تفاصيل أزمة إبراهيم عيسى بسبب الملحد: اتهامات بالكفر وبلاغات للنيابة
يواجه الكاتب الصحفي والسيناريست والإعلامي المصري إبراهيم عيسى، موجة كبيرة من الانتقادات القاسية، والتي تطورت لتصبح اتهامات بالكفر والإلحاد والهجوم على الدين الإسلامي، بالإضافة إلى مواجهته لعدد من البلاغات المقدمة ضده للنائب العام.
الانتقادات والهجوم ليسوا جددا على إبراهيم عيسى، الكاتب المثير للجدل دائماً بآرائه وأفكاره التي يتهمه البعض أنه يتعمد إثارة البلبلة بها، ولكن كانت أحدث الأزمات التي واجهها عيسى هي أزمة فيلم الملحد فما القصة الكاملة؟
وفيلم الملحد من إنتاج السبكي فيلم للإنتاج الفني والتوزيع أحمد السبكي ومن تأليف إبراهيم عيسى وإخراج محمد العدل وبطولة كل من: أحمد حاتم، حسين فهمي، محمود حميدة، شيرين رضا، صابرين، نجلاء بدر، تارا عماد، وأحمد السلكاوي ونجوم آخرين.
بداية أزمة فيلم الملحد
بداية أزمة فيلم الملحد التي خرجت للإعلام، كانت على يد الفنان مصطفى درويش، الذي أعلن عبر حسابه على فيسبوك، أنه منسحب من الفيلم لأنه يضرب في ثوابت وأصول في الدين الإسلامي، لافتاً إلى أنه لن يشارك في مثل هذه النوعية من الأفلام التي تهاجم الدين.
وكتب مصطفى درويش قائلا: "قررت أنا مصطفى درويش مقاطعة أي برنامج لإبراهيم عيسى.. والاعتذار عن فيلم الملحد اللي صورت فيه أربعة أيام بسبب أن مؤلف القصة هو إبراهيم عيسى، واضح أن الحرب دي ممنهجة، وأنا مقبلش أبدا أكون أداة للحرب ضد ديني ولو الثمن هيكون إيه، آسف جدا وبعتذر لكل فريق العمل، مش هكمل في القرف ده".
وكشف مصطفى درويش أنه انسحب من الفيلم لأن مؤلفه هو إبراهيم عيسى، الذي أدلى بتصريحات مثيرة للجدل حول الإسراء والمعراج مؤخراً.
إبراهيم عيسى ينكر الإسراء والمعراج: فبركة من التراث
قال الكاتب إبراهيم عيسى في إحدى حلقات برنامجه حديث القاهرة، على قناة القاهرة والناس، مخاطبا المشاهد: " إيه رأيك إن مفيش معراج، هتصدق إن مفيش؟، وكل قصة إنه طلع السما وشاف الناس اللي في السما وشاف الناس في النار كل دي قصة وهمية كاملة، دي كتب السيرة والتاريخ والحديث هي اللي بتقول، لكن هو مصدر لك الكتب والقصص اللي بتقول حصلت".
وتابع عيسى خلال الحلقة مهاجما الشيوخ، أن المسلم لا يحتاج لإرشاد رجال الدين في حياته، لأنهم لا يعلمونه سوى القسوة والغلظة والقيام على نفوس الناس بالتفتيش والجلد، بينما يستطيع المسلم الصلاة والصوم وأداء الزكاة دون مساعدة أي شخص.
وأثار إبراهيم عيسى الجدل بتصريحاته حول الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب، والجملة المأثورة حوله "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر"، لافتا إلى أنه تعرض للقتل بعدها على يد قائلها، وأن ما يتم تصديره للمسلمين هو محض فبركة من قصص التراث، وأن كتب الأحاديث ليست دليلا على صحتها.
