حق الملح.. عادة عربية لتكريم المرأة في عيد الفطر عن مجهودها برمضان
طوال شهر رضمان المبارك تكون المرأة وراء كل ما هو شهي وطيب في مطبخها وتحرص على أن تتناول عائلتها ألذ الأكلات من صنع يدها وذلك بجانب أعمالها الآخرى من تأديتها للعبادات وانتظامها في عملها إن كان امرأة عاملة وانتبهها على ابنائها واسرتها.
"حق الملح" تكريم المرأة على مجهودتها
وبسبب الجهد المضاعف والمبذول من قبل المرأة في شهر رمضان، هناك عادة موجودة في بعض الدول العربية تعرف باسم "حق الملح" وهي عادة من العادات المرتبطة بشهر رمضان المبارك وتحديداً نهارية رمضان وأول يوم عيد الفطر والمحببة لدى النساء.
حق الملح هي هدية للمرأة تكريماً من الزوج على جهود زوجته خلال شهر رمضان المبارك وما تقوم به من طبخ وإعداد مائدة الإفطار والسحور لجميع أفراد الأسرة وهي عادة قديمة لازالت بعض الأسر التونسيةوالليبية والجزائرية محتفظة بها حباً وتقديراً من الزوج لزوجته وغالباً ما تكون الهدية عبارة عن مصوغات من الذهب أو الفضة، تنوعت اليوم مع التطور المجتمعي واحتياجاته وتغير الوضع المعيشي لتتماشى مع متطلبات الزوجة تماماً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سبب تسمية هذه العادة بـ"حق الملح"
يعود تسمية هذه العادة بـ"حق الملح" لتذوق الزوجة الصائمة في رمضان الملح بالطعام لتحدد مستوى الملوحة بطرف لسانها دون أن تبلعه، وبعد انقضاء شهر رمضان وفي صباح يوم العيد بعد صلاة العيد تحديداً ترتب المرأة منزله وتبخره تتقوم بإعداد القهوة والحلويات وتقدمها لزوجها وعندما ينتهي الزوج من شرب القهوة يضع الخاتم أو المصوغ في كوب القهوة الفارغ، أما في ليببا فتسمى "الكبيرة" إذ يهدي الزوج زوجته مصوغات ذهبية أو ثياباً أو مالاً قدر الاستطاعة قبل العيد حتى يتسنى لها ارتداء الثوب في العيد والتزين بالمصوغات الذهبية.
حق الملح عادة نشأت منذ ما يقربمن 500 عاماً
وأكدت بعض الدراساتأن هذه العادة قديمة منذ 5 قرون وكانت تتواجد في الجزائر، وانتقلت إلى كل من تونس وبعض البلدان المجاورة خلال فترة تواجد العثمانيين بهذه المنطقة العربية منذ القرن الـ16، وانتقلت بعد ذلك إلى المغرب.
وتشير تلك الدراسات إلى أن "حق الملح" عادة إسعاد الزوجة واعتراف بجميلها لزوجته صباح يوم عيد الفطر، تكون عبارة عن هدية يقدمها لزوجته، وتختلف طبيعة الهدية بين الحناء أو قطعة ذهبية توضع في كأس القهوة أو قطعة من القماش والتي تسمى في الموروث الجزائري بـ"محرمة الفتول".
و"حق الملح" مستمدة أصلا من التراث اللغوي لسكان المغرب العربي لاسيما الجزائر، إذ أن كلمة "الملح" تعني "العشرة" ويقال "أكل ملحي" والتي تعني بأن ذلك الشخص دخل منزل القائل وأكل من زاده، بينما يُقصد في معناها العميق أن "من أكل ملحك أصبح واحدا من أفراد العائلة وباتت تربطه بهم عشرة تشبه صلة الرحم".
و"حق الملح" يعني "رد الجميل بالجميل"، أي إنصاف المرأة بهدية في عيد الفطر على "الملح" أو "الأكلات" التي قدمتها لعائلتها طوال شهر رمضان.