات لا يجد الشخص صعوبة في ترجمتها وهناك بالمقابل الكثير من اللوحات تتطلب جهدا من الفنان لترجمتها للشخص وهذا يختلف من فنان لاخر .
كفنانة تشكيلية ماذا قدمت للفن التشكيلي ؟
اتخذت من الفن التشكيلي وسيلة للحفاظ على الارث العربي وحاولت جاهده ان اظهر جمال وعراقة الكثير من المدن القديمه وخاصة مدن بلاد الشام وشوارعها.
الفنانة التشكيلية الاردنية صدوف السالم هل وصلت الى المكانة التي تطمحين ؟
النجاح ليس له حدود وانا اطمح دوما بان اعطي اكثر واكثر فكلما وثقت تاريخ مدننا العريقة وساهمت في نقل اجمل صورة عن مدننا كما هي دوما فهذا هو النجاح الذي اصبو اليه.