تجربة قيادة: ألفا روميو ستلفيو Q ... الساحرة
هل تتمتع ألفا روميو ستلفيو كوادريفوليو بما يلزمها كي توقع السائق في شباكها؟
-
1 / 24
قبل البداية، قد يتساءل أحدكم ما هي الجدوى من إختياري الطرقات الجبلية مسرحاً لتجربتي ستلفيو Q ؟ الإجابة على هذا السؤال هي لأن ألفا روميو تعتبر ستلفيو التي سُميت كذلك تيمناً بالمعبر الشهير في سلسلة جبال الآلب الأوروبية، السيارة التي تُعبّر عن فلسفة الصانع الإيطالي العريق في عالم مركبات الدفع الرباعي المتعددة الإستخدام، تلك الفئة من وسائل النقل التي تُعتبر في أيامنا هذه الدجاجة التي تبيض ذهباً.
وبطبيعة الحال، تتمتع السيارة الجديدة بمزايا عديدة تضعها على قمة فئتها، لتُصبح على الفور السيارة المعيارية الجديدة لفئة السيارات الرياضية المتعددة الاستخدامات الصغيرة الممتازة. وتُعتبر ستلفيو كوادريفوليو، بتصميمها وآدائها وتقنياتها المتطورة، أسرع مركبة دفع رباعي رياضية على حلبة نوربورغرينغ الأيقونية.
وتمّ تجهيز ستلفيو كوادريفوليو بمحرك بنزين يتألف من ست أسطوانات سعة 2.9 ليتر مع شاحن هواء توربو مزدوج، وهو مصنوع من الألومنيوم، تمّ تطويره، ليحقق أقصى قوة تبلغ 510 أحصنة عند 6,500 دورة في الدقيقة، ويولد عزم دوران يبلغ في أقصاه 600 نيوتن متر من 2,500 إلى 5,000 دورة في الدقيقة. ويتزاوج هذا المحرك الجبار مع علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب، مما يسمح بتنفيذ عملية تعشيق في 150 جزء من الثانية فقط عند القيادة إعتماداً على وضعية نمط القيادة السباقي Race. وعلاوةً على ذلك، ولتحقيق أقصى قدر من متعة القيادة، تمّ تجهيز الطراز بعتلات تعشيق من قطعة واحدة من الألومنيوم مدمجة في عمود المقود وذلك كتجهيز قياسي.
وتحقق ستلفيو كيو أداءًا رائعاً: تسارع من 0 إلى 100 كلم/س في 8.3 ثوانٍ فقط وأقصى سرعة وهي الأفضل في فئتها وتبلغ 283 كلم/س، ولكن سيارة ألفا روميو الرياضية المتعددة الاستخداماتSUV هي أيضاً فعّالة بشكلٍ لا يصدق من حيث استهلاك الوقود والانبعاثات، وذلك بفضل نظام إيقاف الأسطوانات الذي يتم التحكم به إلكترونياً ووظيفة "التحرك" دون الضغط على دواسة الوقود، المتوفرة في وضعية القيادة الكفوءة المتقدمة.
واليوم نحن هنا للقيادة السريعة، خاصةً أننا مع سيارة تمّ معها ولأول مرة دمج محرك الأسطوانات الست مع نظام Q4 المبتكر للدفع الرباعي، الأمر الذي يوفر أداءً قويًا، ومتعة القيادة والسلامة في جميع الحالات. وما هو أكثر من ذلك، تمّ تجهيز ستلفيو كوادريفوليو بوحدة تحكم حصرية من ألفاروميو، كما أنّ السيارة تأتي مجهزة قياسيًا بنظام ألفاروميو المبتكر للتعليق النشط، وهو النظام الذي يتحكم بإستمرار وبنشاط على أنظمة التعليق وامتصاص الصدمات.
ويراقب نظام Q4 بإستمرار العديد من المؤشرات لتحسين توزيع عزم الدوران بين المحورين، وفقاً لما تقوم به السيارة وحسب درجة التماسك التي تتمتع بها العجلات. ويمكن لهذه التقنية التنبؤ بفقدان وشيك للتماسك من خلال معالجة البيانات التي يتلقاها من التسارع الجانبي والطولي، زاوية المقود وأجهزة استشعار الإنزلاق. وفي الظروف العادية، تعمل ستلفيو كوادريفوليو المجهزة بنظام Q4 مثل سيارة ذات دفع خلفي عبر إرسال ما نسبته مئة بالمئة من عزم الدوران إلى المحور الخلفي. ومع اقتراب العجلات الأمامية من إمكانية فقدان التماسك، ينقل النظام ما قد يصل إلى نسبة 50 بالمئة من عزم الدوران إلى المحور الأمامي عن طريق علبة نقل حركة مخصصة لذلك. ولتعديل توزيع عزم الدوران بأقصى سرعة، يستخدم النظام درجة عالية من الانزلاق الميكانيكي بين المحورين، مما يترجم إلى تحكم رائد ضمن فئته من حيث الجر والثبات في الاتجاه عند المنعطفات.
