حساسية اللاكتوز
يعاني الكثير من الناس من حساسية اللاكتوز (Lactose intolerance)، وتظهر بعد تناول الحليب والمنتجات التي تحتوي على اللاكتوز، إذ يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل آلام البطن وانتفاخ البطن أو الإسهال، وخلال هذا المقال سنتعرف على هذه الحالة بشكل مفصل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي حساسية اللاكتوز
يوجد اللاكتوز المعروف أيضاً باسم سكر الحليب بشكل طبيعي في الحليب ومنتجات الألبان. إن إنزيم اللاكتاز الذي يتكون في الأمعاء الدقيقة لكل شخص سليم يقسم اللاكتوز إلى مكوناته الفردية. ثم يتم امتصاصها في الدم عن طريق الغشاء المخاطي المعوي.
إذا كانت الأمعاء الدقيقة تنتج القليل من اللاكتاز أو لا تنتج على الإطلاق اللاكتوز، فلا يمكن هضم اللاكتوز إلا إلى مدى محدود أو لا يتم هضمه على الإطلاق. [1]
أشكال حساسية اللاكتوز
هناك ثلاثة أشكال من حساسية اللاكتوز، وهي ما يلي:
- حساسية اللاكتوز الأولية: عادة ما يكون هذا الشكل وراثياً وموجوداً منذ الولادة أو يتطور ببطء، ولأسباب وراثية فإنه لا يتم إنتاج إنزيم اللاكتاز بشكل كافٍ، مما قد يؤدي إلى عدم تحمل اللاكتوز بشكل واضح.
- حساسية اللاكتوز الثانوية: هنا يكون عدم تحمل اللاكتوز نتيجة مرض؛ فمثلاً في حساسية القمح يتم مهاجمة الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة، حيث يتكون إنزيم اللاكتاز. أما الحالات الطبية الأخرى التي يمكن أن تسببها هي مرض التهاب الأمعاء المزمن أو التهابات الجهاز الهضمي.
- نقص اللاكتيز الخلقي: هو خلل خلقي كامل لا يتشكل فيه اللاكتيز على الإطلاق، وفي هذه الحالة من الضروري اتباع نظام غذائي صارم خالٍ من اللاكتوز. [1]
أسباب حساسية اللاكتوز
تحدث حساسية اللاكتوز عندما لا يتم إنتاج إنزيم اللاكتاز في الأمعاء الدقيقة. كلما قل اللاكتاز في الأمعاء الدقيقة كلما زاد عدم التحمل والأعراض، لأن اللاكتوز يصل إلى الأمعاء الغليظة بدلاً من مجرى الدم.
تحدث ثلاثة أشياء مع اللاكتوز: أولاً يحدث التخمر وهذا ينتج غازات مثل الميثان والهيدروجين، ويؤدي هذا إلى انتفاخ البطن ويسبب أعراضاً مثل الانزعاج المعوي وانتفاخ البطن.
ثانياً: يربط اللاكتوز الماء من أنسجة القولون، ونتيجة لذلك يصبح البراز أرق بسرعة.
ثالثاً: لا تطلق عملية التخمير والتحلل في الأمعاء الغليظة الغازات فحسب؛ بل تطلق أيضاً الأحماض العضوية مثل حمض اللاكتيك وحمض الخليك.
وهذه جميعها تساهم في تسريع حركة الأمعاء ويمكن أن تؤدي الأحداث الثلاثة معاً إلى أعراض مثل الانتفاخ والإسهال وتقلصات البطن. [1]
أعراض حساسية اللاكتوز
في حالة عدم تحمل اللاكتوز فإنه لا يتم تكسير سكر الحليب، لأن الجسم يفتقر إلى إنزيم اللاكتاز المسؤول عن تكسير سكر الحليب، لذلك يصل اللاكتوز إلى الأمعاء غير مهضوم.
وهناك تقوم البكتيريا بتحويل اللاكتوز إلى حمض اللاكتيك وحمض الخليك وكذلك الغازات المعوية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور الأعراض التالية بعد ربع أو نصف ساعة فقط من الاستهلاك:
- آلام في المعدة.
- غثيان.
- إسهال.
- غازات في البطن.
- انتفاخ في البطن.
بالإضافة إلى هذه الأعراض الرئيسية، يمكن أن تحدث أيضاً شكاوى غير محددة مثل الصداع والإرهاق واضطرابات النوم والحالات المزاجية الاكتئابية.
الأشخاص الذين يعانون من نقص اللاكتاز لديهم أيضاً مخاطر متزايدة للإصابة بهشاشة العظام القابلة للتطور، لأنها غالباً ما تمتص القليل جداً من الكالسيوم بسبب انخفاض استهلاك الحليب. [2]
تشخيص حساسية اللاكتوز
إذا كان الشخص يعاني من عدم تحمل اللاكتوز جيداً فمن الأفضل الاتصال بالطبيب، ففي معظم الحالات يتم إحالة المريض إلى عيادة أمراض الجهاز الهضمي لإجراء اختبار هناك. والاختبارات التي يتم إجراؤها هي:
- اختبار التنفس: بعد شرب محلول اللاكتوز فإنه يتم قياس محتوى الهيدروجين في التنفس، إذ يزداد عادةً في حالة الإصابة بحساسية اللاكتوز.
- اختبار تحمل اللاكتوز: يتم قياس مستويات السكر في الدم قبل شرب محلول سكر الحليب وعدة مرات بعده، حيث يوضح هذا الاختبار ما إذا كان الجسم يستطيع تكسير وامتصاص سكر الحليب.
- اختبار النظام الغذائي: يمكن الاستغناء عن المنتجات التي تحتوي على اللاكتوز لفترة زمنية معينة ثم تناول كمية معينة من اللاكتوز. ثم يتم ملاحظة الاستجابة الجسدية. [3]
علاج حساسية اللاكتوز
قبل بدء العلاج من المهم توضيح ما إذا كانت حساسية اللاكتوز عي حالة وراثية أم مكتسبة، ففي حالة حساسية اللاكتوز المكتسبة فإن هناك مرضاً آخر يسبب الأعراض. إذا تم علاج هذه الحالة وتعافي الغشاء المخاطي في الأمعاء تختفي الأعراض.
أما علاج حساسية اللاكتوز الموروثة فإنه يمكن العيش بدون أعراض وذلك عند اتباع نظام غذائي ملائم، إذ تظهر نتائج الأبحاث حتى الآن أن تناول كميات محدودة فقط من اللاكتوز هو أفضل طريقة معروفة لتقليل الأعراض، إذ لا يوجد علاج يمكن أن يشفي من حساسية اللاكتوز بشكل نهائي.
وللوقاية من الأعراض يتناول بعض الأشخاص مستحضرات تحتوي على اللاكتاز المصطنع (أقراص أو كبسولات اللاكتيز). من المفترض أن تساعد الأمعاء على تكسير اللاكتوز وبالتالي جعل كميات أكبر من سكر الحليب مقبولة. ومع ذلك لم تثبت دراسات أنها يمكن أن تخفف الأعراض النموذجية. [4]
وفي ختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على أسباب حساسية اللاكتوز وأعراضها وطرق علاجها، يفضل دائماً إجراء الاختبار المناسب للتأكد من الأمر واستشارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.