رحيل الموسيقار غازي علي أحد رواد التلحين في السعودية
توفي اليوم، الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، الموسيقار السعودي غازي علي، الذي يعد أحد رواد التلحين والفن في المملكة العربية السعودية والخليج.
ونعى الوسط الفني غازي الذي يعتبر أحد أبرز رواد التلحين في المملكة. ويعتبر غازي من الملحنين السعوديين الذين تتلمذوا على يد الموسيقار رياض السنباطي، وكان قد حول منزله منذ نصف قرن ليصبح معهدا موسيقيا متكاملا تخرج على يده عظام فناني السعودية وتعلموا منه فنون الغناء والعزف على العود.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويعتبر غازي علي من أهم الفنانين السعوديين وأكثرهم ثقافة وأوسعهم علماً بالموسيقى، فهو من أوائل الذين درسوها أكاديمياً ووضع يديه على مفاتيح الألحان والأغاني التراثية في البلاد ككل بألوانها المختلفة، إلا أنه ركز في أعماله على مدينته التي ولد بها، المدينة المنورة، وكان مخلصاً لها في أبرز أغانيه أمثال "ربوع المدينة" و"روابي قباء".
وعلى الرغم من قلة ظهوره خلال السنوات الأخيرة بسبب المرض، إلا أن الكاتب عبدالعزيز الصحفي قد رتب مناسبة لحضوره بعد أن وثق مسيرته في كتاب حمل اسمه وتم تدشينه في ديسمبر (كانون الثاني) العام الماضي، ورتب حفلاً لتوقيعه في جمعية الثقافة والفنون بجدة، الذي كان آخر ظهور إعلامي له.
وقال الناقد الفني محمد سلامة في تصريحات صحافية، إن "الملحن غازي علي يمارس التلحين منذ نصف قرن، وكان قد حول منزله إلى معهد موسيقي متكامل".
وأضاف: "تخرج على يدي الراحل العديد من فناني السعودية، وتعلموا منه فنون الغناء والعزف على العود، ومنهم طلال سلامة وعلي عبدالكريم وعباس إبراهيم وغيرهم".
مسيرة الموسيقار غازي العلي:
ولد الموسيقار غازي علي باجراد في عام 1937 في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، عاش طفولته في مدينة المنورة يتيماً في كنف والدته التي كانت مهتمةً بتعليمه، فدرس الإعدادية في المدرسة النموذجية في مدينة جدة.
في عام 1960، انتقل إلى القاهرة لدراسة الموسيقى في المعهد الموسيقي الكونسرفتوار، الذي كان يديره الموسيقار أبو بكر خيرت، والذي انتبه لمدى عشق غازي علي للموسيقى، فشجعه على اكمال دراسته في المعهد، وفي عام 1967، تخرج الموسيقار غازي علي من المعهد الموسيقي بعد اكمال دراسته التي استمرت سبع سنوات.
وعمل غازي علي معلما للموسيقى في "جمعية الثقافة والفنون" لمدة 3 أعوام في الفترة (1976 ـ 1979)، كما قدم عددا من الأعمال مثل: "روابي قبا" و"ربوع المدينة" و"شربة من زمزم"، ومن أشهر أغنياته "أسمر حليوة" و"سلام لله ياهاجرنا"، وفي الأعوام الأخيرة افتتح فصلا دراسيا في منزله لتعليم هواة ومحبي الموسيقى أساسياتها.
وكان قد صدر كتاب "غازي علي مسيرة وإنجازات" للمؤلف عبدالعزيز الصحفي، والذي تم تدشينه بواسطة "الجمعية السعودية للثقافة والفنون" فرع جدة بمبادرة كريمة من الأستاذ الفاضل محمد آل صبيح مدير فرع الجمعية بجدة، وبتعاون سخي من الدكتور فيصل المتعب أستاذ الأدب المسرحي بجامعة أم القرى، والأستاذ حسن علوي مدير العلاقات والإعلام بالـ"جمعية السعودية للثقافة والفنون" فرع جدة.
والكتاب يقع في 230 صفحة عن حياة الفنان الموسيقار غازي علي كما رواها بنفسه، ويتضمن الكتاب أحداثا في حياة الأستاذ غازي وقصصا عن بعض أعماله لم يتحدث عنها من قبل وتنشر لأول مرة.
واحتفى الموسيقار غازي علي بتدشين كتابه الجديد "غازي علي.. مسيرة وإنجازات" قبل عام من اليوم، وكأنه كان يريد أن ينصف نفسه حيث ذكر بأحد لقاءته الصحافية "أن الإعلام لم ينصفه".
ويأتي هذا الكتاب تحقيقًا لرغبة جمهور ومحبي الموسيقار الكبير الذين كانوا يطالبونه منذ سنوات بكتاب يسرد تجربته الفنية والموسيقية الثرية، خاصة أن الموسيقار غازي علي يعد من كبار الفنانين في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، وله عطاءات فنية مميزة بدأت منذ أكثر من نصف قرن.
وهو أول فنان سعودي يدرس الموسيقى بشكل متخصّص وعلى حسابه الشخصي في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، وقدم خلال مشواره الفني الطويل، الكثير من الروائع الموسيقية والألحان الخالدة التي تغنى بها كبار المطربين العرب، وفي مقدمتهم الراحل الكبير طلال مداح، كما أن الموسيقار غازي علي فتح منزله كمعهد لتعليم الموسيقى والعزف للهواة والشباب والموهوبين منذ سنوات طويلة، وتخرّج من معهده العديد من الفنانين والعازفين.
إنجازات غازي علي:
في عام 1970، سافر غازي علي إلى بريطانيا ليدرس علم اليوغا، الذي اعتبره نقلة نوعية طالت حياته، واستمر في دراسته لمدة خمس سنوات، بحيث أنهى دراسته عام 1975،
وفي عام 1976، عاد إلى المملكة العربية السعودية ومالبث أن افتتح فصلاً تعليمياً في جمعية الثقافة والفنون، ولكن سرعان ما أغلقه لينتقل لتأسيس معهداً صغيراً لتعليم الموسيقى في منزله.
غنى غازي علي ولحن العديد من الأغاني التي اشتهرت في داخل المملكة وفي الخليج العربي، ومنها روابي قبا وربوع المدينة وشاربة من زمزم والموعد المنسي، وأغنية وحشتني وعلى البحرين وسليمى ولو شفتها، ويا بديع الجمال وسلمى يا ست الحلوين وماشي على هوينه ويوم نويتوا على السفر،
كما غنى أغنيته الشهيرة للمنتخب السعودي وهي يا جماهير الأخضر، وله مجموعة من الأغاني الوطنية.
وقد غنى الفنان طلال مداح من ألحان وكلمات غازي علي مجموعة من الأغاني وهي، سلام لله يا هاجرنا، ومش دا كلام ينقال.
ولحن غازي للفنان طلال مداح أغنية من كلمات طاهر الزمخشري بعنوان أسمر حليوة ومخصمني، كما لحن غازي علي لعدد من الفنانين العرب مثل وديع الصافي وسميرة توفيق وسعاد هاشم وماهر العطار وأسامة عبد الرحيم ومحمد قنديل، وقدم الأوبريت الوطني نور الدنيا من ألحانه وغنائه ويشاركه فيها المطرب محمد عمر والمطرب علي عبد الكريم.