تخلصي من عصبية طفلك قبل تدهور حالته النفسية
العصبية هي مرض معد داخل العائلة.. الأطفال العصبيون يؤثرون على كل أفراد العائلة فالطفل العصبي دائماً ما يكون لحوحاً، كثير الطلبات، صعب الإرضاء، له عاداته الخاصة في النوم والأكل واللعب مما يدمر نظام البيت اليومي ويجعله يرفض التعاون مع أفراد الأسرة.. كل هذا يضع الأسرة في حيرة شديدة من أمرها.. كيف تتعامل معه بحزم وشدة أو بتساهل ومرونة، وبالتالي يشعر الأب والأم بخيبة الأمل والتوتر نتيجة فشلهم في التعامل مع هذا الطفل، وهنا تبدأ الدائرة في الإتساع حيث يزداد توتر الأهل مما يخلق جواً رهيباً من التوتر داخل البيت الصغير.
ما أسباب العصبية عند الأطفال؟
- استعداد وراثي يخلق به الطفل كجزء من سمات شخصيته.
- تعرض الطفل لمواقف أو لظروف معينة سببت له ألماً نفسياً كبيراً.
- عن طريق «التعلم» نحن عادة نتعلم من انفعالاتنا وردود أفعالنا عن طريق المحيطين وهذه النظرية تفسر جزءاً كبيراً من الاضطرابات النفسية عند الأطفال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كيف يمكن علاج العادات العصبية عند الأطفال؟
عموماً استعداد الفرد «للعصبية» أو «التوتر» يبدأ معه منذ الصغر وفي الغالب يستمر معه طول العمر.. ومن هنا تظهر أهمية البداية المبكرة في التعامل مع الطفل العصبي حتى نتمكن من تعليمه عادات وسلوك معينة تمكنه من التعامل بدون العصبية طوال حياته.
التقييم الشامل:
لا بد من الفحص الطبي الشامل لأي طفل يعاني من العصبية أو التوتر.. الأطفال المصابون بأمراض الحساسية فقر الدم، التهابات الأذن المزمنة أو أية مشكلة طبية عموماً تجعل الطفل متوتراً وكذلك يجد صعوبة في التعامل مع البيئة المحيطة به. فالتقييم النفسي أيضا مهم جدا... هؤلاء الأطفال ربما يكونوا مصابين وحالات الهلع PANIC ATTACKS أو الوسواس القهري OBSESSIVE COMPULSIVE DISORDER (8 – 10 % من الأطفال مصابون بأمراض القلق والتوتر).
الاهتمام بالمتطلبات الأساسية للطفل:
الإنسان المرهق أو الجائع عادة ما تكون قدرته على الاحتمال ضعيفة وبالتالي تزداد عصبيته.. الأطفال عادة ذوي السمات العصبية يهملون الأكل وربما لأنهم يهملون إحساسهم بالجوع وكذلك لا ينامون ساعات كافية وبالتالي الاهتمام بحصولهم على ساعات نوم كافية ووجبات غذائية غنية يساهم كثيرا وهنا لا نتوقع من الطفل أن يتناول وجبة كبيرة بل وجبات صغيرة متكررة ربما تكون كافية.
وضع نظام محدد:
التوتر ببساطة هو خوف من القادم المجهول وبالتالي وضع نظام محدد وروتين يساعد الطفل.. طبعا سيكون من الصعوبة بمكان البدء في تطبيق هذا النظام لكن بالتدريج وبهدوء وبـ «مساعدة الطفل» في اختيار النظام الأفضل سيساعد ذلك كثيرا.
النوم:
لابد من الاستعداد لنوم الطفل مبكرا.. نبدأ بأن نحكي له قصــة جــميلة.. حــوار هادئ مع طفلك a chat time لبن ساخن أو أحيانا حمام ساخن قبل النوم ربما تساعد الطقوس المتكررة على استجابة أفضل للطفل. أيضا من المهم ألا توافق طفلك على النوم في غرفتك منذ البداية، وإن فعل ذلك فان عليه بعد ذلك أن ينتقل إلى غرفته، لأن هذه العادة ستكون من الصعب تغييرها بعد ذلك ربما يكون مفيدا أن تتابع طفلك في غرفته ( كل خمس دقائق للأطفال الصغار أو كل 15 دقيقة للأكبر سنا) حتى يشعر الطفل بالأمان وبالتالي لا يحتاج للبحث عنك.. هذا النظام قد يستغرق شهوراً حتى ينجح ولكن بنجاحه سيكون مكسباً كبيراًَ للجميع.
تقسيم المهمات
كالكبار تماما.. يشعر الأطفال ذوي السمات العصبية بالعجز والضغط النفسي والتوتر أمام المهمات اليومية الصغيرة، فالطفل العصبي يشعر أن الواجبات المدرسية لا نهاية لها.. وبالتالي فإن «تقسيم المهمات» أو سياسة «التفتيت» تكون هامة جداً، قسم الواجب المدرسي إلى أجزاء صغيرة يتخللها مكافآت صغيرة للعطلات مثلا إذا أنهيت الجزء الأول فستجلس أمام الكمبيوتر لمدة نصف ساعة وهكذا ودائما إبدأ بالجزء الأصعب عندما يشعر الطفل أنه بعد قليل سيجلس إلى الكمبيوتر أو التليفزيون هذا قد يساعده كثيرا.
التمارين الرياضية:
الطفل العصبي يشعر بالإرهاق لأنه ببساطة في حالة قلق دائم، وعليه بالتمارين الرياضية التي ستساعده كثيرا في التخلص من الارهاق لكننا لا بد أن نقدمها للطفل في صورة جميلة ومحببة وليست كغرض أو واجب يجب أن يؤديه.
هل يمكن التخلص من العصبية؟
نعم.. الأطفال ذوي العادات العصبية إذا ما تم علاجهم بشكل جيد فإنهم يظهرون تفوقاً ملحوظاً عن أقرانهم في الأداء الأكاديمي وتكون لهم شخصيتهم المميزة في المستقبل في التعامل مع الضغوط اليومية للحياة، وفي المقابل إذا لم يتم الاهتمام مبكرا ربما تتدهور الحالة النفسية للطفل لنجده يعاني من ذلك منذ الاكتئاب وهنا تكون المشكلة قد أخذت بعداً سيئاً جديداً.