بالصور: ملكة جمال بدينات العرب
صوّب الإعلامي مالك مكتبي حلقته الفائتة من برنامج "أحمر بالخط العريض" نحو كسر النمط السائد حول الرابط الوحيد للجمال بالجسم النحيف، إذ قد يتسم المرء بالمواصفات الجمالية حتى لو تخطى وزنه الأحمر بالخط العريض، فبدا استوديو البرنامج أشبه بمسرحٍ تبارت عليه سيداتٌ عربيات واللقب واحد: ملكة جمال بدينات العرب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حمل الحدث الجمالي الأخير هدفين ثمينين، أولهما بمثالة رسالة الى كلّ امرأة بدينة تفتقد الثقة بنفسها وتنغمس في هوس النحافة فتعيش حالة اكتئاب مزرية لتخطيها نحو تقبّل شكلها على ما هو عليه، خصوصاً أن الجمال لا يقتصر فقط على كمية الوزن. أما ثانيهما فيُبعد شبح الأمراض الناتجة من الحميات القاسية والتي تعتقد كثيراتٌ أنها مفتاح جمالي يقذف بهن الى العروش المحلية والعالمية... كل شيء بدا مختلفاً وخارجاً عن المألوف أمس الأول في حلقة مسجّلة من البرنامج الأسبوعي.
لقبٌ جديد يخترق سلسلة الألقاب الجمالية التي تشعّبت إلا أنها تبقى الأكثر جدلاً كونها تسلط الضوء على ثقة تمتلكها البدينات في حين تفتقدها نساء يعشن في دوامة هاجس زيادة وزنهن كيلوغرامًا من هنا ونصفاً من هناك.
شاهدوا أيضاً
متصالحات مع أنفسهنّ، بهذه العبارة يمكن أن نصف المشتركات العشر واللواتي لم يتردّدن في المثول أمام العالم العربي ليعترفن بثقتهنّ الكاملة وبتمتعهنّ بمواصفات أخرى قد تكون بديلاً فعالاً عن الجسم المثالي.
في نهاية الحلقة، توج البرنامج ايليانا نعمة التي تزن 110 كيلوغرامات ملكة جمال بدينات العرب 2013 في حلقة تحتضن مضموناً نموذجياً يعالج آفة اجتماعية بأسلوب عصريّ ومقنع، فازت من خلالها بجوائز تصل قيمتها الى 50 ألف دولار.
كشف البرنامج أن المشتركات يعشن حياة طبيعية يمارسن من خلالها نشاطات رياضية متعدّدة والأهمّ من كلّ ذلك أنهن لا يحرمن أنفسهنّ من الوجبات الغذائية. أما نسبة الثقة فتتفاوت بين مشتركة وأخرى، ففي حين تجرأت إحداهنّ على الظهور بالمايوه، اكتفت زميلاتها بالظهور بملابسهنّ.
في المقلب الآخر، بدت الثقافة شبه غائبة في المباراة، إذ تمّ التركيز فقط على موضوع البدانة وما تسبّبه من مشاكل نفسية، بحيث أنّ بعضهنّ استخدم مصطلحات لا تليق بمستوى ملكة جمال العرب.
ورغم ذلك، بدت الفكاهة والروح المرحة سيدة الموقف، بحيث حرصت بعضهنّ على إبراز الجانب الروحي في وقتٍ يغيب فيه الجانب الإغرائي.
أما ما أثار الغرابة فإنّ معظم المشتركات أكدن أنهنّ لا يمتنعن عن ارتداء ما يعجبهنّ غير آبهين بأهمية أن تتناسب مع قوامهنّ، وهذا خطأ كبير بحيث أنّ كلّ امرأة، مهما كان حجمها يجب أن ترتدي ما يتوافق معها وليس ما تطلبه الموضة.
بين مؤيّد ومعارض لفكرة اللقب الجديد، على اعتبار أن الجمال يتطلب مقاييس جمالية معترف بها عالمياً، وعلى رأسها جسم متناسق مع الطول، إلا أن حلقة "أحمر بالخط العريض" حملت راية جديدة تقف في مرصاد الأمراض التي تنتج من النحافة المفرطة، والتي تودي بحياة الكثيرات، إلاّ أن ذلك لا يبعدنا عن واقع أنّ البدانة تحتضن أمراضاً صحية خطيرة وتكون سبباً أساسياً لأمراض السكري، القلب والسرطان.
من جهة أخرى، وبغضّ النظر ما اذا كنّ يستعرضن ثقتهن بأنفسهن وببدانتهن أو يخفين ما يخالجهن حقيقةً، تبقى فكرة حلقة البرنامج الأخيرة الأفضل على الإطلاق إذ تطرح مشكلة إجتماعية حقيقية تمّ معالجتها بقالب ذكيّ ومفيد، علّ سيدات المجتمع العربي يستغلن تلك الخطوة ويعشن ارتياحاً عميقاً مع أنفسهنّ.
في النتيجة، انطلق قطار تشجيع النساء العربيات على خوض غمار ما ظنّن يومًا أنه محرمٌ عليهنّ... فمن قال إن الجمال حكرٌ على النحيفات؟ للتذكير فقط: معظم جميلات العرب كنا بدينات لا بل كانت البدانة معياراً للحكم على امرأةٍ جميلة.
اعجبك هذا المقال؟ للمزيد من مقالات ليالينا على بريدك اشترك بالنشرة الإلكترونية