روعة منزل نزار قباني في دمشق: رحلة إلى قارورة العطر التي لا تنتهي
-
1 / 21
هنا جذوري.. هنا قلبي.. هنا لغتي أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً فهل تسامح هيفاء ووضاح؟ كلمات قالها الشاعر نزار قباني متحدثاً إلى منزله الدمشقي الذي ذكره غير مرة في أعماله، فالمنزل العتيق يحمل تفاصيل وذكريات عصيةٌ على النسيان حيث استحق بجدارة وصف قاروة عطر دمشقي
منزل نزار القباني
المنزل الساحر الذي تأثر به نزار قباني كثيراً فكان مصدر الوحي والإلهام له بكل أركانه، فدخول البيت أشبه برحلة عبر الزمن حيث يحملك لتاريخ الشام القديمة بتلك النافورة في قلب المنزل لتبعث في كل أركانه الحياة وتذكرنا بالماضي، ولهكذا منزل كان ولابد من لمسة عربية أصيلة نراها في إحدى القاعات التي مُزجت بالصدف واللمسات العربية في الديكور.
حتى باب المنزل الذي يحمل طراز معماري فريد ونوافذه القديمة المطلة على الشوارع العتيقة وكأن الحياة بدأت هناك وستنتهي هناك، تماماً مثل حياة نزار قباني الذي ولد في هذا البيت وودع أركانه بنفسه قبل وفاته بساعات قليلة.
المنزل يقع وسط حي مئذنة الشحم في قلب دمشق القديمة، من الداخل والخارج تزينه الأشجار كأنها تحتضنه وتحفظه من كل سوء، تلك الأشجار أوصى بها نزار قباني أمه في إحدى القصائد الخمس التي كتبها بعد أن اضطر للابتعاد.
للبيت تاريخٌ سياسي بجانب أثره الثقافي والنفسي، فوالد نزار قباني كان ناشطاً سياسياً كما نقول اليوم، وشهد المنزل اجتماعات عدة للكتلة الوطنية خلال الانتداب الفرنسي، حيث وضعت فيه خطط لتحريض الناس للدفاع عن حريتهم ومقاومة الاحتلال.
قارورة العطر العتيق أو الدار الدمشقية ما هي إلا بيت مكون من طابقين أحدهما باحة مكشوفة مصنوعة من الرخام وصفها قباني في مقدمة ديوانه دمشق نزار قباني : طالما جلست في باحة الدار الشرقية الفسيحة أستمع بشغف طفولي غامر إلى الزعماء السياسيين السوريين يقفون في إيوان منزلنا، ويخطبون في ألوف الناس، مطالبين بمقاومة الاحتلال الفرنسي، ومحرِّضين الشعب على الثورة من أجل الحرية.
نزار قباني حب
للمنزل في نفس الشاعر السوري قيمة أكبر بكثير، فإن كانت قصيدة بلقيس هي شاهد حي على وفاة زوجته في حادث تفجير السفارة العراقية، فالمنزل بما يحمله من ذكريات شاهد آخر على وفاة ابنه توفيق الذي دفن خلف المنزل ليترك الأمر حزناً دفيناً في نفس قباني.
أما عن سر وصف المنزل بقارورة العطر الدمشقي البالغ عمرها 400 عام أو أكثر يعتبرها نزار قباني تقليل من قيمة المنزل وظلمٌ بالغٌ له، لأن منزله أجمل بكثير، ستأخذك هذه الجولة في نظرة عابرة على المنزل دون أن يوفيه هذا حقه.
اليوم المنزل لم يعد ملكاً لعائلة قباني إلا أن مالكه الجديد محمد نظام يحافظ عليه جيداً ولا يُجري أي تغيير من شأنه المساس بروح المنزل أو عادات سكانه الأصليين من الأشجار والقطط.
تعرفوا على منزل نزار قباني وما يحمله من تاريخ وجمال من خلال ألبوم الصور أعلاه.
تم نشر هذا المقال مسبقاً على رائج. لمشاهدة المقال الأصلي، انقري هنا