رسائل من افتتاح أولمبياد باريس: شكر للعمال وأغان للحرية
في مشهد ساحر على ضفاف نهر السين وأسفل برج إيفل، افتتحت دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 بحفل استمر لأكثر من ثلاث ساعات، حمل العديد من الرسائل من خلال العروض الراقصة والاستعراضات متنوعة، إلا أن بعضها أثار جدلاً وتسبب في مهاجمة البعض للحفل، إلا أن بعضها كانت رسائل إيجابية، إليك أبرزها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تكريم العاملين على ترميم كاتدرائية نوتردام
أبرز فقرات الحفل كانت تلك التي خصصت لتكريم العاملين على ترميم كاتدرائية نوتردام حيث تضمن العرض راقصين يرتدون ملابس عمال البناء وهم يؤدون حركات راقصة بينما يتعلقون بسقالات إعادة بناء الكاتدرائية.
هذا المشهد جاء كتقدير للجهود المبذولة في إعادة بناء الكاتدرائية بعد الحريق المدمر الذي أصابها عام 2019، ومن المتوقع أن تعيد فتح أبوابها في ديسمبر المقبل.
This browser does not support the video element.
جاء هذا العرض بالتزامن مع عرض راقص أخر في الجهة المقابلة واستمرار وصول الوفود الرياضية المشاركة.
أغنية ثورية بطريقة الميتال وتجسيد للثورة الفرنسية
في لفتة مفاجئة، أدت فرقة الميتال الفرنسية الشهيرة "غوجيرا" بالتعاون مع مغنية الأوبرا الفرنسية السويسرية مارينا فيوتي أغنية "آه! سا إيرا" (Ah! Ça ira)، وهي أغنية ثورية فرنسية.
هذا التعاون غير المتوقع أضفى على الحفل طابعاً فريداً، حيث تمكن الجمهور من الاستمتاع بمزيج من الموسيقى الكلاسيكية والميتال.
وظهرت هذه الأغنية بعد لوحة فنية شكلها عدد من الراقصين، بوصول حامل الشعلة الغامض إلى أحد الأماكن التي يعمل فيها عدد من الأشخاص الذين قدموا محاكاة للثورة الفرنسية ولوحة الحرية الشهيرة التي تمثلها.
جدل حول محاكاة العشاء الأخير
أثار عرض محاكاة لوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي جدلاً واسعاً، حيث ظهر راقصون في محاكاة للوحة الشهيرة وهو ما أثار موجة من الغضب وانتقادات دولية.
شاهدي أيضاً: أولمبياد باريس 2024: أبرز اللقطات من حفل الافتتاح
واعتبر البعض أن تجسيد اللوحة إساءة دينية إلا أن البعض حاول الدفاع عنها بأنها كاتت محاولة لإبراز عبثية العنف بين البشر والدعوة إلى نبذه، وكان رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك واحد من منتقدي هذا العرض الذي وصفه بأنه غير محترم للمشاعر.
عروض حفل افتتاح أولمبياد باريس
لم تكن الأمطار الغزيرة والإجراءات الأمنية المشددة عائقاً أمام تجمع المشجعين على ضفتي نهر السين لمشاهدة الحفل، حيث تم نشر أكثر من 45 ألف شرطي وآلاف الجنود في عملية أمنية ضخمة، تضمنت إغلاق المجال الجوي حول منطقة باريس الكبرى وتمركز القناصة على أسطح المباني.
جاء ذلك بعد ساعات فقط من هجوم تخريبي استهدف شبكة القطارات فائقة السرعة، مما سلط الضوء على التحديات الأمنية المتزايدة.
واستمر الحفل بتصاعد عمود ضخم من الدخان بألوان علم فرنسا، ليبدأ العرض الباهر على نهر السين، حيث حمل أسطول من الزوارق آلاف الرياضيين والفنانين على طول النهر، حيث قدموا عروضاً راقصة وموسيقية مذهلة.
وتألقت ليدي غاغا بأداء غنائي مذهل بالتزامن مع لوحة راقصة قدمتها مع عدد من الراقصين، كما أمتعت راقصات حانة "مولان روج" الجمهور برقصة الكانكان الشهيرة.
زيدان والشعلة الأولمبية
وفي لقطة خيالية، ظهر نجم كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان في مقطع فيديو مسجل مسبقاً، يركض في أنحاء باريس حاملاً الشعلة الأولمبية، حتى وصل إلى المترو ومنه إلى نهر السين، حيث انتقلت الشعلة عبر الزوارق.
هذا السيناريو الرائع أضاف لمسة من الإبداع والخيال إلى الحفل، مشيراً إلى افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024.
بينما ازداد الحماس الأولمبي في العاصمة الفرنسية، واجه السكان بعض التحديات نتيجة لإغلاق الشوارع والإجراءات الأمنية المشددة. تحول قلب المدينة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، مما أثار استياء أصحاب المحال التجارية والمطاعم. ومع ذلك، كانت أجواء الحماس والترقب للألعاب واضحة في كل زاوية من زوايا المدينة.