جدري الماء عند الأطفال أسبابه وأعراضه وعلاجه
كيفية انتقال جدري الماء عند الأطفال
أعراض خطرة لجدري الماء عند الأطفال
مضاعفات جدري الماء عند الأطفال
يتعرض كثير من الأطفال للإصابة بمرض جدري الماء في سن صغيرة، مما يدفع الأمهات للخوف والقلق على أطفالهن، الأمر الذي يجعلهن يبحثن عن أسباب هذا المرض وأعراضه وكيفية الشفاء منه، لذا نقدم لكِ في هذا المقال أسباب جدري الماء عند الأطفال وكيفية انتقاله وأعراضه ومضاعفاته وطرق تشخيصه وعلاجه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسباب جدري الماء عند الأطفال
يتسبب فيروس الحُمّاق (بالإنجليزية: Varicella-Zoster Virus) في الإصابة بمرض جدري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox)، وينتمي هذا الفيروس إلى مجموعة الفيروسات الحَلئيّة (بالإنجليزية: Herpes Virus). [1]
وتكثر الإصابة بهذا المرض لدى جميع الفئات العمرية للأطفال، إذ تظهر أعراض جدري الماء على هيئة طفح جلديّ معمّم يشمل كامل أنحاء الجسم، إضافة إلى أعراض أخرى تشبه أعراض الإنفلونزا، كالحمّى الخفيفة والصداع والتعب والإرهاق. [1]
وقد تراجعت مؤخراً أعداد الأطفال المصابين بمرض جدري الماء، نظراً لفاعلية اللقاح المضاد للفيروس المسبّب، الذي يتوافر في جميع المراكز الصحية والمستشفيات والعيادات الطبية حول العالم. [1]
كيف ينتقل جدري الماء عند الأطفال
تحدث العدوى لدى الأطفال الأصحاء بعد التماس المباشر مع شخص مصاب بجدري الماء، وذلك عبر الرذاذ والقطيرات التنفسية (بالإنجليزية: Aerosols) التي تخرج مع العطاس والسّعال، أو بعد التماس مع لعاب أو بصاق المصاب الموجود على ألعاب الأطفال مثلاً. [2]
وكذلك التماس مع مفرزات الحطاطات (الطفح) الجلدية التي تنتشر على كامل جسم الطفل المريض، إذ إن الفيروسات تسبح ضمن هذه المفرزات، ويصل بعدها فيروس الحُمّاق إلى داخل جسم الطفل السليم، ويستغرق ذلك مدة زمنية تتراوح بين 10-21 يوماً أو 14 يوماً في المتوسط، ريثما تظهر أعراض المرض المميزة. [2]
هل جدري الماء مرض خطير
لا يمثل مرض جدري الماء خطراً حقيقياً على صحة الطفل أو الفرد البالغ الصحيح، لكنه يُشكّل خطراً على صحة كل من المرضى مثبطي المناعة، مثل: مرضى زرع الأعضاء، ومرضى السرطان، والحوامل، وحديثي الولادة، فمن المهم في مثل هذه الحالات أن يتم التشخيص السريع ويتلقى المريض العلاج المناسب. [1]
مدة حضانة فيروس الحماق
عادة ما يتراجع الإنتان خلال عدة أيام إلى أسبوعين، وبعد الشفاء يكمن الفيروس ضمن العقد العصبيّة الظهرية (بالإنجليزية: Dorsal Ganglion) للأعصاب القحفية (بالإنجليزية: Cranial Nerves) أو الشوكية (بالإنجليزية: Spinal Nerves) الموجودة في جسم الإنسان. [1]
ويبقى في فترة سكون ريثما تواتيه ظروف معيّنة كالضغط والتوتر النفسي الشديد أو التعرض الطويل لأشعة الشمس، التي توقظ الفيروس الكامن من سكونه المطوّل، ويتفعّل مجدداً مُسبباً الحزام الناري أو الزنار الناري (بالإنجليزية: Shingles). [1]
عادةً ما يحدث النكس (تفعيل الفيروس مجدداً) لدى البالغين مقارنة بحالات التفعيل الجديدة لدى الأطفال الصّغار، ويمتاز بكونه نكساً وحيداً لا يُعاود الظهور مجدّداً سوى مرة واحدة في حياة الفرد. [1]
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس الحماق
يمكن لفيروس الحمّاق أن يصيب جميع الفئات العمرية بدءاً من الصغار وحتى كبار السن، لكن يظل الأطفال ما دون سن الثانية عشرة هم الأكثر عرضة للإصابة به عن غيرهم من المرضى المصابين والبيئة المحيطة. [2]
أعراض جدري الماء عند الأطفال
عادةً ما يظهر مرض جدري الماء على هيئة أعراض خفيفة في البداية تستمر ليوم أو يومين، ثم تزداد حدتها بعد ذلك، ومن أبرز أعراض جدري الماء عند الأطفال ما يأتي: [2]
- الحمّى الخفيفة، إذ تتراوح درجة الحرارة بين 38.2 – 38.8 درجة مئوية.
