داء لايم: مراحل مرض لايم وأعراضه وعلاجه والوقاية منه
لعلكِ لم تسمعي سابقاً عن داء لايم أو مرض لايم، ولربما كنتِ ممن يعتقدن أن داء لايم ينتشر بمناطق الغابات وما إلى ذلك من مناطق حرجية وينحصر بتلك الحدود، لكن الحقيقة غير ذلك؛ إذ من الممكن أن يصاب أي منا به بسبب القوارض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو داء لايم؟
داء لايم (Lyme Disease) هو مرض معدٍ، ناتج عن الإصابة بالعدوى بأحد أنواع البكتيريا الحلزونية (بوريليا برغدورفيرية وهي النوع الشائع أمريكا، أو بوريليا جاريني في أوروبا، أو بوريليا أفزيلي في أوروبا)، ويُصيب عدة أعضاء بالجسم.
وينتقل إلى جسم الإنسان عن طريق لدغة من حشرة قرادة (Tick) مصابة بهذه البكتيريا، وتتواجد القرادة بالغابات أو تعيش على أجسام بعض الحيوانات كالقوارض. حيث تلتصق القرادة بالجلد لمدة تتراوح بين 24- 36 ساعة لتتغذى على الدم وبذلك تنتقل البكتيريا منها إلى الدم.
ويبدأ المرض بالظهور على المنطقة التي لدغتها القرادة، حيث تتسع البقعة الحمراء حول اللدغة على الجلد، ويبدأ المرض بالانتشار جزئياً، وينتهي به المطاف إلى إصابة كافة أعضاء الجسم بما في ذلك المفاصل والقلب والدماغ وتكون هذه المرحلة الثالثة والمتأخرة وهُنا تكمن خطورة داء لايم. [1]
مراحل الإصابة بداء لايم
يبدأ الأمر بلدغة من القراد أو الحشرات بالمناطق ذات الأعشاب العالية أو الغابات أو الأدغال التي توجد بها الحشرات حاملة المرض، ويحدث ما يلي:
- يشعر المريض بوخزات في موضع اللدغة ومن ثم يظهر طفح جلدي أحمر اللون.
- يبدأ هذا الطفح بالانتشار على مساحة أوسع من المكان الذي كان عليه.
- تبدأ درجة حرارة المريض بالارتفاع، وفي مرات يشعر بالغثيان أو الغياب عن الوعي والهذيان.
- تتوالى الأعراض لأن المرض يؤثر على الجهاز العصبي، فتحدث أعراض مثل الخدران في الأطراف والشعور بصعوبة في الكلام أو الشعور بالشلل التام وعدم القدرة على الحركة. [1]
أعراض داء لايم وعلاماته
إن كنت في منطقة عشبية أو غابة ما وشعرت بلدغة قوية ومن ثم بدأت علامات هذه اللدغة في التوسّع، فحينها عليك الانتباه فهذه أول الإشارات، ثم تتوالى الأعراض التالية:
- القيء أو ارتفاع درجة الحرارة، مع القشعريرة والغثيان والهذيان.
- الوهن العام في أعصاب الوجه وعضلاته أو أعصاب الجسد والعظام وتحديداً الركبتين.
- إن غابت هذه الحالة وعادت من جديد، فهذه إشارة قد تكون أكيدة على الإصابة بهذه الجرثومة الحلزونية. [2]
تشخيص داء لايم
يبدأ الأمر بالفحص السريري، وسيشكّ الطبيب في بعض الأعراض السابق ذكرها بمجرد فحصك سريرياً وسماع ما تشعر به، ثم سيطلب إجراء بعض فحوصات الدم التي تحسم الأمر من خلال استطلاع وجود الجرثومة.
سيطلب الطبيب أيضًا تصوير الأشعة التي تشير لوجود خلل في مكان ما من جسمك، وتحديداً إن تضرّرت الأنسجة، كما سيكون تخطيط القلب مطلبًا آخر للتشخيص، حيث يكشف علامات متقدمة في حالة تفاقم المرض.
علاج داء لايم
من الطبيعي أن الوقاية خير من العلاج، لذا يجب أن تقي نفسك من هذه الإصابة من الأساس من خلال تجنّب المشي في الأماكن التي يمكن أن يكون بها حشرات ناقلة للمرض، وإذا تطلب الأمر ذلك من الأفضل تغطية جسمك بالكامل اتقاءً للدغ.
في حالة الإصابة، فيجب الالتزام بالأدوية التي يصفها لك الطبيب وهو يحددها وفقاً لحالتك، لا تهمل في هذه الأدوية التي من شأنها تدارك حدوث خلل كبير في الجسم هذه الجرثومة.
المتابعة مع الطبيب بعد الشفاء هو الأهم؛ ذلك أن هذه الجرثومة سرعان ما تعود في حال لم يكن العلاج الذي تلقيّته كافياً وجذرياً. [2]
مضاعفات داء لايم
- الخلل في الجهاز العصبي وهو أكثر ما يبرز على المريض من مضاعفات. قد يصل الأمر بالمريض حد الخلل في أثناء الحركة أو أن يكون لديه صعوبات في التكلّم.
- الخلل بالتركيز والمتمثل بحدوث حالة من الهذيان لدى المريض بشكل ملحوظ ومتكرر.
- يتضرّر القلب جرّاء هذا المرض، فيحدث أيضاً أن يُصاب المريض بحالة من الخفقان الشديد، تدفعه للرقود على سرير الشفاء، إلى حين التأكّد من سلامة قلبه.
- يحدث في مرات أن يهمل المريض في تلقّي العلاج، ما ينتج عنه خلل كبير في الجهاز العصبي وتضرّر في الأنسجة، وفي هذه الحالة، سيباشر الطبيب بمحاولة إصلاح المرض الأصلي ومحاولة إصلاح ما نتجَ عنه من أضرار نتيجة الإهمال.
الوقاية من داء لايم
- تجنب المشي بالغابات والمناطق ذات الحشائش العالية دون ارتداء الملابس الطويلة.
- تجنّب التعرض لمناطق تواجد الحشرات أو القوارض.
- الحرص على النظافة الشخصية والتعقيم المستمر والدائم.
- اللجوء للطبيب بمجرد الشعور بأبسط الأعراض، مع التوضيح للطبيب المعالج حتى يتخذ الإجراءات اللازمة.
الأماكن التي ينتشر فيها داء لايم
عادةً ما ينتشر داء لايم بالمناطق الحرجية والغابات والمناطق ذات الحشائش والأعشاب العالية. حيث ينتشر هذا المرض وجرثومته الحلزونية في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية مثل شمال أفريقيا وتحديداً بالمغرب والجزائر وتونس ومصر، وشمال الصين وتايلاند واليابان من آسيا، أما عن أوروبا فينتشر المرض بمعظم أنحاء أوروبا الوسطى مثل النمسا، وبعض مناطق أمريكا الشمالية وكندا وغير ذلك.
ويجدر الحذر من داء لايم بشكل عام، ويكون هذا من خلال الوقاية والحذر من اللدغات وتحرّي النظافة، ومراجعة أقرب قسم طوارئ في حال الشكّ بالإصابة بشيء من هذا القبيل. مع الأخذ بعين الاعتبار أن علاج داء لايم في بداياته أسهل بكثير من الصبر عليه وما يتخلّل هذا من حدوث مضاعفات، قد تودي بجهازك الصعبي.