تثبيت الحمل
الحمل من المراحل الهامة التي تمر بها المرأة بعد الزواج، الأمر الذي يتطلب منها أن تكون على دراية بكل ما يتعلق بالحمل والتغيرات التي ستطرأ على جسدها خاصةً في الأسابيع الأولى من الحمل، إذ يجب أن تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا للحفاظ على صحتها وإنجاب طفل سليم، كما يجب أن تتجنب التدخين واستخدام المواد الكيميائية، وتعاني معظم النساء من مشكلة الإجهاض أو الإنجاب المبكر الأمر الذي يستدعي أخذ مثبتات الحمل، وسنتعرف في هذا المقال على طرق تثبيت الحمل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أهمية تثبيت الحمل
مع بداية الحمل يفرز الجسم هرمون البروجسترون الذي يلعب دورًا مهمًا في أن يكون الحمل طبيعيًا، وتعاني معظم النساء من مشكلة الإجهاض نتيجة لانخفاض نسبة هرمون البروجسترون لذا فإن استخدام مثبتات الحمل المحتوية على هذا الهرمون قد يحمي من خطر حدوث الإجهاض لكن في بعض الحالات، علمًا بأنه لا توجد أدلة علمية تؤكد فاعلية مثبتات الحمل في المراحل الأولى من الحمل لمنع الإجهاض، وهناك طرق مختلفة لتثبيت الحمل سنتعرف عليها لاحقًا.
شاهدي أيضاً: طرق تثبيت الحمل الطبيعية والطبية
طرق تثبيت الحمل طبيعيًا
هناك طرق طبيعية يمكن من خلالها الحفاظ على الحمل وتتمثل بما يلي:
تناول حمض الفوليك
تناول 400 مليغرام من حمض الفوليك بشكل يومي في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل يساعد على التقليل من العيوب الخلقية التي تسبب الإجهاض ويجب أن يؤخذ حمض الفوليك تحت إشراف الطبيب.
اعتماد نمط حياة صحي
لتثبيت الحمل طبيعيًا يجب اتباع بعض العادات الصحية التي تمنع حدوث الإجهاض والتي تتمثل بما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضية التي تناسب الحامل.
- النوم لساعاتٍ كافية.
- الحفاظ على وزن الجسم.
- اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن.
- تجنب التدخين.
- الابتعاد عن الأماكن التي ينتشر فيها الدخان أو ما يعرف بالتدخين السلبي.
- عدم الإكثار من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين.
- الابتعاد عن الضغط النفسي والتوتر.
- تجنب المواد الكيميائية السامة وعدم التعرض للإشعاع.
الوقاية من الأمراض
يجب على الحامل أن تحمي نفسها من خطر الإصابة بالأمراض وذلك من خلال الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بصورة مستمرة للحد من الإصابة بالعدوى، وفي حال كانت المرأة الحامل تعاني من حالةٍ صحية مثل الإصابة بأمراض المناعة الذاتية أو مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم يجب عليها أن تتابع وضعها الصحي مع الطبيب لمنع حدوث مضاعفات هذه الأمراض.
ممارسة العلاقة الزوجية بأمان
ينصح بممارسة العلاقة الحميمة دون بذل مجهود شاق لأن ذلك يؤثر على الحمل بصورة سلبية، ويمكن استشارة الطبيب حول هذا الأمر، وعند ممارسة الجنس خلال مرحلة الحمل يجب على الزوج استخدام الواقي الذكري للحد من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا. [1]
هناك العديد من الطرق الشائعة لتثبيت الحمل نذكر منها ما يلي:
تثبيت الحمل بالقرآن
لم يثبت في الشرع تحديد آيات من القرآن الكريم لتثبيت الحمل لكن ورد دعاء مأثور يشتمل على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم لحفظ الطفل من مكائد الشيطان، وفي الحديث المتفق عليه عن حديث ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهم ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدا"، ويمكن قراءة ما تيسر من القرآن لتثبيت الجنين لأن القرآن شفاء والله تعالى أعلم. [2]
تثبيت الحمل بالأعشاب
يشاع استخدام الأعشاب الصينية في الدول الآسيوية لتثبيت الحمل لكن لا توجد دراسات تؤكد دور هذه الأعشاب للتقليل من الإجهاض، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء FDA لم تؤكد سلامة استخدام المنتجات العشبية بالطريقة التي يتم من خلالها استخدام الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية، وبشكلٍ عام فإن الأعشاب قد تكون غير ضارة إذا تم تناولها بكمياتٍ قليلة، وفي المقابل هناك أعشاب تضر الحامل حتى وإن أخذتها بكمية بسيطة. [3]
طرق تثبيت الحمل طبيًا
تلجأ العديد من النساء للطرق الطبية من أجل تثبيت الحمل وتفادي حدوث الإجهاض وفيما يلي سنتعرف على هذه الطرق:
تثبيت الحمل بحقن البروجسترون
في بداية الحمل يتم إفراز البروجسترون في المشيمة والمبايض للحفاظ على الحمل وضمان استمراره، وعندما ينخفض معدل هرمون البروجسترون عن المعدل الطبيعي يصف الطبيب الحقن المحتوية على البروجسترون الصناعي لتعويض هذا النقص، وحقن البروجسترون مهمة في الحمل الناتج عن استخدام الطرق المساعدة والتقنيات مثل الإخصاب في المختبر، كما أن هذه الحقن ترفع من فرص نجاح الحمل في حالات الحمل التي يسبقها الإجهاض المتكرر.