ولعل هذه التقنيات، يُضاف إليها قوة المحرك وفعاليته، هي التي ساعدت ستلفيو كوادريفوليو من تحقيق الرقم العالمي للسرعة على حلبة نوربورغرينغ مع زمن بلغ 7 دقائق 51 ثانية و7 أجزاء من الثانية، فعلى حلبة طويلة ومتعرجة كالحلبة الألمانية أنت بحاجة لجهاز تعليق فعّال، محرك قوي وقدرة ذكية على توزيع العزم بين العجلات، وهذا ما تتمتع به ستلفيو كوادريفوليو تماماً.
ورغم أنّ مرتفعات الإمارات تختلف قليلاً من حيث الإرتفاع ومن حيث الطبيعة المحيطة عن ما يتوفر على الحلبة الألمانية الشهيرة، إلا أننا تمكنا من ملاحظة قدرة السيارة على توزيع العزم بين المحور الأمامي والمحور الخلفي بشكلٍ يوفر مستويات عالية من الأداء الرياضي المثير.
هذا وقد تمّ تجهيز ستلفيو كوادريفوليو أيضاً بنظام DNA بجيله الجديد، الذي يعدّل استجابة السيارة الديناميكية وفقاً للوضعية التي يختارها السائق: ديناميكية، طبيعية، كفاءة متقدمة (وضعية توفير الطاقة) وسباق (مثالية لأقصى قدر من الأداء(.
وبالتفصيل، يُعدّل الإعداد الديناميكي مؤشرات التحكم في المحرك لتسريع تسليم الطاقة، ويزيد من سرعة تعشيق النسب ويُعدّل استجابة التعليق لقيادة رياضية على الطرق الممهدة. ومن ناحية أخرى، تقوم الوضعية الطبيعية بإعداد تسليم الطاقة وأنظمة التعليق لضمان الراحة وتحقيق قيادة يومية سلسة، في حين تسمح وضعية السباق بتعطيل نظامي التحكم في التماسك والجر، وتعزيز هدير العادم وزيادة الأداء من أجل خوض تجربة قيادة لا تنسى بنمط سباق حقيقي. وأخيراً وليس آخراً، فإنّ إعداد الكفاءة المتقدمة يحسّن الكفاءة ويقلل الاستهلاك مع وظائف مثل عدم استخدام دواسة الوقود وإيقاف نصف الأسطوانات.
ويستخدم التعليق الخلفي نظام متعدد الوصلات من أربع وصلات ونصف الوصلة لتقديم مزيج من الأداء القوي ومتعة القيادة والراحة. علاوةً على ذلك، يتكيّف نظام التخميد الذي يتم التحكم فيه إلكترونياً مع ظروف القيادة الفورية، مما يتيح للسائقين الاختيار بين التحكم الهادف لمزيد من الأداء القوي أو التحكم الهادف لتحقيق المزيد من الراحة.
أما التعليق النشط من ألفاروميو فهو نظام يتحكم بشكلٍ مستمر ونشط في أنظمة التعليق وامتصاص الصدمات بهدف تقليل حركة جسم السيارة في جميع ظروف القيادة. ويتفاعل بإستمرار مع نظام التحكم بالتعليق ونظام DNA و"يعاير" حركته لتتناسب مع وضعية القيادة المختارة، وتحقيق راحة وتحكم لا مثيل لهما .
ومما لا شكل فيه أنّ خطوط ستلفيو الخارجية التي تنسجم مع الارث العريق لسيارات ألفا روميو على صعيد الأناقة والجاذبية تبدو متألقة في قطاع مركبات الدفع الرباعي، إلا أنّ الجاذبية المظهرية ليست وحدها التي تجعل المرء متعلقاً بالسيارة، أو بمعنى أدق منجذباً لها في توفير أداءً رياضياً ذو نفحة إيطالية محبّبة.
علماً أن عبارة كوادريفوليو (التي تعني أوراق البرسيم الأربع) هي بمثابة سحر حسن الحظ في الفترة البطولية لرياضة السيارات، وتُكتب بالحرف اللاتيني ‘Q’ لتصبح التاريخ الرياضي والصناعي المميز لعلامة ألفا روميو، وتصبح الشعار لسيارات السباق وللمركبات الأكثر قوة وحصرية على الطرقات.
تم نشر هذا المقال مسبقاً على تيربو العرب. لمشاهدة المقال الأصلي، انقري هنا