انسى يا تاريخ ان تُسجل انني عربي
سجل اعتذاري لتاريخ يوثقه..... سجل وارسل الى الاقصى ما أنا ذاكرة....سجل وارسل على جناح الطير قلب يهوى ومعلق بحب موطأ الانبياء ومسراهم .. ومازال متعطشا بركوع بين رحاب قبته ومسجده ولايملك حيلة الا التهوين على النفس والروح بان غدا قريب.. واني انا قادمة....سجل يا تاريخ واحفر على جدران البيت المقدس عذر لا املك كلماته ولا صياغته وان صيغت فالضعف والاستكانة طابعها..
ولكني اقسم انني لوعد الامس محققة واني قادمة... اقسم أنني سآتي وابحث عن موطأ اقدام صلاح الدين واسير على خطاه ..
فانني تلك الحرة التي تهوى امجاد العز والفخر .. سأدخل قارئة لسورة "يس"ورأسي يناظر حبات التراب عند الباب المقدس المنتصر...
عند اسوارك ياقدس ساحقق حلمي ... وسأرنو انا بحلمي .. وسأسجد في المسجد المقدس وابكي بين احضانه ... فهو وعدٌ وعدته وسأصدقه بتوفيق من الله الاعلى ...
فهلا دنوت لي ياحبيبي يا مسرى الرسول الكريم ياصاحب المجد وبحت لي مافعلوه بك وباحبابك..هؤلاء المغتصبين عراة الكرامه ؟؟!!!.. وارمي بحملك علي ياحبيبي يا صاحب المجد وثالث الحرمين ...فإني والله أملك قلبا بت تعرفه من مناجاتي ...فأشكوا لك من أمة رضت بالهوان سبيلا...
واسمح لي ان أُلامِس كل احجارك عليّ أُخفف آلامها .. ولن يفوتني أن اقبل يدي كل أبٍ وأمٍ ترابط هناك رافضة لما حل بك.. فوالله انهم بصمودهم مرابطون لما بقي لنا من كرامة..
عذرا ايها الاقصى عذرا ياحبيبي فلا املك الا تسجيل موقف والسير في ركاب نشجب ونستنكر.....(كتبت بتاريخ 16/9/2015 على اثر ما سمي بالانتفاضة الثالثة) .
كلامات كُتبت بتاريخ موثِق، لإنتهاكات كانت ومازالت تستمر حتى اعتادت عليها أمة تطعن في القلب وتصمت وتستكين .. أمةٌ أصبح الوهن نصيبها الأكبر ..
ولم يذكرني بهذه الكلمات-(التي كُتبت على اطلال جرح ورثناه من ابائنا واجدادنا.. جرح لم يبرى ومازال ينزف من فلسطين الحبيبة التي ما برأت يوما من آلامها)- .. إلا جرحنا الموروث الذي نزف في وطأة أخرى اليوم فمن خناجر ثورات عربية طعنت في خاصرة كل عربي نزف اليوم حلب ومن طعنات ابناء جلدتهم وبنظرة وفكر قاصر أُدخِل أجنبي ليُحسن الطعن ويتفنن بالسفك والذبح ويتقنه لغايات مبطنة بمصالح شخصية وحرب على السلطة ..
فاستُبيح المكان والانسان وباتت رايت الشهباء حمراء تنزف من دماء ابنائها واطفالها الذين لم يجدوا يداً يشدون بها أزرهم إلا يد دُماهُم وألعابهم فصارت ملجئهم وأمانهم ولو كنت تراهم في عين الحقيقة والواقع عراة فرادى وايتام..فيشكون لتلك الدُمى جرح مستقبلهم وهوان حاضرهم على أمة واحده قرأوا عنها في كتبهم عنها فتشربوا مصطلح القومية ورددوه بلسان عربي جمعهم به كما هو تاريخ جُمع بالأمس ليروي حكايات الابطال في كراساتهم ليستيقظوا وبين ليلة وضحاها على يوم تهدر به اعمارهم وتتبعثرت به احلامهم لغد كانوا يستبشرون به بكل حرف عربي خطته كتبهم يتعلمونها كما علوم اخرى هي مفاتيح لتلك الاحلام .. فغابت الان تلك الضحكات التي كان يضج بها المكان كما خفت صدى صخب كانت تضج به مداخل مدراسهم وحاراتهم واستبدلت ضحكاتهم بصراخ وعويل على اب وام وعزيز ..
لك الله ياحلب ..وانسى يا تاريخ حين تُكتَب وتوثق ان تُسجل انني عربي.