- التعب العام.
- الإصابة بالصداع.
- آلام في البطن.
- نقص الشهية.
- رفض الرضاعة إن كان رضيعاً.
بعد ذلك تزداد حدة الأعراض ويبدأ ظهور الآتي على الطفل المُصاب: [2]
- طفح جلدي ناعم جداً يبقى لساعات قليلة.
- طفح جلدي معمّم (بالإنجليزية: Rash).
- الشعور بالحكة الشديدة في أماكن الطفح.
- تكون الحويصلات القيحية.
وعادةً ما يبدأ الطفح الجلدي في الوجه وفروة الرأس والجذع، ثم ينتشر إلى الأطراف الأربعة، لكنه نادراً ما يظهر على راحة اليدين أو أخمص القدمين، ويمتاز الطفح الحماقي بتطوّره السّريع خلال 6-8 ساعات من ظهوره. [2]
فنجده بدايةً على هيئة ارتفاع محدّد بقطر أقل من 1 سم يطلق عليه حطاطة (بالإنجليزية: Papule)، ثم يتحوّل بعدها إلى تجمّع صغير يحوي داخله سائلاً رائقاً تسبح فيه الفيروسات المُمرضة يطلق عليه حويصل (بالإنجليزية: Vesicle). [2]
وفي النهاية، يتعرّض الحويصل إلى إنتان جرثوميّ يعكّر محتواه الرائق ليصبح قيحياً، ويتحول بذلك إلى البثرة الجلدية (بالإنجليزية: Pustule) التي تمثل العرض الجلدي الأخير الذي يصله له الطفح الجلدي خلال مراحل تطوّره. [2]
ما شكل حبوب جدري الماء
تجدر الإشارة إلى أهميّة تنوّع أشكال ومراحل تطوّر الطفح الجلدي الحمّاقيّ أثناء الفحص الجلديّ لدى الطفل المصاب، فيمكننا مثلاً أن نجد مناطق جلديّة قد بلغت مرحلة البثور، بينما تظهر في منطقة أخرى على هيئة حطاطات أو حويصلات. [3]
فمن غير الضروري أبداً أن تتطوّر جميع المناطق الجلدية المصابة في آن واحد، أو تبدي جميع القطاعات المصابة نفس النوع تماماً من الاندفاعات الجلديّة الأولية التي ذكرناها في الفقرة السابقة. [3]
متى تبدأ حبوب جدري الماء بالتقشر
وفي النّهاية، ستخضع جميع المناطق الجلدية المصابة التي بلغت مرحلة البثور إلى التقشّر بعد نحو 4-7 أيام من ظهور الطفح الجلديّ الحمّاقيّ، بمعنى أننا سنلاحظ تشكلّ وسوف جلديّة فوق هذه البثور (طبقة خشنة تغطي البثرة). [3]
وتنجم هذه الوسوف عن زيادة مميّزة في تكاثر صفائح القرنين (الكيراتين) ضمن الطبقة المتقرّنة السّطحية في الجلد، لتختلط بعدها هذه الصّفائح المتقرّنة مع مفرزات البثور القيحيّة معطية قشوراً (بالإنجليزية: Crusts). [3]
أعراض خطرة لجدري الماء عند الأطفال
يجب أن تسارعي في نقل طفلك إلى الطوارئ أو الاتصال بالطبيب حالما تلاحظين واحداً من الأعراض الآتية: [2]
- الطفح الجلدي المعمّم الخاص بفيروس الحمّاق لدى طفل حديث الولادة عمره أقل من 4 أسابيع.
