درة التونسية عن فيلم وين صرنا: المشاهد من غزة حقيقة 100%
كشفت الفنانة درة التونسية عن تفاصيل أول تجربة إخراجية لها من خلال فيلم "وين صرنا" الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024 في دورته الـ 45، مشيرة إلى أنه كان بمثابة درس إنساني لها حول ما يحدث للأهالي في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
درة التونسية تكشف تفاصيل فيلم وين صرنا
أوضحت درة في لقاء لها مع الإعلامية منى الشاذلي أنها كانت تحمل الكثير من المشاعر المتناقضة في يوم عرض الفيلم في مهرجان القاهرة، مشيرة إلى أنها لم تكن قادرة على التحدث بثة بسبب شعورها بالتوتر الشديد.
ولفتت إلى أنها بعد أن شاهدت فيديوهات عرض الفيلم وحديثها في مهرجان القاهرة لاحظت كم التوتر التي كانت تشعر به، مشيرة إلى أنها كانت تشعر بدقات قلبها بشدة وصعوبة في التنفس.
وأشارت درة إلى أنها لم تكن تفكر في اقتحام عالم الإخراج، إلا أن قصة هذه الأسرة من غزة جعلتها تفكر في رغبتها في توثيق وعرض هذه القصة لذا خاضت التجربة.
وعن اختلاف هذه التجربة عن أي عمل فني آخر شاركت فيه، أوضحت درة التونسية أن الغرض الأساسي من الفيلم كان إنسانياً، مشيرة إلى رغبتها تقديم ما يعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني، ومحاولة تخليد جزء من القصة بشكل واقعي وحقيقي بعيداً عن التمثيل أو المبالغة.
وتابعت: "الفيلم مختلف عن اي حاجة قبل كدا، في المقام الأول لأهل غزة، وكنت أتمنى تقديم ما يعبر عنهم ومخلصة ووفية لحياتهم".
وأضافت أنها رغبت في تقديم وثيقة حية للتاريخ للتعبير عن الطموحات والآمال التي كان يحملها أهالي غزة، لكنها تحطمت بسبب التدمير والتهجير، مشيرة إلى أنها تعرفت على هذه الأسرة في لحظة فارقة من حياتهم.
وواصلت درة حديثها: "أنا عرفتهم بعد ان فقدوا كل شيء وفجأة كل هذا تم هدمه، ووجدوا أنفسهم نازحين بدون شيء، لذا أحببت أن أكون أمينة على مشاعرهم وروايتهم".
درة تكشف صعوبات التصوير في غزة
وحول التحديات التي واجهتها خلال تصوير الفيلم، لفتت إلى أن الشكر يجب أن يقدم للمصور الغزاوي، أحمد الدنف، الذي قام بتصوير الأجزاء الخاصة بقطاع غزة، واستطاع أن يوثق الأمر بواقعية رغم الظروف الصعبة، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك مشاهد مفتعلة، بل حقيقة 100%.
وأكملت: "لو وقفنا عند كل كلمة وجملة في الفيلم لا يمكن ان يستوعبها عقل، والحديث عن الطريقة الأفضل في الموت"، موضحة أن هذا الأمر جعل الفيلم تحد بالنسبة لها، خاصة أن بعض الأماكن كان من الصعب الوصول إليها خلال التصوير من بينها منزل الأسرة الذي تعرض للقصف في منطقة تل الهوى في شمال غزة، وصعوبة تعريض حياة أحد للخطر من أجل تصويره.
وأكدت أن الفيلم لم يكن فقط تجربة إخراجية، بل درس إنساني تعلمت منه الكثير عن الحياة في قطاع غزة، لذا أرادت أن تبرز هذا الجانب الإنساني من حياة الأهالي دون استجداء عاطفي، موضحة أن اختيارها لهذه الأسرة كان بسبب تمسكهم في البقاء معاً، سواء كانوا أحياء أو أموات، وهو ما ظهر في الفيلم خلال مناقشتهم مكان تواجدهم في المنزل في حال تعرضهم للقصف ورغبتهم في الموت معاً.
وشددت على أنها لم تكن تسعى إلى أن يخرج الفيلم بشكل إخراجي ضخم، ولكن اعتمدت على الواقعية والبساطة؛ لأنه يروي قصة حقيقية لا تحتمل المبالغة، متابعة: "ما تعلمته إنسانيا كان أكبر من أي شيء ثاني، التجربة كانت درساً إنساني تعلمته، ومن الجانب الفني اعتمدت على طرق بسيطة للتعبير عن الحالة بطريقة بسيطة وحقيقية، وتعلمت منها على مدار أيام التصوير".