تأثير العنف ضد المرأة على الصحة الإنجابية

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الخميس، 29 ديسمبر 2022
مقالات ذات صلة
آثار العنف ضد المرأة
عبارات عن العنف ضد المرأة
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

يعد التأثير السلبي على الصحة الإنجابية تجربة مؤذية سواء من الناحية الانفعالية أو البدنية، خاصة في حال كان ذلك التأثير عن طريق ممارسة العنف ضد المرأة، فقد تتباين ردود فعل الضحايا تجاه هذه التجربة، مما يتطلب علاجهن بطرق مختلفة، كي لا تساورهن أي حالة من الهواجس والمخاوف بشأن حالتهن الصحية، في هذا المقال، سنتعرف معاً على مفهوم الصحة الإنجابية وكيفية التأثير السلبي عليها، من خلال ممارسة العنف ضد المرأة مع ذكر جميع النتائج السلبية التي يخلفها.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

المقصود بالصحة الإنجابية

تعد الصحة الإنجابية حالة رفاه تامة من الراحة الجسمانية والعقلية والاجتماعية، وليست محددة بالخلو من مرض ما أو العجز عن الإنجاب، وإنما تشمل حصول الأفراد على حياة جنسية مُرضية ومناسبة وآمنة، مع توافر إمكانيات الإنجاب والحرية في اتخاذ القرارات الخاصة بالإنجاب. [1]  

وقد بيّن تقرير للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948، أن الصحة الإنجابية حق أساسي من حقوق المرأة، وعلى الجميع احترامه والسعي لتحقيقه. [1]

مظاهر العنف ضد المرأة

إن تعرض المرأة أو بتعبير أصح الأنثى للعنف المبني على التمييز بين الجنس البشري عبر دورة حياتها يأخذ أشكالاً ومظاهر متعددة، وقد ذُكرت بعض تلك المظاهر في وثيقة لمنظمة العنف القائم على الجندر (بالإنجليزية: Gender Violence Organization). [1]

يمكننا تبسيطها من خلال تقسيم دورة حياة المرأة إلى عدة فترات لذكر المظاهر الخاصة بكل مرحلة، وهي كما يأتي: [1]

1. فترة ما قبل الولادة

  • تفضيل الذكر على الأنثى، فغالباً ما تسمع المرأة الحامل عبارات مثل "نتمنى لك أن ترزقي بطفل" أو "هم البنات للممات" أو ما شابه.
  • إجهاض الجنين في حال التأكد من كونه أنثى، وخاصة في حال امتلكت العائلة بنتاً أو أكثر وحملت بطفل وتبيّن أنه بنت أيضاً، فتلجأ الأم لإجهاضها؛ وذلك لأنها تطلب طفلاً ذكراً.
  • إهمال الزيارات المتابعة للطبيب كون الجنين أنثى، فقد تنقطع المرأة الحامل عن زيارة الطبيب لفترات طويلة غير آبهة بصحتها وصحة الجنين كونه أنثى.

2. فترة الطفولة المبكرة

  • قتل المولودة (الوأد)، وغالباً لم نعد نرى هذه الظاهرة في عصرنا الحالي، بل إنها كانت منتشرة قديماً في فترة أقرب بفترة الجاهلية، وهو ما يُعرف بظاهرة وأد البنات.
  • سوء التغذية والإهمال، فتهمل العائلة الطفلة المولودة حديثاً، من حيث الانتباه لصحتها وللغذاء المناسب لعمرها، بالإضافة إلى تسليتها وتربيتها بشكل جيد.
  • توجيه العنف الجسدي والنفسي للطفلة، وعدم الصبر على تربيتها بروية؛ مما يدفع أحد أفراد العائلة أو بعضها إلى تعنيفها نفسياً أو جسدياً.

3. فترة الطفولة

  • الزواج المبكر، حيث تسود ظاهرة الزواج المبكر خوفاً من جلب الفتاة للعار على حسب رأيهم.
  • توجيه العنف الجسدي والنفسي للطفلة.
  • الاعتداءات الجنسية، والنظر للفتاة على أنها سلعة متداولة.
  • التمييز بين الذكور والإناث في المعاملة، فتتم معاملة الذكر بشكل جيد على عكس معاملة الفتاة، حيث يتم إهمالها ومنعها من الكثير من رغباتها.

4. فترة المراهقة

  • الحرمان من التعليم، نظراً لأنهم يرون الفتاة عاراً ومجرد كائن يجب أن يتفرغ للمنزل والتربية فقط.
  • التعرض للعنف من قبل أفراد الأسرة.
  • الزواج المبكر، فيتم تزويجها غصباً وفقاً لرغبتهم أو حتى إقناعها بأن الفتاة نهايتها لزوجها ومنزلها فقط.
  • الإجبار على الممارسة الجنسية تحت التهديد.