- صعوبة شديدة في التنفس لدى الطفل الصغير، إلى جانب الآلام الجلديّة غير المحتملة.
- ظهور أعراض الجفاف على الطفل الصغير كالخمول، وقلة النشاط، وجفاف الفم، وقلة التبول، والشعور بالعطش الشديد.
- ظهور أعراض الجفاف على الطفل الرضيع كقلّة أو غياب الدموع أثناء بكائه، وقلّة تبليل حفاضاته وانخماص اليافوخ الأمامي (بؤرة ليّنة مميّزة في مقدمة رؤوس الرّضّع من الأمام)، إضافة إلى خمول الرضيع وقلة حركاته.
- ظهور أعراض الحمّاق على الطفل المصاب بالإكزيما التأتبيّة (بالإنجليزية: Atopic Dermatitis)، وهي حالة جلديّة تحدث على أرضيّة وراثيّة، وتمتاز بفرط التحسس الجلدي والحكة الشديدة بعد التعرض لعوامل مختلفة من البيئة المحيطة.
كيفية تشخيص جدري الماء عند الأطفال
يسأل الطبيب بداية عن الأعراض العامة وطبيعة الطفح الجلدي الذي ظهر على جسم طفلك، ويسأل كذلك عن وجود أشخاص مقرّبين أصابهم المرض، وكان طفلك على احتكاك وثيق معهم، ويضع في ذهنه أيضاً تأثير التجمعات الضيّقة كدور الحضانة أو المدارس في انتشار جدري الماء بين الأطفال. [3]
وتجدر الإشارة إلى ضرورة تنبيه الطبيب إلى وجود أمراض رئوية مزمنة لدى طفلك (كالربو القصبيّ مثلاً) أو الإكزيما التأتبية أو إذا ما كان مثبطاً مناعياً (مرضى الأورام)، فهؤلاء لهم معاملة خاصّة ودقيقة في تدبير هذا المرض. [3]
وبالفحص السريري، يلاحظ الطبيب الطفح الجلدي بمراحله المختلفة والمنتشرة على جذع أو أي منطقة أخرى من جسم مريضه، ولتأكيد التشخيص يأخذ الطبيب عيّنات من سائل الحويصلات الجلديّة الذي تسبح الفيروسات ضمنه، ويرسل العيّنة إلى المخبر الطبي، الذي يثبت بدوره وجود فيروسات الحمّاق لدى المريض عبر إجراء اختبارات معينة. [3]
مضاعفات جدري الماء عند الأطفال
هناك عدد من المضاعفات التي قد تظهر على الطفل المصاب بجدري الماء، من ضمنها ما يأتي: [4]
- انتقال الطفح الجلدي إلى العينين لدى الطفل.
- تعرّض الطفح الجلدي أياً كانت مرحلته إلى الإنتان الجرثوميّ الثانوي، ويظهر عليه الاحمرار الشديد وارتفاع الحرارة الموضعيّة.
- الإصابة بالالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) عند الأطفال، وهو عبارة عن التهاب يصيب الرئة نتيجة لإصابة جرثوميّة أو فيروسيّة، وتكون أعراضه الحمى والسعال وضيق التنفس.
- الإصابة بالجفاف عند الأطفال (بالإنجليزية: Dehydration).
- الإصابة بالتهاب الدّماغ (بالإنجليزية: Encephalitis).
عوامل الخطر للإصابة بجدري الماء
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بجدري الماء، وهي كالآتي: [4]
- حديثو الولادة والرضع الذي ولدوا لأمهات غير ملقّحات مسبقاً، وأصبن خلال فترة الحمل بجدريّ الماء.
- الطفل المثبط مناعياً، مثل: مرضى الإيدز (HIV)، والمصابون بالسرطان الذين تلقوا علاجاً كيميائياً.
- استخدام الستيروئيدات القشرية السكرية (بالإنجليزية: Steroids) لعلاج بعض الأمراض المزمنة عند الأطفال كالربو القصبي (بالإنجليزية: Asthma)، خصوصاً أن هذه الأدوية لها قدرة كبيرة على إضعاف مناعة الطفل ومقاومته للأمراض.
