جلالة الملك عبدالله الثاني يوجه خطاباً بمناسبة الاستقلال
وجه جلالة الملك عبدالله الثاني خطاب للشعب الأردني بمناسبة يوم الاستقلال 76 للمملكة الأردنية الهاشمية.
وبدأ جلالته الخطاب بعد الصلاة على رسول الله، موجهاً حديثة لكافة الأردنيين والأردنيات، وعبر عن سروره لتوجهه لتهنئة الشعب بهذه المناسبة، وهذه المرة الأولى للاستقلال في المئوية الثانية من عمر الوطن، وقال جلالته: "هذا هو الأردن، في عيد استقلاله السادس والسبعين. ويسرني أن أتوجه بالتهنئة لكل أردني وأردنية، وهم يحتفلون بهذه المناسبة لأول مرة في المئوية الثانية من عمر وطننا العزيز.
وأشار جلالة الملك إلى الأردن بأنه قصة كفاح وعطاء، وسمي بحديثه كل الأردنيين، "جنوداً وعمالاً ومزارعين، وكفاءات في كل الميادين، وبناة مؤسسات وطنية رائدة".
وذكر الملك عبدالله الثاني أن الاحتفال بهذا اليوم من حق الشعب الأردني أجمع، لأن الأردن صمد في وجه الكثير من التحديات، وقال:" الأردن ظل على عهد الآباء والأجداد، سيداً حراً يحمي أرضه وشعبه، ويصون كرامة الإنسان وحريته وحقوقه، ويقف إلى جانب أمته العربية وقضاياها".
This browser does not support the video element.
وبين الملك عبدالله الثاني أنه من حق الشعب الفلسطيني الشقيق في قيام دولته المستقلة على ترابه الوطني، وأن يقوم بحماية كل مستجير من أبناء أمته، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف هي أمانة وهو يحمل المسؤولية بها.
وذكر جلالته أن الأردن لم يحد عن ثوابته طيلة قرن من الزمان، وقد واكب كل التطورات المتاحة في العالم وكان يتقدم إلى الأمام بخطوات ثابتة، لإحداث التغيير ومواكبة التطورات، لمصلحة الشعب.
ووصف جلالته الوطن بالوحدة الشعبية وقال عنه:"واثقاً مستقراً وآمناً، بوحدة شعبة وقوة جيشه الباسل وأجهزته الأمنية الساهرة على أمن الوطن والمواطن، وحماية المنجزات"
وقال الملك عبدالله الثاني أن العالم يشهد اليوم أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، ويسعى الأردن جاهدا لاحتواء تداعياتها على أمنه القومي، أشار جلالته بعلاقة الوطن مع الدول المجاورة والشقاء العرب وقال:" إن الأردن معتمد على رصيده من السمعة والمكانة الدولية المتميزة، وحرصه على تعزيز العلاقات مع أشقائه العرب، لبناء منظومة واحدة، تكفل تحقيق متطلبات الأمن الاقتصادي، كأساس لاستقرار المجتمعات وازدهارها.
ووضح جلالته مشيرا عن الإنجازات بقوله:" أيها الإخوة والأخوات، لقد أنجزنا فصلا جديدا من فصول البناء والتطوير، فقد اكتملت منظومة التشريعات الخاصة بالتحديث السياسي، لنبدأ معها مرحلة انتقالية مهمة، لبناء حياة حزبية وبرلمانية.
وأشار جلالته إلى الهدف من الحياة الحزبية البرلمانية بالتنافس البرامجي على خدمة الشعب الأردني، في ظل مؤسسات تشريعية وتنفيذية قوية، وقال إن الأردن تعتمد على القانون الذي يجري على الجميع، دون محاباة أو تمييز.
وتحدث جلالة الملك عبدالله الثاني عن الأردن في الأيام القادمة ووصفه ب"الأردن الجديد"، وقال إنه سيكون ملكا للأجيال الشابة التي ستخط المعالم على الطريق بالعلم والطموح، مع تطور الانفتاح والتطور العالمي، والتوجه للمستقبل.
وأشار جلالته لتوفر الفرص لمشاركة الشباب في الحياة الحزبية والمشاركة السياسية، وقال:"منظومة التحديث السياسي، توفر لشبابنا فرصة للمشاركة في بناء الحياة الحزبية والمشاركة السياسية، متجاوزين مخاوف الماضي، في ظل تشريعات تصون حقوقهم، وتعبّد الطريق أمامهم لصنع التغيير".
وأكد الملك عبدالله الثاني أن سيتم إطلاق رؤية اقتصادية في الأيام المقبلة، لخلق فرص عمل للشباب، ووجه حديثه قائلا:" الإخوة الأعزاء، لا يكتمل مسار التحديث، دون اقتصاد قوي، يرفع من معدلات النمو، ويخلق فرص العمل، ولذلك سنطلق خلال الأيام القادمة، رؤية اقتصادية متكاملة للسنوات المقبلة، لتكون وثيقة مرجعية شاملة".
وذكر الملك أن الحكومة ستعمل قبل نهاية الشهر المقبل على إنجاز برنامج لتطوير القطاع العام، هدفه الأساس، الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتسهيل الإجراءات البيروقراطية، ورفع كفاءة العاملين، والسير قدما في برنامج الحكومة الإلكترونية، وقال:" أن تلازم المسارات الثلاثة للتحديث والإصلاح، شرط لا بد منه، لتحقيق الأهداف المطلوبة، فلا يمكن التقدم في المجال الاقتصادي، دون إدارة حصيفة وكفؤة".
ووضح أن مسار التحديث السياسي والديمقراطي لا يمكن أن يصل إلى غايته، لذا يجب تحسين الواقع المعيشي للمواطنين، والتقليل من مستوى البطالة والفقر، وتوفير فرص العمل، لآلاف الشباب.
وتحدث جلالته بصيغة الجمع قائلا:"إننا إذ نعمل لتدشين مرحلة جديدة لاقتصادنا الوطني"، وتحدثت عن قرارات إلى وقف العمل بأوامر الدفاع، خلال الأشهر القليلة المقبلة، لطوي صفحة فايروس كورونا والأزمة الذي أحب بها على العلم أجمع، والتي خلفت تداعيات كبيرة، ونبدأ صفحة جديدة من العمل والبناء.
وختم جلالته الخطاب بكلمات وجهها لشعبه الأردني، وقال أنه يستحق الأفضل دائما ومن واجب المسؤولين والمؤسسات بذل الجهود والطاقات لتوفير كل ما يلزم الشعب وعكس الواقع بكل ما يلزم ليشعر المواطن بالأثر الإيجابي على حياته، وأشار للمرة الثانية بتهنئة الشعب بكل أبنائه وبناته، في سائر الأرجاء بمناسبة يوم الاستقلال، وأكد على اعتزازه بشعبه وثقته بعزيمتهم وقدراتهم، لتحقيق الإنجازات، وخص بالذكر حماة الوطن من النشامى والنشميات، أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.