بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
- مقالات ذات صلة
- وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
- أجمل ما قيل في رسول الله صلى الله عليه وسلم
- قصة بدء الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسِ أولويّات قائد الدّولة نبينا محمد بعد الهجرة من مكّة المُكرّمة إلى المدينة المنورة. تابع المقال الآتي لتتعرف على قصة بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندما وصل النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة استقبله المسلمون أيَّما استقبالٍ وبفرحٍ عارمٍ قد ملأ قلوب الكبير والصغير، فدخل عليه الصلاة والسلام وقد كانت ناقته تسير بأمرٍ من الله إلى أن وصلت إلى مكانٍ معيَّنٍ ثم بَرَكَتْ، فقال النبي: هذا هو المكان الذي سننزل فيه وسيُبنى عليه المسجد، حيث إن هذا المكان كان أرضاً لغُلامَين يتيمين في حِجر أسعد بن زُرارةٍ، فطلب النبي أن يشتريها منهما، فرفضا أن يدفع النبي ثمنها وقالا: بل نهبها لك يا رسول الله، فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يأخذا ثمنها، وكان أقرب المنازل لهذه الأرض منزل أبو أيوبٍ الأنصاري، فكانت إقامة النبي عنده.
كانت في هذه الأرض قبورٌ للمشركين، ونخلٌ، وخَرِبٌ، فنُبِشَتِ القبور، وقُطِعت النخل، والخَرِبُ سُوِّيَت بالأرض، وبدأوا بالبناء من الحجارة والطوب وجذوع النخل، وكان الصحابة يعملون في البناء ويرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم يعمل معهم ويرتجزُ ويقول: اللَّهُمَّ لا خير إلا خير الآخرة، فانصر الأنصار والمهاجرة، وكان الصحابة يحملون لَبِنةً لبنة، وعمَّارُ بن ياسرٍ يحمل باللبنتين، فرآه النبي عليه الصلاة والسلام، فأخذ ينفض عنه الغبار ويقول: وَيْحَ عمَّار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، فكان عمار يقول: اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الفِتَن، وكان المسجد مبنياً بشكلٍ بسيطٍ من اللَّبِن، وسقفه من جريد النخل، وأعمدته وسواريه من جذوع النخل.
بعد الانتهاء من بناء المسجد، بُنِيت حُجُرات نسائه بشكلٍ ملاصق للمسجد، وكانت هذه الحُجُرات بناؤها بسيطٌ وصغيرةً، ومنخفضة السَّقف.
كما أنه كان في آخر المسجد مكانٌ يأوي إليه المساكين من فقراء المسلمين يُقال له الصُّفَّة، وكان هؤلاء المساكين يُسَمَّون بأهل الصُّفة، فكان النبيُّ عليه الصلاة والسلام يقول: من كان عنده طعام اثنين فليأخذ معه ثالثاً من أهل الصفة، ومن كان عنده طعام ثلاثة فليأخذ معه رابعاً وهكذا.
كما أن النبي آخى بين المهاجرين والأنصار، ليُؤنس من كان من المهاجرين بعيداً عن الأهل والوطن، ومن بين من آخى بينهم، عبد الرحمن بن عوفٍ وسعد بن الربيع.