رؤى الحايكي: إشراقتي نابعة من سلامي الداخلي وتفاؤلي بالمستقبل
تحت شعار «تمكين شباب الوطن» أعلنت سيدة الأعمال الشابة والطموحة رؤى الحايكي ترشحها للانتخابات البرلمانية القادمة ممثلة عن الدائرة الثانية بالمحافظة الوسطى، وتنزل الحايكي معترك الساحة الانتخابية مدعومة ببرنامج انتخابي متكامل مبني على تحصيلها الأكاديمي الرفيع وخبرتها العملية العميقة، ويعكس الرسالة التي تتبناها في «تمكين شباب الوطن»، بحيث يعالج تلك القضايا بعمق وبحلول نابعة من عقول شابة تعيش يوميا التحديات التي تواجه الشباب وتحمل الطموح والتطلعات التي يحملونها.
رؤى الحايكي تعمل منذ أكثر من عشر سنوات في مجال استشارات تطوير الأعمال وإدارة المشاريع والجودة ووضع الاستراتيجيات والأنظمة، ولها مشاركاتها العديدة على صعيد الأعمال التطوعية التي تعني بتدريب وتطوير وتمكين الشباب.
في حوارنا الصريح والشيق مع ضيفة العدد رؤى الحايكي نتناول جوانب عديدة من بينها فلسفتها في الحياة، ورؤاها، وآرائها، وطموحها، وحظوظها الانتخابية، فضلاً عن جوانب تتعلق بمراحل دراستها والكثير الكثير في هذا الحوار الصريح والشيق:
كيف تعرّف رؤى الحايكي عن نفسها أكاديمياً وعلمياً ؟
أكاديميا، تخرجتُ من كلية علوم الحاسوب في جامعة البحرين باختصاص علوم الحاسوب وتحليل نظم المعلومات عام 2002، وعملت كمحللة إدارية بشركة أوربت – شبكة الإذاعة والتلفزيون العالمية – في قبرص وبعدها في مقر الشركة في البحرين وبعدها انضممت كمدير للمشاريع ومسؤول تحليل وتطوير لمجموعة شركات استثمارية هي أي كول غلوبال هولدنق والتي تنشط في مجالات عدة ، نحو: الاتصالات والتسويق والسياحة والإعلام. ولكن إيماني بأهمية التعليم المستمر مدى الحياة وعزيمتي وشغفي بتطوير الذات دفعني بعد عدة سنوات من العمل في مجال تطوير الأعمال والاستثمارات للحصول على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستراثكلايد في المملكة المتحدة في أغسطس 2009، وكانت رسالة الماجستير تتناول دور القيادة في تطوير الأعمال ودورة في إنقاذ الشركات من تبعات الأزمة المالية في البحرين عام 2008 ومقارنته بأسلوب خفض الكلفة لمواجهة الأزمة نفسها. وبعد الماجستير تخصصت في مجال الاستشارات الإدارية واستشارات تطوير الأعمال واستشارات الجودة وتقييم الأنظمة واستراتيجيات الإدارات العليا. وتوَّجتُ مسيرتي الأكاديمية في العام 2011 بحصولي على درجة ما قبل الدكتوراه من جامعة ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية بتخصص علوم الإدارة والأنظمة العالمية لشؤون الموظفين والتنمية البشرية وكذلك درجة ما قبل الدكتوراه في دراسة وتطوير الاقتصاد. تزامنا مع ذلك اتبعتُ عشرات البرامج التدريبية ذات الصلة بمجال دراستي وعملي داخل وخارج البحرين، كما مثَّلت مملكة البحرين في عدة مؤتمرات دولية ذات علاقة بسوق العمل وريادة الأعمال والشركات الناشئة والتدريب والتطوير.عمليا، وبعد أن شغلتُ مناصب رفيعة في عدة شركات ريادية ناشطة داخل وخارج مملكة البحرين استفدتُ من خبرات عميقة متراكمة في مجال التجارة والأعمال والاستثمار لأطلق واحدة من أسرع الشركات الناشئة نموا في مملكة البحرين، هي شركة «أدموف» للإدارة والاستشارات، وتقدم الشركة طيفا واسعا من الخدمات المتميزة والحصرية منها لرواد الأعمال ومختلف أنواع الشركات، وتقدم أيضا استشارات متخصصة في مجال تطوير الإنتاجية وتنمية الموارد البشرية وشؤون الموظفين وغيرها. وتمكنت خلال فترة وجيزة من تقديم خدمات ابتكارية غير مسبوقة في قطاع الأعمال لكثير من رواد الأعمال ومختلف أنواع المؤسسات والشركات. كما أسست مؤخرا «فرع البحرين للرابطة الدولية للمدربين المؤهلين» وجرى اختياري من قبل الرابطة رئيسة للفرع نظرا لما حققته من إنجازات في مجال الاستشارات التدريبية في البحرين، كما أني عضو فعال في العديد من المؤسسات العالمية والروابط المتخصصة بعلوم استشارات تطوير الأعمال والاستثمارات حول العالم، وأنا أيضا مستشار في لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرفة تجارة وصناعة البحرين، وعضو فعال في لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدورة السابقة «2009-2014» وكذلك عضو بغرفة التجارة الأمريكية في البحرين.
عرفتك البحرين شابة طموحة وسيدة أعمال ناجحة، كيف تنظرين إلى نجاحك؟
أنا أرى النجاح من منظور نسبي، فربما هناك من يراني ناجحة، وآخر لا، فالنجاح يعتمد تحديدا على ماذا تريد وكيف تريد ووضوح الهدف والرؤية، ورغم وجود قواسم مشتركة يتفق عليها الجميع تقريبا في تعريف النجاح، مثل تجاوز الصعاب وتحقيق مراتب علمية واجتماعية ومادية متقدمة، إلا أن الأهم والأساس برأيي هو أن يؤدي ذلك النجاح إلى تحقيق رضا ذاتي وسلام داخلي، ويولد شغف وحافز لبذل المزيد من النجاح.كما أن النجاح ليس صفة شاملة بحيث يكون أو لا يكون، فربما أكون ناجحة في مشروع معين وتخصص معين، لكن ليس بالضرورة أكون ناجحة في مجالات أخرى، فتحديد الرؤية هو أولى خطوات النجاح، ولكن اعتبر نفسي امرأة طموحة ومكافحة، أحب التطوير، وأحب أن أكون معاصرة سباقة ومتميزة في كل شيئ أقوم به. وأعتبر النجاح مسؤولية تحتم علي مواصلة مشواري وتطوري بعزيمة وإرادة أكبر.
متى انخرطت في المجال التجاري والاستثماري؟
منذ نحو 3 سنوات تقريباً، لكني عملت في تطوير وإدارة الأعمال والاستشارات منذ سنوات، ولدي خبرة ممتدة في هذا المجال إلى نحو 12 عاماً، وهذا ما ساعدني عندما قررت دخول المجال التجاري، فكانت الحركة سريعة، وكذلك اعتمادي على العلاقات والخبرات التراكمية مع وضوح الرؤية والاستراتيجية الموضوعة ساهم في النهوض السريع والاستمرار والتطوير والتميز.
من الذي ساهم في بداياتك ووقف إلى جانبك ودفعك للخوض في التجارة؟
حقيقة، لا أحد، حيث رجعت بعد الأزمة التي مرت بالبحرين العام 2011، فكنت حينها في أمريكا للدراسة والعمل، ولم يخطر ببالي أن افتح مشروع خاص والدخول في عالم التجارة، فما كنت أريده هو أن أكون في المنصب والموقع الذي يحقق لي طموحي والذي من خلاله أستطيع خدمة وطني، لكن تداعيات الأزمة وما يتعلق بخروج بعض الشركات وغيرها، كل ذلك كان يمثل لي تحدياً، فهل أنتظر تحسن الأوضاع في البلد؟! لكن الانتظار والترقب يؤثر سلبا في النفسية وخاصة عندما تكون شخص مليء بالطموح والطاقة والخبرات، وفي ظل كل ذلك لم يشجعني أحد للدخول في التجارة في ذاك الوقت تحديدا فقد كان الاقتصاد متأثرا سلبا وليس من الحكمة بأن أبدا من وجهة نظر الجميع، ولكني قررت برغم الآراء المعارضة أن أسس شركتي الخاصة وكان ذلك القرار هو قرار ذاتي نابع عن يقيني بأن التحديات والأوضاع الصعبة فرصة سانحة لصنع شيء جديد يكبر بالكفاح ويتميز بسبب إيجاد الحلول الخلاقة في ظل التحديات الجديدة، والحمد لله خلال هذه المدة البسيطة حققت الكثير من الانجازات برغم الصعوبة الشديدة في تأسيس وتطوير الشركة السنه الأولى.
على ذكر الدراسة، ماذا كانت تمثل لك مرحلة الدراسة الجامعية؟
أنا أحب الدراسة كثيرا بل أعشقها، ووالدتي الغالية حكمت الجلاوي كانت سبب ذلك فقد علمتني بأن الدراسة والتعليم هي من أساسيات الحياة، فدائماً على الإنسان أن يسعى لتطوير ذاته وصقلها ويعود نفسة على الاطلاع والقراءة لمواكبة كل ما هو جديد في ظل التطورات العلمية والعملية المتسارعة، فالدراسة مثل الهواء الذي نتنفسه أساسية ولكن الانتقاء ووضوح الهدف شيء أساسي لاختيار ما ندرسه ونقرأه، فبعد أن عملت لمدة 5 سنوات تقريباً، قررت اكمال دراستي والحصول على الماجستير في إدارة الأعمال كي أصقل خبراتي وأرتقي بها وأوسع مداركي في مجال تطوير الأعمال عن طريق اكتساب العلوم والنظريات المستحدثة وكل ما هو جديد في المجال.
كونك مررت بمرحلة الشباب وصنعت نفسك بجد واجتهاد، كيف وجدت طموح واندفاع الشباب البحريني في صناعة المستقبل والمساهمة في بناء الوطن؟
أن الشباب البحريني طموح وذكي ولديه طاقات كبيرة لا توصف، وفي المقابل أيضا احتياجاته كثيرة وتوقعاته أكبر بكثير، وهذا بإمكانه أن يكون مصدر تخوّف إذا لم نستطع تمكين فئة الشباب بشكل صحيح وواعٍ في ظل هذه الاحتياجات والطاقات المتفجرة، وإذا لم نستطع الاستماع لهم بشكل صحيح.أنا أدعو وأشجع أن يتم استثمار هذه الطاقات وتمكين الشباب ومنحهم الفرص لكي يستثمروا طاقاتهم في خدمة البلد وخدمة أنفسهم والمساهمة في عملية البناء والتنمية والتطوير بشكل كبير وواضح، ولابد أن تكون هناك مؤسسات وجهات تتبنى فئة الشباب، ولا بد أن تكون هناك مؤسسة أو هيئة تجمع كل الجهات التي تدعم المؤسسات الصغيرة ورواد الأعمال والطاقات الشبابية بغرض طرح سياسة وطنية لاستيعاب واستثمار تلك الطاقات المتوهجة. فإن من المهم بأن تطال تشريعات المجلس النيابي القادم التحديات التي تواجه الشباب في قطاع ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من تحديات.
ماذا عن طموحات المرأة البحرينية وتطلعاتها، هل تجدينها كافية؟
نعم، أرى أن المرأة البحرينية تسعى للارتقاء بذاتها وعملها وإنجازاتها يوما بعد يوم، ونلاحظ في السنوات الثلاث الماضية أن هناك توجّه وتشجيع وتمكين للمرأة البحرينية، فهناك المجلس الأعلى للمرأة - برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بين إبراهيم آل خليفة قرينة الملك - يعمل بجهد كبير من أجل تمكين المرأة والتمهيد لها للارتقاء والنهوض من خلال العمل على القوانين والتشريعات والبرامج سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الاعمال، وأظن أن المرأة خلال الأعوام التي مضت أثبتت أنها مكافحة في ظل كل الظروف التي تعيشها سواء من حيث الجانب الاجتماعي والأسري أو الرعاية المنزلية والدراسة والعمل وغيرها، فالطاقات موجودة، لذلك أثمرتْ هذه الطاقات بانطلاقة قوية للمرأة، فنجد المرأة تقلدتْ الكثير من المناصب في العديد من المواقع القيادية كوصولها للبرلمان مثلا، وأتوقع أن يكون للمرأة حظوظ أكثر في المجلس النيابي والبرلمان أيضا، هذا ما أتوقعه .وأنا من الناس المؤمنين بالموازنة والتكامل بين الرجل والمرأة، فيجب أنْ يتواجدا معا في كل مكان، يجب أن تكون المرأة متواجدة بجانب الرجل والعكس صحيح، فالرجل لديه امكانيات وقدرات غير متوفرة عند المرأة، وكذلك المرأة تمتلك من الطاقات والإبداعات مالا يتوافر عند الرجل.
تعتزمين خوض غمار الانتخابات النيابية، ما الذي دفعك لهذا القرار؟
أنا لاحظت تحديداً أنه في ظل المتغيرات المعاصرة والحاصلة، وكوني عاصرت فئة الشباب كوني شابة وعملت كثيراً مع روّاد أعمال، وجدت من الضروري أن يوجد صوت يعبر عن الشباب قريب منهم ويعرف جيداً همومهم واحتياجاتهم ويتفهم آراءهم، ويكون في المقابل على درجة من العلم والمعرفة والمهارات والإمكانيات ومن ثم يحوّل هذه المعاناة الشبابية إلى تشريعات وقوانين تنهض بالشباب وتخدم الوطن وتهيئ الأرضية للجميع من أجل العمل والبناء، فهنا يكون الطرح واقعياً، وهذا ما دفعني تحديدا لاتخاذ قراري بالترشح كوني قريبة من الشباب، حيث وجدتهم يعانون على مختلف المستويات من حيث الوظائف أو التجارة أو الحياة الاجتماعية عموما ، خصوصاً في ظل نسبة الشباب العالية والتي أصبحت اليوم في ازدياد والمعاناة أصبحت تزداد أيضا في المقابل، فلا بد من صوت يرفع هذه المعاناة ويشد من أزر فئة الشباب ويعمل على خدمة الجميع وصولاً إلى الارتقاء بالبلد في جميع المواقع والمستويات.أن الدائرة الثانية بالمحافظة الوسطى والتي أترشح فيها تشكل بيئة مثالية لتحقيق الأفكار والتطلعات التي أنوي العمل عليها من خلال المجلس النيابي القادم، خاصة وأنها دائرة «تكنوقراط وليبراليين»، ومن خلال الاستبيانات التي أجريتها ، أهل الدائرة مدركين تماما مسؤوليتهم في انتخاب من يمثل مصالحهم الحقيقية في البرلمان دون أي اعتبارات أخرى، ولدي كمرشحة نيابية خطط وبرامج ومبادرات بشأن تعزيز النهوض بواقع الشباب في قضايا ريادة الأعمال والتوظيف، وكذلك قضايا التعليم والسكن والصحة، وسأعلن عنها تباعا خلال الفترة القادمة.
منذ فترة قصيرة أطلقتِ مبادرة وطنية لإعادة دمج الشباب المتعطلين في سوق العمل. ماهي هذه المبادرة؟
من منطلق إيماني بتمكين الشباب أطلقت مبادرة وطنية تتضمن نظام استشارات تدريبية وبرنامج تأهيل نوعي متكامل بهدف إعادة دمج الشباب المتعطلين عن العمل لفترات طويلة في سوق العمل. ويأتي إطلاق هذه المبادرة عقب إعلان شركتي « أدموف للإدارة والاستشارات « عن بعض نتائج دراسة منهجية قامت بها لسوق العمل وأظهرت أن 66% من الشباب البحريني يمضي وسطيا قرابة عام ونصف قبل أن يحظى بأول فرصة لإجراء مقابلة عمل في إطار برنامج التوظيف التابع لوزارة العمل، كما أظهرت نتائج استبيان قامت به الشركة أن 563 باحثا عن عمل من الجنسين أن 82% من الشباب يحتاجون لتوعية شاملة وتعلم مهارات التعامل مع المقابلات الوظيفية والتحاور الإيجابي وغيرها من المهارات الداعمة، وأنهم تعرضوا لفقد المهارات والإصابة بالإحباط وخيبة الأمل نتيجة قضائهم فترة طويلة بحثا عن عمل، ما يشير لضرورة إعادة برمجة وطرح للبرامج التدريبية لتهيئة الباحثين عن عمل. وأوضحت الحايكي في تصريح لها أن المبادرة الجديدة تتضمن نظاما متكاملا يحتوي على استشارات تدريبية متخصصة وحزمة برامج وورش عمل تتناسب مع احتياجات الأشخاص الذين قضوا فترة طويلة دون عمل، بحيث يتم استكمال جميع أجزاء النظام بعد عمل دراسة مبدئية للشباب الذين سيسجلون في المبادرة، وسيتم دراسة كل حالة وتشخيص احتياجاتها الفعلية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن نسبة نجاح المبادرة وفق المعطيات المتوفرة تزيد عن 95%بشرط رصد الميزانية التي تتطلبها. ودعيت جهات ذات العلاقة مثل وزارة العمل والمجلس الأعلى للتدريب المهني وتمكين وغيرها إلى تبني هذه المبادرة الوطنية التي يجب أن يشترك فيها جميع الأطراف في القطاع العام والخاص والأهلي لضمان نجاحها التام، خاصة وأن البرامج والعلوم والاستشارات التدريبية التي بنيت عليها هذه المبادرة عالية التكلفة وتتطلب رصد ميزانية لضمان فاعليتها بصورة كاملة
عبرت عن ثقتك بقدرتك على تمثيل الناخبين بما يتعلق بقضايا تمكين الشباب البحريني في مجالات ريادة الأعمال، هل ترين فئة الشباب ستناصرك في المعترك الانتخابي؟
على الرغم أن الشعار الذي رفعته لحملتي الانتخابية هو يصب في صالح الشباب «تمكين شباب الوطن» إلا أني أرى أن الشعار جاذب للكبار أيضا، فأنا أحظى بدعم الكبار وبدعم الشباب أيضا، لأن الكبار يقيمون بخبرتهم ما أطرحه من رؤى وأمور أرى لها ثقلها، فهم أصحاب خبرة واسعة تمتد في الحياة، والشباب أيضا يدعمني ومؤمن بما طرحته وسأطرحه وأتناوله من قضايا وأمور، واعتقد أن اهتمامهم بمسألة الانتخابات والتصويت يزداد، وبدأت شرائح واسعة منهم تدرك أهمية أن يكون لهم صوت . الشباب يحتاجون برامج دعم وأبواب تفتح لطموحهم، كما يجب تحفيزهم ودمجهم في استراتيجية وطنية شاملة واضحة.
ما الذي تستطيعين تقديمه للشباب غير التركيز على الأعمال والجانب الاقتصادي؟
أي مقترح أو أي مشروع يُطرح، لابد أن يُنظر فيه إلى احتياجات الشباب، مثل موضوع الاسكان، وهو من المواضيع ذات الاهتمام الكبير لدى الشباب ومستقبلهم، وكل احتياجاتهم مترابطة وكل له دخل بالآخر، فأنا حاليا أقوم بتوجيه الشباب لريادة الأعمال، فإذا أراد الشاب أن يفتح له مشروعاً تجارياً مثلاً، لابد هنا أن أنظر لاحتياجات أخرى أيضا من الأهمية بمكان توفيرها له، مثل المشاريع الإسكانية الخاصة بالشباب، وذلك من أجل تقليل الكلفة المادية عليه، فإذا أردنا أن يحقق الشاب طموحه ويعمل ويساهم في بناء الوطن، لابد أن يكون هناك دعم موازي له لتقليل التكاليف المادية، فكل احتياجات الشباب هنا مترابطة ومتداخلة مع بعضها.
هل لك برنامج يومي تقضينه في ظل هذه الاهتمامات والانشغالات؟
وقتي عادة يكون بين الشركة والبيت والنادي الرياضي و حالياً أقضي وقت طويل مع أهالي منطقتي لأضع تصورات ورؤى حول احتياجاتهم وما يصبون إلية، أو أعمل على التحضير للمقالات أو الأخبار التي تنشر عني في الصحافة ووسائل الإعلام.
على ذكر المواهب والاهتمامات أيضا، هل تحبين القراءة أو الاطلاع؟
القراءة مهمة بالنسبة لي، والاطلاع يأخذ حيزاً ومساحة كبيرة من حياتي فأنا مطلعة على كل الأخبار والتطورات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلوم والتكنولوجيا وغيرها، وبعد دخولي عالم التجارة وإدارة الأعمال أقوم بالاطلاع أيضا على كل ما هو جديد في تخصص إدارة الأعمال والاستشارات التدريبية والعلوم المستحدثة في إدارة الشركات والأفراد، وفي ظل وسائل التكنولوجيا والاتصالات و»الميديا» تستطيع أن تطلع على كل التجارب وتقرأ الكثير عنها، فالقراءة تثقفك وتوسع لك الأفق وتزيد من مداركك، أحب دائما اكتساب المعلومات الجديدة وزيادة خبرتي من خلال الاطلاع والقراءة، وبجانب التخصص والأخبار العامة والخاصة فأنا أحب أيضا أن أقرأ الروايات والقصص والشعر.
وهل لديك هوايات معينة تمارسينها؟
نعم ،هوايات كثيرة، ليس لدي وقت في الآونة الأخيرة لممارستها وخاصة بعد إعلان ترشحي للبرلمان، فأنا أحب ركوب الخيل كثيرا، وكذلك أحب الرسم بالألوان الزيتية، وأحب الشعر والخواطر، لكن كل ذلك متروك حتى إشعار آخر، بالإضافة إلى هواية السفر والتعرف على الثقافات الجديدة .
حكمتك في الحياة؟
الحياة مبنية على العطاء ووجدنا فيها لنعطي ونحب بعضنا ونطور الأرض وما فيها ، فالحياة عبارة عن رحلة نرسم ملامحها ونتعلم منها ومن ثم نرسم فيها بأقلامنا ما يغير فيها نحو الأفضل، ولا بد أن أكون صادقة ومؤمنة بكل شيء أفعله، وأكون معطاءة في كل ما أقوم به. وأنا مؤمنة بأن الدين المعاملة، وأن علاقة الفرد بربة بينه وبين ربة ، ومن الخطأ بأن يحكم الإنسان على أخيه من الظاهر فقط، فالتسرع في الحكم من غير الحكمة والتأني في كل شيء مهم وضروري، ورؤية ما وراء الأمور صفة يجب تعلمها و ممارستها كي نكون أرقى وأنضج.
هل هناك شخص في الحياة تعتبرينه مثلك الأعلى؟
والدتي ، حكمت وافد الجلاوي مدرسة رياضيات وعلوم متقاعدة ، شخصيتها قوية جدا ونظرتها ثاقبة وإدارتها للأمور على مستوى عالٍ من الجودة، طموحها لا يقف عنده حد وشعبيتها آسرة وقد أخذت عنها هذه الصفات، فبالرغم من أني كنت أدخل معها في جدالات لا تنتهي بسبب اختلاف وجهات النظر، إلا أني كنت أعتبرها مدرسة أتعلم منها عن طريق الاختلاف معها فهي مثلي الأعلى، وكذلك والدي، بدر مبارك الحايكي هو يمثل لي مثلي الأعلى أيضا، وهو رجل عصامي كريم عرف بكرمة وجوده بين الناس ، ورجل أعمال صنع نفسه من لا شيء، حيث كان يعمل في إحدى الوزارات كموظف، وقرر بأن يدخل مجال التجارة وتعلم من أسفاره وأيضا سافر للدراسة في مصر ومن ثم الى ألمانيا، حيث عشت بعض من طفولتي أنا في ألمانيا وكانت فترة جميلة كونت فيها أصدقاء هناك أشتاق لهم شوقي لطفولتي هناك. وقد تعلمت من والدي فن الإدارة وفن المعاملة والتجارة والاستثمارات واقتبست منه خطواته الخلاقة والجريئة في مجال التجارة وورثت روحة الجميلة وطيبة قلبة وكرمه.كذلك أيام الدارسة هناك من كان لي مثلاً أعلى في مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي مثل بعض من معلماتي المتميزات، وتعلمت الكثير منهن ومن شخصياتهن وخبراتهن، وكذلك حينما كنت أعمل في بداية حياتي العملية عملت تحت أيدي مدراء مخضرمين وتعلمت منهم الكثير، فكانوا مثالا أعلى وقدوة أشكر الله عليها وممتنه لما قدموه لي من نصح وخبرة .