تثبيت الحمل بحق هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية
بعد حدوث الإخصاب أو تلقيح البويضة يتم إنتاج هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية للمساعدة على إنتاج كميات كافية من هرمون البروجسترون خلال مرحلة الحمل، إذ يدعم الجسم الأصفر بعد أن تتلقح البويضة، ومن الجدير بالذكر بأن هذا الهرمون يساعد على حدوث الحمل ولدعم الحمل واستمراره يحتاج جسم المرأة على كميات كبيرة منه وانخفاض نسبته قد يؤدي إلى الإجهاض، ويصف الطبيب هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية قبل الحمل لأنه من علاجات الخضوبة، ولا يتم إعطاء هذا الهرمون إلا في حال لم يتم إنتاجه في الجسم بكمية كافية من أجل تثبيت الحمل.
تثبيت الحمل في الأسابيع الأولى
تستخدم حبوب تثبيت الحمل في مرحلة مبكرة من الحمل وقبل حدوث الحمل كعلاج، خاصةً إذا كان هناك انخفاض في نسبة البروجسترون وهو هرمون الحمل في الجسم، إذا أن العلاج بهرمون البروجسترون قبل الحمل يساعد على استكمال هذه المرحلة ويمنع الإجهاض.
نمو بطانة الرحم خلال مرحلة الحمل من الأمور الأساسية لاحتواء البويضة الملقحة إذ يدعم هرمون البروجسترون بطانة الرحم ويزيد من سمكها وبالتالي انغراس البويضة الملقحة في بطانة الرحم، وهناك خلايا في المبيض تدعي بالجسم الأصفر تعمل على إفراز هرمون البروجسترون في الأسابيع الأولى من الحمل وفي الأسبوع العاشر تقوم المشيمة بإنتاجه، وعندما تعاني المرأة من نقص في معدل هرمون البروجسترون يمكن العلاج بحبوب البروجسترون.
تحتاج المرأة لاستعمال حبوب تثبيت الحمل لمدة لا تقل عن عشرة أسابيع وقد تحتاج لأخذها حتى نهاية الأشهر الثلاثة الأولى لمساعدة بطانة الرحم على النمو أثناء الحمل، ويبدأ استعمال حبوب البروجسترون في بداية النصف الثاني من الدورة الشهرية عند رغبة المرأة بحدوث الحمل.
تثبيت الحمل بالإبر
عد تعرض المرأة لحالة أو أكثر من الإجهاض تستخدم إبر تثبيت الحمل ومنها إبر البروجسترون، وهذا الهرمون يلعب دورًا هامًا في حدوث الحمل كما يساعد على توسيع الأوعية الدموية من أجل تغذية الجنين، وبالرغم من استخدام هذه الإبر بشكل واسع إلا أنه لا يوجد أدلة علمية تثبت فاعليتها في تثبيت الحمل.
وهناك نوع آخر من إبر تثبيت الحمل وهي إبر هرمون HCG الذي يزيد من إنتاج البروجسترون أثناء الحمل ويساعد على انغراس البويضة الملقحة في جدار الرحم. [4] [5]
تثبيت الحمل الضعيف
لتثبيت الحمل الضعيف يمكن اتباع الإجراءات التالية:
- تكرار مراجعة الطبيب في مرحلة الحمل وقبل الولادة لمراقبة صحة الأم والجنين.
- تناول الطعام الصحي إذ تحتاج الحامل للمغذيات الأساسية والحديد والكالسيوم وحمض والفوليك.
- اكتساب الوزن بصورة تدريجية لأن ذلك يدعم صحة الجنين ومعدل زيادة الوزن الطبيعي من 11 كيلو غرام إلى 16 كيلو غرام.
- الابتعاد عن الكحول والتدخين والمخدرات.
- عدم تناول الأدوية دون وصفة طبية ويفضل استشارة الطبيب.
- الراحة في الفراش قدر الإمكان. [6]
تثبيت الحمل في الشهر الخامس
يمكن أن يضعف جسم الحامل في الشهر الخامس من الحمل ولضمان تثبيته يجب عليها القيام بما يلي:
- على الحامل القيام بالمشي عند الشعور بآلام الظهر الناتجة عن زيادة حجم البطن، ويجب عليها التوقف عندما تشعر بالدوار أو التعب.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة لمنع تورم القدمين وتفادي ظهور الدوالي.
- استخدام الوسائد الخاصة بالمرأة الحامل.
- الحفاظ على وضعية جلوس صحيحة للحد من الإصابة بآلام الظهر والرقبة.
