بيعة العقبة الأولى
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
- مقالات ذات صلة
- بيعة العقبة الثانية
- العقبة
- العقب
تعد بيعة العقبة حدثاً تاريخياً إسلامياً، بايع فيه مجموعةٌ من الأنصار النبي محمد صلى الله عليه وسلم على نصرته، وسميت بذلك لأنها كانت عند منطقة العقبة بمنى.
بيعة العقبة الأولى
كان النبي عليه الصلاة والسلام يعرض نفسه والإسلام على العرب القادمين إلى مكة في المواسم، وخاصةً في موسم الحج، فلما كان ذلك العام الذي أتى به جماعةٌ من الخزرج من المدينة، جلس معهم النبيُّ وعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن، حيث إن الخزرج كانوا في المدينة جيراناً لقبائل اليهود، وكان يحدث أحياناً بينهم وبين اليهود بعض الصِّراعات، فكان اليهود يقولون للخزرج: أما والله لقد أَظَلَّ زمانُ نبيٍّ، وسيكونَ معنا، عندها سنقتلكم قتل عادٍ وإرَمٍ.
فلما سمع هؤلاء الخزرج قول النبي عليه الصلاة والسلام، قالوا لبعضهم البعض: إنه لهو النبي الذي يُهَدِّدنا به اليهود، فإن الفلاح في اتِّباعه حتى لا يسبقنا اليهود إليه، ثم قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام: إنَّا تركنا قومنا وبينهم العداوة كبيرةُ جداً، حيث إنَّنا سنعود إليهم، ونعرض عليهم ما قُلْتَه لنا، فإن أصلح الله فيما بينهم على يديك، واجتمعوا تحت رايتك، فإنك ستكون من أَعَزِّ الناس، ثم رجعوا إلى المدينة بعدما أن آمنوا وصَدَّقوا.
فلما جاء العام الذي يلي هذه الحادثة، قَدِمَ من مكة 12 رجلاً من الأنصار، وكان من بينهم عُبادةُ بن الصامت، وقد بايعوا النَّبي عليه الصلاة والسلام بيعة العَقَبَةَ الأولى، والتي كانت تُسمَّى ببيعة النِّساء، وقد سُمِّيت بذلك لأنَّهُ لم تُذْكَرُ بها الحرب، فكانت البيعة على أن لا يُشرِكوا بالله شيئاً، ولا يسرقوا، ولا يزنوا، وأن لا يقتلوا أبناءهم، ولا يأتوا ببهتانٍ يفترونه بين أيديهم ولا أرجلهم، وأن لا يعصوا في معروف، فمن وَفَّى منهم فإن أجره عند الله عظيم، ومن أتى بشيءٍ من هذه الأمور وعاقبه الله في الدنيا، فإذن هذه العقوبة كفارةٌ له، ومن لم يُعاقب في الدنيا وسَتَرَهُ الله، فإن أَمْرَهُ يرجع إلى الله تعالى، إن شاء غفر له، وإن شاء عَذَّبه، فأقَرُّوا ووافقوا ثم عادوا إلى المدينة، وقد أرسل النبيُّ عليه الصلاة والسلام معهم مُصعب بن عُميرٍ، وابن أُمِّ مكتومٍ؛ ليعلِّموهم أمور دينهم، ويتلون عليهم القرآن.