تاج محل المكان الأمثل للحب الأسطوري في "عيد الحب"
مرّ ما يقرب من ثلاثة قرون ونصف القرن على بناء "تاج محل" في الهند الذي يزوره مالا يقل عن ثلاثة ملايين شخص سنويا"، وهو له قصة حب أسطورية خالدة عبر الزمن، إذ ضربت أروع الأمثلة للحب والإخلاص، وهنا بمناسبة "عيد الحب" المصادف 14 فبرير من كل عام، نفرد هذه القصة الغرامية لبناء "تاج محل":
هي قصة حياة امرأة عاشت قصة حب رومانسية، فتفتحت لها أبواب التاريخ الواسعة وأصبحت سيرتها على كل لسان وصار ضريحها إحدى عجائب الدنيا السبع، حيث تغنى بتاج محل العديد من الشعراء .
وتعود جذور قصة بناء تاج محل إلى زواج شاه جيهان ـ الذي كان يعرف وقتها باسم الأمير حزام وصار فيما بعد الأمبراطور المغولي الخامس، واسمه شهاب الدين، واسمها الحقيقي هو ارجمند نانو بيجام بنت آصف خان رئيس التشريفات في القصر الملكي التابع للملك جيهانكير سلطان المغول، ووالدها آصف خان كان شقيقاً لنور جيهان زوجة السلطان، وكان في تقليد المغول النساء المهمات في العائلة المالكة يمنحن اسماء اخرى عند الزواج وفي بعض الاحداث المهمة في حياتهن وبعد ذلك يشيع الاسم الجديد ويصير مستخدما من قبل الناس عامة.
وعلى الرغم من أن هذا الزواج كان الثاني لشاه إلا انه كان نابعا من قصة حب حقيقية وتجربة عاطفية سامية. وكانت "ممتاز" – الاسم الآخر لها - رفيقة دائمة لزوجها لا تتركه في كل رحلاته وسفرياته وجولاته وزياراته ومهماته العسكرية بل ومستشارته وصديقته.
وأنجبت "ممتاز" من شاه أربعة عشر ولدا وماتت على فراش الولادة في العام 1630 بعد ثلاث سنوات من خلعه من العرش عندما كانت ترافقه في حملة عسكرية وعندما عاد الى السلطة اعتزم شاه أن يخلد ذكرى زوجته وقرر بناء التاج.
وكان حب شاه لزوجته هو السبب في إبداع (تاج محل) وكان للظروف الحزينة التي أعقبت موت الأمبراطورة الأثر في إلهام الامبراطور لتشييد هذا القصر الكبير الذي أقامه في اجرا عاصمة حكم المغول.
وكان بناء تاج محل مشروط بتنفيذ أربعة أشياء طلبتها "ممتاز" من زوجها بعد موتها وتعكس جميعها مدى الحب وعمق الشعور التي كانت تكنه له، وتتمثل في: أن يبني تاج محل، أن يتزوج بعدها، أن يحسن معاملة أبنائه، أن يقوم بزيارة الضريح في الذكرى السنوية لوفاتها.
وعندما اعتقل لمدة ثماني سنوات - توفي في آخرها في القلعة الحمراء الكبيرة التي تقع قبالة تاج محل – كان الامبراطور ينظر يوميا الى هذا الصرح الخالد ولا يتحسر على زوال عرشه وخلعه من الحكم بقدر ما كان يبكي وفاة زوجته الغالية التي لم تستطع امرأة غيرها ان تمنحه الحب الذي منحته إياه ولم يستطع اي شيء في العالم أن يعوضه الحنان الذي افتقده بعد وفاتها وهي تضع له ابنه الرابع عشر.
شاهد أيضاً:
جزر المالديف الساحرة الوجهة المثالية لشهر العسل
بولونيا...حضارة وثقافة