- مراجعة الطبيب بصورة دورية. [7]
تثبيت الحمل في الشهر الثامن
في الشهر الثامن يكون الحمل على وشك الانتهاء ولا يوجد إجراءات أو أدوية تمنع المخاض حال حدوثه إلا مؤقتًا، وقد يصف الطبيب الأدوية التالية:
- الكورتيكوستيرويدات: تحفز الكورتيكوستيرويدات رئة الجنين على النضج ويوصي الطبيب بها إذا كانت الحامل أكثر عرضة للمخاض بين الأسبوع الثالث والعشرين والأسبوع الرابع والثلاثين، أما إذا كانت الحامل عرضة للمخاض بين الأسبوع الرابع والثلاثين والأسبوع السابع والثلاثين فإنه يوصي بالستيرويدات.
- كبريتات المغنيسيوم: يصف الطبيب كبريتات المغنيسيوم إذا كانت المرأة الحامل معرضة للمخاض بين الأسبوع الرابع والعشرين والأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل، إذ أنه يقلل من خطر الإصابة بنوع محدد من التلف الدماغي أو الشلل الدماغي عند الأطفال المولودين قبل الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل.
- مانعات تقلصات الرحم: هناك دواء يسمى مانع تقلص الرحم يعمل على إبطاء تقلصات الرحم بصورة مؤقتة، ويتم استخدامه لمدة 48 ساعة لتأجيل المخاض المبكر، ولن يوصي الطبيب بمانع تقلصات الرحم في حال إصابة الحامل بأمراض معينة مثل ارتفاع ضغط الدم نتيجة الحمل أو تسمم الحمل.
- القيام بزيارات أسبوعية لمزود الرعاية الصحية أو الطبيب لمراقبة مؤشرات المخاض المبكر وأعراضه. [8]
أسباب الإجهاض
تختلف العوامل المؤدية للإجهاض من امرأة لأخرى لكن من أبرز أسباب الإجهاض الشائعة نذكر ما يلي:
مشاكل في الكروموسومات أو الجينات
عدم نمو الجنين بالشكل الطبيعي يسبب الإجهاض في معظم الحالات، ومشاكل الكروموسومات تنجم عن أخطاء تحدث عندما ينقسم الجنين وينمو، ومشاكل الكروموسومات تؤدي إلى:
- البويضة التالفة: تتعرض البويضة للتلف عندما لا يتكون الجنين.
- وفاة الجنين داخل الرحم: في هذه الحالة يتشكل الجنين ثم يتوقف عن النمو ويموت قبل أن تظهر أعراض الإجهاض أو فقدان الحمل.
- الحمل العنقودي والحمل العنقودي الجزئي: في حالة الحمل العنقودي تأتي مجموعتي الكروموسومات من الأب، ويرتبط هذا الحمل بنمو المشيمة بشكل غير طبيعي ولا يوجد نمو للجنين عادة، أما الحمل العنقودي الجزئي تبقى كروموسومات الأم ويوفر الأب مجموعتين من الكورموسومات، ويرتبط هذا الحمل بحدوث خلل في المشيمة ويكون الجنين غير طبيعي، وفي كلتا الحالتين لا يستمر الحمل وفي بعض الأحيان تحدث تغيرات سرطانية في المشيمة.
الظروف الصحية للأم
إصابة الأم ببعض الحالات الصحية قد يؤدي إلى الإجهاض ومن الأمثلة عليها:
- الالتهابات.
- مرض السكري.
- مشاكل في الهرمونات.
- مرض الغدة الدرقية.
- حدوث مشاكل في عنق الرحم أو في الرحم. [9]
الوقاية من الإجهاض
اتباع نمط حياة صحي قبل الحمل وأثناء الحمل قد يساعد في الوقاية من الإجهاض، وفيما يلي بعضًا من هذه الطرق:
- التأكد من تناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا قبل الحمل بشهر أو شهرين إن مكن.
- الانتظام في أداء التمرين.
- تناول الوجبات المتوازنة والصحية.
- الحد عن التوتر.
- الحفاظ على وزن طبيعي للجسم.
- الابتعاد عن التدخين والتدخين السلبي.
- تجنب شرب الكحول.
- عدم تناول أكثر من كوب أو كوبين من المشروبات المحتوية على الكافيين.
- تجنب تناول الأدوية والعقاقير دون استشارة الطبيب.
- الابتعاد عن الإشعاع والسموم مثل الرصاص والزرنيخ والبنزين.
- تجنب الرياضة الخطرة التي تتطلب الاحتكاك الجسدي والتزلج.
- تجنب الأمراض المعدية.
- تجنب المخاطر البيئية مثل الأشعة السينية. [10]
تعرفنا على طرق تثبيت الحمل الطبيعية والطبية، ويجب على الحامل التأكد من سلامة حملها والحفاظ على صحة جنينها بتناول الأغذية الصحية الغنية بالعناصر الضرورية للأم والجنين، كما يجب أن تقوم بزيارة الطبيب بصورة منتظمة لإجراء الفحوصات اللازمة لضمان حملٍ سليم وتفادي حدوث المخاض المبكر.