خلود الحليمي: قصة نجاح ملهمة في عالم الملاكمة النسائية
خلود الحليمي، ملاكمة تونسية متميزة، بدأت رحلتها في عالم الملاكمة كهواية تحولت إلى شغف يقودها نحو المجد. تعتبر خلود رمزاً للتحدي والإصرار في مجتمع يعتبر الملاكمة رياضة للرجال. ورغم التحديات التي واجهتها، تمكنت من بناء مسيرة رياضية حافلة بالألقاب والإنجازات، أهلّها للمشاركة في أولمبياد باريس 2024.
خلود الحليمي في أولمبياد باريس 2024:
تستعد خلود الحليمي للمشاركة في أولمبياد باريس 2024 بعد أن ضمنت التأهل في فئة وزن تحت 60 كيلوغراماً، تأتي هذه المشاركة كتكملة لمشاركتها السابقة في أولمبياد طوكيو 2021، حيث اقتربت من منصة التتويج، لكنها لم تحقق ميدالية بسبب بعض التفاصيل الصغيرة التي حالت دون ذلك.
خلود تعتبر الأولمبياد تلخيصاً لمسيرتها الرياضية الممتدة لأكثر من 18 عاماً، وتقول في تصريحات صحفية: "الألعاب الأولمبية تمثل لي ملخصاً، يعني مسيرتي وكل الذي تدربت عليه. وهي مسيرة 18 سنة بالنسبة لي فأنا بدأت في 19 سنة في المجال. الملخص الذي أعمله في عشر دقائق داخل الحلبة هو أهم شيء".
إنجازات ومسيرة رياضية:
خلود، البالغة من العمر 34 عاماً، تملك سجلاً حافلاً بالألقاب، منها:
- ذهبية البطولة الأفريقية المؤهلة للأولمبياد لوزن أقل من 57 كيلوغراماً، التي أقيمت في العاصمة السنغالية دكار العام الماضي.
- ذهبية دورة الألعاب الأفريقية 2019 في الرباط.
- فضية الألعاب الأفريقية 2015 في وزن أقل من 60 كيلوغراماً.
خلود بدأت رحلتها في الملاكمة كتدريب مع أشقائها بهدف ملء أوقات الفراغ، لكن شغفها بالرياضة دفعها للاستمرار والتفوق. تحكي خلود أنها واجهت تحديات كبيرة في مجتمع يعتبر الرياضة حكراً على الرجال، لكنها تمسكت بحلمها، ونجحت في تحقيقه.
تحديات وتضحيات:
لم يكن الطريق سهلاً أمام خلود، حيث واجهت انتقادات وشكوك حول مكانتها في هذه الرياضة. وقد أوضحت أنها كانت تسمع بأذنها الانتقادات التي توجه لها بسبب قصر قامتها، قائلة: "كانوا يقولون إنني لست ملاكمة، ولن أصل لأي شيء، لأنني قصيرة فطولي 1.60 سم، فماذا سأقدم"؟ وبرغم هذه الانتقادات، واصلت خلود مسيرتها بنجاح، وحققت انتصارات متنوعة.
تتحدث خلود عن التضحيات التي قدمتها في سبيل تحقيق حلمها، مثل الابتعاد عن عائلتها لشهور طويلة ورفض فرص عمل مغرية من أجل التفرغ للتدريب.
تقول خلود إن هناك لحظات مهمة تمر على الشخص داخل الحلبة، والتي يتوجب فيها عليه الحديث مع نفسه، وهو التوقيت الحاسم الذي يكاد فيه المرء أن يستسلم أو يتلقى خبر الخسارة، هنا في هذه اللحظة يجب عليه تحفيز نفسه بالتضحيات التي قدمها.
آمال وطموحات:
خلود تأمل أن تعود بالمجد الأولمبي لتونس بعد غياب دام نحو 28 عاماً منذ آخر ميدالية أولمبية حققها فتحي الميساوي في أولمبياد أتلانتا 1996، تقول خلود: "في الألعاب الأولمبية 2024، سأعطي كل ما عندي وكل التضحيات، وكل شيء لأكون متوجة بقدرة الله، ومن 1996 لم نحقق ميدالية أولمبية، لكن إن شاء الله تكون على يد خلود الحليمي وأفرح تونس وأفرح الشعب التونسي كله وأفرح العرب".
رغم التحديات والانتقادات، تستمر خلود في سعيها لتحقيق الحلم الأولمبي، لتكون قدوة لكل امرأة عربية تسعى لتحقيق أحلامها وتحدي الصعاب.
خلود الحليمي ليست فقط ملاكمة تونسية، بل رمز للإصرار والعزيمة، ومنارة أمل لكل النساء في العالم العربي، رحلة خلود نحو المجد الأولمبي هي قصة ملهمة لكل من يسعى لتحقيق أحلامه رغم كل التحديات.
شاهدي أيضاً: أكثر 10 نساء جاذبية في الوطن العربي