زاهي وهبي لرابعة الزيات : «رافقيني قليلاً ليتبددَ صقيعُ الكون»
لا يجد زاهي وهبي مانعاً في أن يكون هناك يوم أو عيد للحب، خصوصاً في هذا الزمن الذي تكثُر فيه الضغائن والأحقاد وتتشظى المجتمعات وتنقسم الشعوب ويطغى الخطاب التكفيري والاقصائي والالغائي ويتصاعد التحريض القاتل بأشكاله كافة.
لكنه في الوقت نفسه لا يخفي خشيته من طغيان الجانب التجاري على معنى العيد، وتحويل المناسبة إلى سلعة تُباع وتُشترى، أو ترتبط فقط بالهدية، من دون التقليل من أهمية الهدية وأثرها الجميل في نفس متلقيها، لأنها كما قال شكل من أشكال التعبير عن اهتمامنا بالحبيب، لكنها قطعاً ليست الشكل الوحيد ولا يجوز أن تكون كذلك”.
وتبقى المعاني النبيلة التي يُفترض أن يمثلها العيد هي الأهم برأيه، الذي يذهب به عميقاً إلى ما هو أبعد من العلاقة العاطفية بين عاشقين، ليشمل كل حالات الحُبّ الانساني سواء كان بين عاشقين اثنين أو بين صديقين أو بين أهل وأقرباء مثل علاقة أُمّ بأبنائها أو أب بأولاده... إلى آخر حالات المشاعر والعواطف التي يعيشها الكائن البشري.
إن سألته عن كيفية الاحتفال بهذا العيد يخبرك أن ليس هناك من عادات أو طقوس معينة يقوم بها مع زوجته الإعلامية رابعة الزيات في هذا اليوم بالذات، لأنهما يعيشان حالة دائمة من الحب تغمرهما وتغمر أسرتهما وتمنحهما المقدرة على مواجهة ضغوط الحياة والعمل. لكن هذا لا يمنعهما من أن يُعدا مائدة صغيرة خاصة بالمناسبة أو يتوجها إلى مطعم هادىء لتناول عشاء رومانسي، فهذه التفاصيل الصغيرة تضفي نوعاً من التغيير في الحياة الزوجية وتكسر رتابة الأيام وفق رأيه، وليس شرطاً أن تكون مرتبطة بعيد معين أو مناسبة محددة. «الحب حالة عميقة نسعى دوماً لتكون حاضرة في حياتنا وبيتنا، وفي علاقاتنا مع الأصدقاء والآخرين».
فيما يتعلق بالهدايا التي يذكران أنهما تبادلاها، يشير إلى أنهما لا يحبذا الحديث في الإعلام عن هداياهما المتبادلة لأنهما يعتبرانها شأناً خاصاً جداً لا يهم الآخرين بشيء، لافتاً في الوقت عينه أن لكل منهما حاجياته أو تمنياته في هذا المناسبة أو غيرها، وغالباً ما تكون هداياهما من النوع العملي الذي يصلح لكل يوم، ولعل أجمل هدية تفرحهما هي مشروع سفر يخططان له معاً أو إجازة يقضيانها بعيداً من ضوضاء المدن وصخب المهنة في طبيعة ساحرة هنا في لبنان أو في بلد عربي أو أجنبي بحسب الظروف الإمكانات المتاحة.
وعن الكلمة التي يوجهها لرابعة في هذا المناسبة قال:
أستعيد ما كتبته شعراً:
«رافقيني قليلاً
ليتبددَ صقيعُ الكون
لتغدو أقلَّ وحشةً هذي الحياة
لم يَعدْ متسعٌ لضحكة الا في وجهك
ولم يَعدْ أمان.
إذن رافقيني قليلاً
لتحيدَ عن ظهري الطعنات
ثم تعالي نغرسُ وروداً صغيرةً في خراب أيامهم
نحاصرُ بغضائهم بالضحكات،
من مياه حبنا نَسقي قلوبَهم اليابسة
ربما تخضّرُ فيها شجيرةُ الحياة.
تابعوا أيضاً: