شعر مدح الرجال
مدح الكثير من الشعراء بالرجال وأفعالهم، أولئك الرجال الذين نجدهم إلى جانبنا في كل الشدائد والمصائب، ومن يستطيعون التصرف في كافة المواقف، والذين يتميزون بالصفات الطيبة، ويتفاوت الرجال بأفعالهم، فمنهم من يستحق المدح والثناء، وإليك بعض القصائد التي مدح الشعراء فيها الرجال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة وَإِذا الرِجالُ رَأَوا
وَإِذا الرِجالُ رَأَوا يَزيدَ رَأَيتَهُم
خُضُعَ الرِقابِ نَواكِسَ الأَبصارِ
لَأَغَرَّ يَنجابُ الظَلامُ لِوَجهِهِ
وَبِهِ النُفوسَ يَقَعنَ كُلَّ قَرارِ
أَيَزيدُ إِنَّكَ لِلمَهَلَّبِ أَدرَكَت
كَفّاكَ خَيرَ خَلائِقِ الأَخيارِ
ما مِن يَدَي رَجُلٍ أَحَقُّ بِما أَتى
مِن مَكرُماتِ عَظايِمِ الأَخطارِ
مِن ساعِدَينِ يَزيدَ يَقدَحُ زِندَهُ
كَفّاهُما وَأَشَدُّ عَقدِ جِوارِ
وَلَوَ أَنَّها وُزِنَت شَمامِ بِحِلمِهِ
لَأَمالَ كُلَّ مُقيمَةٍ حَضجارِ
وَلَقَد رَجَعتَ وَإِنَّ فارِسَ كُلَّها
مِن كُردِها لَخَوائِفُ المُرّارِ
فَتَرَكتَ أَخوَفَها وَإِنَّ طَريقَها
لِيَجوزَهُ النَبَطِيُّ بِالقِنطارِ
أَمّا العِراقُ فَلَم يَكُن يُرجى بِهِ
حَتّى رَجَعتَ عَواقِبُ الأَطهارِ
فَجَمَعتَ بَعدَ تَفَرُّقٍ أَجنادَهُ
وَأَقَمتَ مَيلَ بِنائِهِ المُنهارِ
وَلِيُنزِلَنَّ بِجيلِ جَيلانَ الَّذي
تَرَكَ البُحَيرَةَ مُحصَدَ الأَمرارِ
جَيشٌ يَسيرُ إِلَيهِ مُلتَمِسَ القِرى
غَصباً بِكُلِّ مُسَوَّمٍ جَرّارِ
لَجِبٍ يَضيقُ بِهِ الفَضاءُ إِذا غَدَوا
وَأَرى السَماءَ بِغابَةٍ وَغُبارِ
فيهِ قَبائِلُ مِن ذَوي يَمَنٍ لَهُ
وَقُضاعَةَ بنِ مَعَدَّها وَنِزارِ
وَلَئِن سَلِمتَ لِتَعطِفَنَّ صُدورَها
لِلتُركِ عِطفَةَ حازِمٍ مِغوارِ
حَتّى يَرى رَتبيلُ مِنها غارَةً
شَعواءَ غَيرَ تَرَجُّمِ الأَخبارِ [1]
قصيدة وَاحَـرّ قَلبـاهُ مـمّن قَلبُـهُ شَبِـمُ
وَاحَـرّ قَلبـاهُ مـمّن قَلبُـهُ شَبِـمُ
وَمَن بجِسمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَد بَـرَى جَسَـدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّولـةِ الأُمَـم ُ
إن كَـانَ يَجمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
فَلَيتَ أنّـا بِقَـدرِ الحُـبّ نَقتَسِـمُ
قد زُرتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنـدِ مُغمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرتُ إلَيـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
فكـانَ أحسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
فَوتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمتَـهُ ظَفَـرٌ
فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ وَاصطنعت
لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصنَـعُ البُهَـمُ
ألزَمتَ نَفسَكَ شَيئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
أن لا يُـوارِيَهُـم أرضٌ وَلا عَـلَـمُ
أكُلّمَا رُمتَ جَيشـاً فانثَنَـى هَرَبـاً
تَصَرّفَـت بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
عَلَيـكَ هَزمُهُـمُ فِي كـلّ مُعتَـرَكٍ
وَمَا عَلَيـكَ بِهِم عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
تَصافَحَت فيهِ بِيضُ الـهِندِ وَاللِّمـمُ
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصمُ وَالحكَـمُ
أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنـكَ صادِقَـةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
وَمَا انتِفَـاعُ أخـي الدّنيَـا بِنَاظِـرِهِ
إذا استَوَت عِنـدَهُ الأنـوارُ وَالظُّلَـمُ
سَيعلَمُ الجَمعُ مـمّن ضَـمّ مَجلِسُنـا
بأنّني خَيـرُ مَن تَسعَـى بـهِ قَـدَمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعمَـى إلى أدَبـي
وَأسمَعَت كَلِماتـي مَن بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلءَ جُفُونـي عَـن شَوَارِدِهَـا
وَيَسهَـرُ الخَلـقُ جَرّاهَـا وَيختَصِـمُ
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهلِـهِ ضَحِكـي