ما النصيحة التي تحرصين على توجيهها لفئة الشباب عموما؟ وللمرأة خصوصا؟
شبابنا طاقات إبداعية ولكن تنقصهم الخبرة والحكمة فلا بد أن تكون فئة الشباب واعية أكثر لدورها، وماذا تريد؟ وألا يكون الشباب اعتمادي بالدرجة الأولى حيث أرى أن الشباب لديهم طاقات وابداعات كبيرة لكن يحتاجون لمعرفة كيفية استثمارها، ولابد أن يكون لديهم نوع من الوعي بقدراتهم، وما يمكن تحقيقه من الطموح لكي يرسموا لهم طريقاً صحيحاً وواقعياً، ولا بد هنا من تحديد الهدف، والاستماع لمن هم أكبر منهم سناً ولديهم تجربتهم في الحياة وخبرتهم بعيداً التسرع، فأنا شخصياً كنت استمع وأستشير كثيرا من هم أكبر منى سناً ولديه الحكمة والخبرة ، وهذا الذي ساعدني في مواجهة الصعوبات والمعوقات في كل محطات مراحل حياتي ومنحني الحكمة. وبالنسبة للمرأة، أرى أن المرأة قد حصلت على الدعم والتشجيع على مستويات عديدة، ولابد لها هنا أن تعرف كيف توظف هذا الدعم لصالحها، ولا بد أن تركز على كيفية النهوض بواقعها في مختلف المجالات، لأن المرأة بطبيعتها اجتماعية ، فلا بد أن تكون هناك موازنة في الإدارة بين شئونها في كل محطة ومستوى وبين بيتها وعائلتها وطموحها وأحلامها.
كلمة أخيرة؟
أنا مؤمنة بالتفكير الإيجابي والأمل في الحياة، مهما اختلفت وجهات النظر المطروحة في واقعنا الحياتي اليوم ، نعم، هناك الكثير ممن يرى أن البحرين تمر بأزمة، وحقيقة أن البحرين قد مرت بسنوات لا تحسد عليها، لكن ما أراه حالياً أن هناك توجهات كثيرة للتغير الإيجابي والتطوير، وتوجهات لإنعاش الاقتصاد، وكذلك توجهات لدعم الشباب وتمكينهم، فأقول هنا: أن التفكير الإيجابي شيء أساسي ومهم ومطلوب، والحياة من غير أمل ليست حياة، وعلى جميع الناس أن يؤمنوا بهذا الشيء ويسعون لتطبيقه، ويكونوا متفائلين ويحملوا الأمل والتفكير الإيجابي للتغير نحو الأفضل، فيدٌ واحدة – كما يقال – لا تصفق، ولا بد أن نكون جميعنا إيجابيين حتى نتمكن من تجاوز التحديات ، وأرى أن هناك من هو يؤمن بالتفكير الإيجابي وبدأت دائرتهم تتوسع أكثر فأكثر، لأن التغير لا يكون بين ليلة وضحاها، لكننا نزرع الأمل ونبحث عن حياة جديدة ونتطلع لقطف ثمار هذا الأمل مستقبلاً، لبحرين أفضل يساهم الجميع فيها بالتطوير والبناء والازدهار، وعهدناها سباقة دائما للتصدي للتحديات وبناء المستقبل الواعد والمتميز بين الأوطان.
نادية عبد العزيز: مركز النور يكشف قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة
المرأة الحديدية ..عضو مجلس إدارة غرفة جدة د. لمى السليمان: أثناء مرضي بالسرطان لم أفكر بالموت!