الأزهر يدخل على خط أزمة إبراهيم عيسى
دخل الأزهر الشريف على خط أزمة إبراهيم عيسى حيث أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن الإسراء والمعراج من مُعجزات سيدنا رسول الله المُتواترة، الثَّابتة بنصِّ القرآن الكريم في سُورتي الإسراء والنجم، وبأحاديث السُّنة النَّبوية المُطهّرة في الصّحيحين والسُّنن والمسانيد ودواوين ومصنَّفات السُّنة، والتي انعقد على ثبوت أدلّتها ووقوع أحداثها إجماعُ المُسلمين في كلِّ العُصور، بما لا يَدع مجالًا لتشكيك طاعِن، أو تحريف مُرجِف.
وأوضح المركز، في بيان، رسمي أن مُحاولات الطّعن البائسةِ في صحابةِ سيّدنا رسولِ الله والتشكيك في عدالتهم بعبارات لا تليق بمقام خير جيلٍ من هذه الأمّة؛ جُرم محرَّمٌ، وجَرْأةٌ مُستهجَنَة ومرفوضة، ودَرْبٌ من التّجاوز البغِيضِ والمُستَنكر، لدى أمّةٍ مهما بلغ التقصير بأفرادها، إلا أنّهم لا يقبلون المساس بجناب سيّدنا رسول الله ولا أصحابه، الذين قال الله عنهم في كتابه: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. [التوبة: 100]، وفي هذه الآية تزكيةٌ للصّحابة رضوان الله عليهم، وتعديلٌ لهم، وثناءٌ من الله عليهم؛ ولهذا فإنّ توقيرهم من أصول الإيمان.
وشدد على أن كلُّ ما ورد في القُرآن الكريم وسنّة سيّدنا النّبي الثّابتة من المُسلّمات التي لا يُقبل الخوض فيها مُطلقًا، ولا يُقبل تفصيل أحكامها وبيان فِقهها من غير المُتخصّصين؛ سيّما إذا كانوا من مُروجِي الأفكار والتَّوجُّهات المُتطرّفة، التي تفتعل الأزمات، وتُثير الفِتن، وتفتقر إلى أبسط معايير العلم والمِهنيّة والمِصداقيّة، وتستثمر الأحداث والمُناسبات في النَّيل من المُقدَّسات الدّينيّة، والطّعن في الثّوابت الإسلاميّة بصورة مُتكرِّرة مُمنهجة.
مصطفى درويش بعد بيان الأزهر: انتصر للحق
وكتب مصطفى درويش عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "الأزهر قال كلمته ونصر الحق، ممكن مسمعش صوت معارض لو سمحتم لأن احنا مرجعيتنا للأزهر وأنا ولا شيخ ولا حاجة أنا لسه بادئ انتظم في الصلاة من قريب وكان بعد مشكلة حصلت لي فا قربت من ربنا".
وتابع درويش قائلا: "اعتذاري عن الفيلم جايلي في أصعب ظروف محدش عارف عنها حاجه محتاج ماديات فعلا ومحتاج شغل لأني لسه في أول الطريق فا أكيد اعتذاري عنه كان علي عيني بس ديني أهم".
اختتم: "وأنا لا غلطت في الأستاذ إبراهيم ولا غلط في حد أنا بس اخدت قرار أدافع عن الصلاة اللي بصليها والإسلام اللي هو ديني ودين أمتي، ولو كان الأستاذ غلط في أي ديانة مسيحية أو غيرها كان هيبقى نفس موقفي، أنا مسلم مؤمن بكل الرسل والديانات السماوية ومقبلش حد يشكك في الكتب السماوية واسكت نقفل الموضوع ده علشان أخد أكبر من حجمه".
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يطالب بالابتعاد عن هذه القضايا
طلب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، من خلال بيان رسمي، الابتعاد عن القضايا التي تثير فتنة في المجتمع حيث ينص كود المحتوى الديني على احترام الأديان السماوية وتعاليمها، وإبراز القيم الدينية فوق كل القيم الأخرى.
بلاغات ضد إبراهيم عيسى والنائب العام يفتح التحقيق
وبسبب الجدل المثار على الساحة الإعلامية والفنية المصرية، طلب النائب العام المستشار حمادة الصاوي بفتح تحقيق عاجل في البلاغات المقدمة رسميا ضد إبراهيم عيسى.
وأصدرت النيابة العامة بيانا قالت فيه إنها ستعلن لاحقا عن نتائج التحقيقات وما أسفرت عنه.