حَتَّـى أتَتـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
إذا رَأيـتَ نُيُـوبَ اللّيـثِ بـارِزَةً
فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيـثَ يَبتَسِـمُ
وَمُهجَةٍ مُهجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
أدرَكتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهـرُه حَـرَمُ
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
وَفِعلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
وَمُرهَفٍ سرتُ بينَ الجَحفَلَيـنِ بـهِ
حتَّى ضرَبتُ وَمَوجُ المَـوتِ يَلتَطِـمُ
الخَيـلُ وَاللّيـلُ وَالبَيـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
يَا مَـن يَعِـزّ عَلَينَـا أن نُفَارِقَهُـم
وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـم عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـم بتَكرِمَـةٍ
لَـو أنّ أمرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إن كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
فَمَـا لجُـرحٍ إذا أرضـاكُـمُ ألَـمُ
وَبَينَنَـا لَـو رَعَيتُـم ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
إنّ المَعارِفَ فِي أهـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
كم تَطلُبُونَ لَنَـا عَيبـاً فيُعجِزُكـم
وَيَكـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ من شَرَفِـي
أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
لَيتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
يُزيلُهُـنّ إلـى مَـن عِنـدَهُ الدِّيَـمُ
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرحَلَـةٍ
لا تَستَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
لَئِـن تَرَكـنَ ضُمَيـراً عَن مَيامِنِنـا
لَيَحـدُثَـنّ لـمَن وَدّعتُهُـم نَـدَمُ
إذا تَرَحّلـتَ عن قَـومٍ وَقَد قَـدَرُوا
أن لا تُفـارِقَهُـم فالرّاحِلـونَ هُـمُ
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
وَشَـرُّ ما قَنّصَتـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
شُهبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
بأيّ لَفـظٍ تَقُـولُ الشّعـرَ زِعنِفَـةٌ
تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـربٌ وَلا عَجَـمُ
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ [2]
قصيدة يا شيخ
يا شيخ أنا جيتك على الفطّـر الشيب
قـزان من دار المحبين دباب
دبــا عليّ ودب مـني بتـقـريــب
قل المـواشي يا ذرا كل من هاب
من دارنا جينا لدارك مغاريب
يموم نجم لا تغير ولا غاب
متخيرك يا منقع الجود والطيب
لا خيب الله للاجاويد طلاّب
سلام من قلب محب بلا ريب
له يستتاب الشاب ويشب من شاب
يا لجوهر الناريز يا لعطر يا لطيب
يا لصعل يا لصهال يا حصان الا طلاب
يا لزير يا لزحار يا لنمر يا لذيب
يا لليث يا للايوث يا لشبل يا لداب
يا الضاري الضرغام عطب المضاريب
يا لفرز يا مفراض ضده والاجناب
يا النادر الهليع عقاب المراقيب
يا نافل جيـله بعيدين واقراب
نطاح طابور العساكر الى هيب
ستر العذاري لى غشى الزمل ضبضاب
عيبك الى من قالوا الناس بك عيب
بالسيف لارقاب المناعير قصاب
وعيبك الى من قالوا الناس بك عيب
للسمن فوق مفطح الحيل صباب
وذبح الغنم والكوم حرش العراقيب
وعطا المهار وبذل مال بلا حساب
وبك شارةِ كبّ الفراد المحانيب
وبذل الطعام وللتنافيل كسّـاب
نمراَ تجرده للعدا والأجانيب
تفجا بها غرات ضدك بالاسباب
ومن عقب ذا بالعون ما بك عذاريب
أحلى من السكر على كبد شرّاب
جيناك فوق الهجن شيب المحاقيب
لمشاهدك يا شوق وضّاح الانياب
الحرّ يضرب بالكهوف المعاطيب
والتبع قنّاصه من الصيد ما جاب
وانت الذي تافي بكل المواجيب
كنك " هديب الشام " بالحمل عتـّاب
تثني لابو صلفيق ما به تكاذيب
شيخ الصخا معطى طويلات الارقاب
يا ما عطيت اللي يجونك طلاليب
كم واحدِ جا لك من الوقت منصاب
وفرجت همه في كبار المواهيب
من عليم يزمي كما يزمي " الزاب "
عزّ الله انك طيب وتفعل الطيب
والطيب يجني منك يا زاكي الانساب [3]