تعرفوا على توحيدة بن الشيخ التي احتفى بها غوغل وكانت الأكثر بحثًا
في السابع والعشرين من مارس/آذار الجاري، احتفل محرك البحث الأشهر غوغل، بالسيدة توحيدة بن الشيخ، وتصدر اسمها الأكثر بحثًا على مواقع البحث الشهيرة. فمن هي تلك السيدة وما هي أهم انجازاتها.
وكتب غوغل إنه يحتفل اليوم بالطبيبة ومحرر المجلة والناشطة الاجتماعية توحيدة بن الشيخ، التي تعتبر أول طبيبة في تونس والمغرب العربي كله. وأضاف أن بن الشيخ رائدة نسوية داخل المجال الطبي وخارجه، إذ ساهمت في حصول النساء على رعاية صحية أفضل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لماذا يحتفي غوغل بتوحيدة بن الشيخ؟
في الـ27 من مارس/آذار عام 2020، أصدرت الحكومة التونسية ورقة نقدية من فئة 10 دنانير تحمل صورة للطبيبة الراحلة.
ويرجع سبب هذا الاحتفاء إلى تزامن تاريخ اليوم مع ذكرى طرح البنك المركزي التونسي للتداول، ابتداءً من 27 مارس/آذار العام الماضي، ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دنانير، واختيرت الدكتورة توحيدة بن الشيخ شخصية رئيسة لتلك الورقة النقدية.
قصة نجاح توحيدة بن الشيخ:
حصلت توحيدة على الدكتوراه في الطب سنة 1936 في فرنسا قبل أن تعود إلى وطنها وتسهم في معركة مكافحة الأمراض التي استشرت حينها في أوساط شعب كان يرزح تحت الاستعمار وتقع أغلب شرائحه تحت مستوى الفقر.
كانت والدتها من عائلة بن عمار، إحدى العائلات التونسية الثرية والمناضلة. كما أن الطاهر بن عمار، هو خالها. والذى كان من أبرز المناضلين في مسيرة استقلال تونس من الاستعمار الفرنسي. وهو شخصية رئيسية في الحوار من أجل الاستقلال. بحسب تقرير نشره موقع «انسايد ارابيا».
ونجحت، من خلال عملها أربعة عقود طبيبة ثم مسؤولة في المستشفيات، في تحسين الوضع الصحي للمرأة التونسية في جميع الأوساط خاصة الفقيرة، ووضع سياسة تنظيم العائلة التونسية، ما أسهم إلى حد كبير في تراجع مهم لنسب وفيات النساء والأطفال عند الولادة في ستينيات القرن الماضي.
تقول توحيدة بن الشيخ، في شهادة تضمنها كتاب "نساء وذاكرة: تونسيات في الحياة العامة 1920-1960"، إنها ولدت في عائلة ميسورة الحال من كبار ملاك الأراضي الفلاحية في قرية رأس الجبل التابعة لمحافظة بنزرت شمال تونس، وتوفي والدها بعد أشهر قليلة من مولدها، فنشأت مع أخويها في كنف أمها حلومة بن عمار المنحدرة من عائلة عريقة، وهي شقيقة رئيس الحكومة التونسية في الخمسينيات من القرن الماضي الطاهر بن عمار.
وقد حرصت هذه الأم على تعليم ابنتها مثلها مثل شقيقيها في وقت كانت الأمية منتشرة في أغلب فئات المجتمع التونسي، وخاصة لدى العنصر النسائي، بسبب رفض الأسر التونسية إرسال بناتهم على المدارس أو دفعهن إلى الانقطاع عن التعليم خلال المرحلة الابتدائية.
حصلت التلميذة توحيدة على الشهادة الابتدائية عام 1922، ثم واصلت دراستها الثانوية في معهد "أرمان فاليار" بتونس العاصمة، حيث نالت البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1928.
والتحقت بكلية الطب في باريس بفضل الطبيب والباحث الفرنسي في معهد باستور للبحوث الطبية بتونس إيتيان بورني، الذي تعرفت إليه عن طريق زوجته.
ولم يكن من السهل إقناع عائلتها الموسعة بالسفر إلى فرنسا لولا وقوف أمها إلى جانبها التي تكفلت فيما بعد بمصاريف دراستها ومعيشتها في الغربة.
وفي عام 1936، حازت توحيدة بن الشيخ شهادتها في الطّب لتكون أول تونسية وأول طبيبة عربية مسلمة تحصل على الدكتوراه في الطب، إذ سبقها في نيل هذه الشهادة طبيبتان مسيحيتان عربيتان هما السورية لوريس ماهر والمصرية هيلانة سيداروس، اللتان حصلتا على الشهادة في عام 1930، الأولى ضمن الدفعة الأولى من المعهد الطبي بدمشق، والثانية من إنجلترا.
وعادت إلى تونس بعد نيل شهادتها لتفتح عيادتها الخاصة وتشتغل في البداية في الطب العام، لكنها سرعان ما تخصصت في طب النساء والتوليد.
وتوفيت توحيدة بن الشيخ في السادس من ديسمبر/كانون الأول سنة 2010، بعد أن فتحت أمام المرأة التونسية والعربية طريقاً جديداً في مجال علمي صعب.