ذكريات بوطبيلة الرمضانية المترسخة في قلوب الكويتيين
لرمضان في الكويت طقوس وعادات موروثة وقديمة كباقي الدول العربية، منها ما قد اندثر ولم يعد معمولاً به ونسيته الناس ومنها مازال موجوداً إلى اليوم وإحدى هذه العادات الجميلة التي لم تعد موجودة اليوم هي شخصية بوطبيلة وهو من الشخصيات التي ميزت رمضان قديماً في الكويت والتي تعرف ببلدان أخرى باسم المسحراتي الذي يقوم بإيقاظ الناس من نومهم لتناول وجبة السحور وأداء صلاة الفجر، وقد اندثرت هذه المهنة تماماً اليوم، ولكن مازال كبار السن يفتقدون صوته وعباراته الجميلة التي كان يرددها.
سمي بوطبيلة بذلك الاسم نسبة إلى الطبل الذي كان يستخدمه لإيقاظ الناس من نومهم حيث يضرب بالعصا على الطبل مردداً، يا نايمين، قوموا، وحدوا الله الدايم، عادت عليكم، الشر مايجيكم.
وكانت مهنته من المهن الضرورية في الماضي لأن الناس كانوا لا يواصلون السهر مثل هذه الأيام لعدم وجود وسائل الترفيه الحالية، إضافةً لاستيقاظهم مبكراً للعمل في الصيد أو التجارة أو غيرها من الأعمال التي كانوا يمارسونها قديماً، وكان بو طبيلة يأخذ أجرته إما عينية أو نقدية، حيث كان يمر في الأيام الأخيرة من رمضان على البيوت التي مر عليها من قبل ويردد عادت عليكم، الشر ما يجيكم. حتى تخرج ربة المنزل وتعطيه المقسوم حسب مقدرة كل أسرة وكان الأجر كمية من الأرز و السكر وأحياناً النقود.
ومن ذكريات بوطبيلة أنه كان يجوب الأحياء والطرقات ماسكاً بيده عصا قصيرة وطبلاً متوسط الحجم، ويضرب بالعصا على الطبل ويردد كلمات بها عظة وترهيب من رب العالمين، ومن هذه الكلمات قوم يا صايم واطلب ربك الدايم فتناديه الصائمة يا بو فلان هاك سحورك جزاك الله خيراً فيأخذه منها ويشكرها بقوله عساكم إن شاء الله من عواده كل سنة وسنة فتفرح المرأة من هذا الدعاء، وكثيرا ما كان الأطفال يسيرون خلفه في موكب احتفالي جميل لمجرد سماع صوته ينطلق في الحي، ويرافقونه خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان في طوافه ليلاً أو نهاراً، ليجمع ما تجود به أيدي الناس من أجر يطلق عليه فطرة ويحملون الفطرة إذا فاضت عنه، وهم يرددون معه أو خلفه بعض نداءاته مثل عادت عليكم يا هلا، فيرد الأطفال خلفه بقيه عبارته الشهيرة الشر ما يجيكم.
.على الرغم من أن هذه الشخصية اختفت واندثرت مع تطور الحياة وتسارع اختراع وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تستخدم للإيقاظ إلا أن شخصية بوطبيلة لازالت تعيش في ذاكرة الكويتيين الرمضانية إلى يومنا هذا
المزيد من المختارات الرمضانية الكويتية:
اشتركوا في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلكم آخر المختارات على البريد الإلكتروني.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.