- تسجيل الطفل باكراً في دور الحضانة؛ مما يرفع احتمالية إصابته بمرض جدريّ الماء أكثر.
- إذا كان الطفل غير مُلقّح ضد جدريّ الماء.
علاج جدري الماء عند الأطفال
كما ذكرنا لا يشكّل مرض جدريّ الماء خطراً حقيقياً على حياة الطفل، إلا إذا حمل عامل خطورة واحداً أو أكثر من العوامل التي استعرضناها آنفاً، وفيما يأتي ندرج لكِ طريقة علاج جدري الماء عند الأطفال: [5]
- يقوم العلاج أساساً على مداواة الأعراض التي يُبديها الطفل خلال فترة المرض، حيث تعطى خافضات الحرارة الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) لعلاج ارتفاع الحرارة لديه.
- يصف الطبيب الأدوية المضادة للهيستامين (بالإنجليزية: Anti-Histamines)، التي تؤخذ فموياً لعلاج الحكة الشديدة، وكذلك بعض المراهم الموضعيّة لوضعها على الطفح الجلدي لتخفيف حدة الحكة بها.
- قد يصف الطبيب أيضاً الأدوية المضادة للفيروسات (بالإنجليزية: Anti-Viral Medications) في سياق علاج جدريّ الماء للمرضى المثبطين مناعياً أو المصابين بالأمراض المزمنة، وفي حال ظهور أي من المضاعفات التي ذكرناها على الطفل المريض.
- يمكن كذلك تخفيف الحكة الشديدة لدى الطفل منزلياً من خلال اللجوء إلى الحمامات الفاترة ووضع المحاليل والمستحضرات غير العطريّة المتوافرة في الصيدليات، والحرص على ارتداء الطفل ملابس خفيفة وأقمشتها ناعمة، كي يتحمّل ملمسها على جلده المُصاب.
تحصين الأطفال ضد جدري الماء
يُؤخَذ لقاح جدري الماء على جرعتين، تُعطى الجرعة الأولى للطفل في عمر 12-15 شهراً، وتتبعها الجرعة الثانية في عمر 4-6 سنوات، ويمكن للطبيب أن يمنح الجرعة الثانية خلال فترة زمنيّة أكبر من ذلك، وذلك بعد الجرعة الأولى بفاصل 3 أشهر مثلاً، تستخدم الممرضة لحقن اللقاح إبرة معقّمة تغرسها تحت جلد الطفل (بالإنجليزية: Subcutaneous). [5]
تؤمّن جرعتا اللقاح المضاد لجدري الماء مناعة قويّة ضدّه قد تصل إلى 90-98%، فهو يحمي طفلك من إصابته بالمرض أو تطوره بشكل خطير، ويساعد على تأمين مناعة قويّة تنتشر بين أفراد المجتمع؛ مما يحد من تفشي جدري الماء. [5]
يمنع منعاً باتاً إعطاء اللقاح للمرضى المثبطين مناعياً أو الحوامل، لا سيما أن اللقاح مكوّن من سلالة حيّة لفيروسات جدريّ الماء، إنما تمّ إضعاف تأثيرها مخبرياً (بالإنجليزية: Weakened). [5]
أما عن الأطفال الذين بلغت أعمارهم 13 عاماً، ولم يأخذوا اللقاح المضاد بعد، فيمكن إعطاؤه تحت الجلد أيضاً على جرعتين وبفواصل زمنية تتراوح بين 4-8 أسابيع بين الجرعة الأولى والثانية. [5]
وبعد أن تعرفتِ على أسباب جدري الماء عند الأطفال وأعراضه ومضاعفاته وطرق تشخيصه وعلاجه، قد تفيد جرعة واحدة من الأجسام المضادة للفيروسات (بالإنجليزية: Immuno-Globulin) في حماية الأطفال من تأثيرات المرض الخطيرة، وتعزز الجهاز المناعي ضده، كما ننصح النساء اللاتي يخططن للحمل بالانتظار مدة شهر على الأقل بعد أخذهن اللقاح المضاد لجدري الماء.