5. فترة الرشد

  • الإكراه على الممارسات الجنسية.
  • عدم احترام رغبة المرأة الخاصة في الإنجاب أو عدمه، فإن تم زواج المرأة قد يصر بعض من حولها على الإنجاب غير آبهين برغبتها بالتأجيل أو غيره.
  • الحرمان من الميراث.
  • التعرض للعنف المباشر والإساءات المستمرة، حيث تسود فكرة (سي السيد) وإجبار المرأة على إطاعة زوجها وعدم معارضته في أي قرار حتى وإن كان خاطئاً.
  • الاستغلال الاقتصادي لمورد المرأة، فإن كانت المرأة عاملة وتتقاضى مقابل عملها أجراً، قد يستولي الرجل أو أحد أفراد أسرتها كأخيها أو أبيها على الراتب لاعتقاده بأنه هو الأحق به.
  • الإهمال والإساءات النفسية.
  • التحرش الجنسي.
  • الحرمان من تقدم المرأة المهني أو الوظيفي والأكاديمي، وعدم الموافقة على ترفعها في العمل أو حصولها على منصب جيد في العمل.

6. فترة سن العطاء والتقدم في العمر

  • الإهمال ورفض الاهتمام وتقديم الرعاية للمرأة المسنة، وإرسالها إلى مؤسسات الرعاية الخاصة بالمسنين.
  • سوء التغذية، وعدم الاهتمام بالمرأة المسنة وتلبية طلباتها.
  • التحرش الجنسي.

نتائج العنف ضد المرأة على الصحة الإنجابية

بينت جامعة مينيسوتا (Minnesot) في سان بول في بحث لها عن العنف المبني على النوع الاجتماعي أن ذلك النوع من العنف يوّلد نتائج سيئة وسلبية، خاصة فيما يتعلق بالصحة الإنجابية، نلخصها لك فيما يأتي: [2]  

مرحلة ما قبل الولادة

  • اعتلالات جسدية مثل نقص الوزن، خاصة عند إهمال الجنين وصحته.
  • الولادة المبكرة، نظراً لإهمال الجنين.
  • الإصابات الجسدية.
  • الإجهاض.

مرحلة الطفولة

  • التشوهات في الأعضاء الجنسية.
  • التأثير السلبي في الوظائف الجنسية.
  • النزيف في الأعضاء الجنسية.
  • مشكلات في الحمل الناتج عن الزواج المبكر.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية، نظراً لاختلال الهرمونات.

مرحلة المراهقة

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • الحمل غير المرغوب به، خاصة بعد الاعتداءات الجنسية أو الممارسات الجنسية الإجبارية من قبل الزوج.
  • الحمل في القناة خارج الرحم.
  • الإجهاض غير المأمون.
  • آلام في عظام الحوض.

مرحلة الرشد

  • الإجهاض المستمر المقصود وغير المقصود.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • التعرض للأمراض المنقولة جنسياً.
  • آلام في عظام الحوض.
  • الحمل في القناة خارج الرحم.
  • التهابات مهبلية ورحمية.
  • مشكلات في المتعة الجنسية.

مرحلة سن العطاء والتقدم في العمر

  • هبوط الرحم واستئصاله.
  • الألياف الرحمية.

الآثار الصحية للعنف ضد المرأة على الصحة الإنجابية

أوضحت المجلة الدولية لأمراض النساء والتوليد (International Journal of Gynecology and Obstetrics) في مقال لها عام 2002 عن المؤتمر الدولي للعنف ضد المرأة، أن تعرض المرأة للعنف يؤثر على صحتها الإنجابية مُخلفاً نتائج صحية مزمنة لها، سواء كانت جسدية أو نفسية، ويمكننا أن نعددها لك فيما يأتي: [2]

الآثار الجسدية للعنف على الصحة الإنجابية

  • الصداع الدائم.
  • سوء التغذية.
  • الالتهابات المزمنة.
  • شكاوى مستمرة من الآلام والأمراض الجسدية.
  • الاعتماد على العقاقير والمهدئات والمسكنات بشكل دائم.

الآثار النفسية للعنف على الصحة الإنجابية

  • الانعزال الاجتماعي والوحدة، والرغبة في الابتعاد عن الناس.
  • الأفكار الانتحارية المستمرة، ومحاولة إيذاء الذات.
  • الخوف من الاقتراب للآخرين.
  • الاكتئاب، وسوء المزاج، وغرابة التصرفات.
  • القلق وقلة النوم.

هكذا، نجد أنه لا بد من معالجة الضحية المعرضة للعنف والمتأثرة سلبياً في صحتها الإنجابية معالجة نفسية وجسدية، ولا شك أن هناك أشخاصاً مختصين بهذا العلاج يمكنهم التدبير السريري لمعالجة ضحايا العنف، بالإضافة إلى أهمية زيادة التوعية في المجتمعات بخصوص هذا الشأن، نظراً لأن الوقاية خير من العلاج، فلنتحد معاً لإيقاف جميع مظاهر العنف ضد المرأة وحماية الأسرة والحفاظ على الصحة الإنجابية.

  1. أ ب ت ث "مقال العنف ضد النساء والفتيات" ، المنشور على موقع who.int
  2. أ ب "مقال آثار العنف على الصحة الإنجابية للمرأة" ، المنشور على موقع prb.org