اليوم الوطني وعيد الاستقلال في جزر القُمُر
اصطبغت بالطابع العربي، يجمعها الاستقلال المشترك وحب الانتماء والتأكيد على الوحدة رغم بقاء إحداها تحت سيطرة الفرنسيين، ويضمها اتحادٌ بحكم تقاربها جغرافياً وتشابهها سكانياً واجتماعياً، والأهم تزينها شواطئ جميلة تدفع الجميع لزيارتها، و لأننا في الكثير من الأحيان قد ننسى أن هناك بلد عربي ينتمي إلينا وننتمي إليه، سنقوم من خلال هذا المقال بالتعرف على جمهورية جزر القُمُر العربية إذ أنها مجموعة جزر تقع بالقرب من الساحل الإفريقي في المحيط الهندي، بين شمال مدغشقر وشمال شرق موزمبيق، تبلغ مساحتها 1,862 كيلو متر مربع، ويصل عدد سكانها تقريباً إلى 798,000 نسمة، عاصمتها موروني، ورغم قلة عدد سكانها إلا أنها تعد من أكثر الدولة كثافة سكانية.
العيد الوطني للاتحاد القمري
تحدد حكومة الاتحاد القمري 6 تموز يوماً للاحتفال بالعيد الوطني لإحياء ذكرى استقلالها عن الفرنسيين والذي كان في عام 1975، فتُقام الاحتفالات والخطب السياسية بالإضافة إلى خطاب رئاسي يخص هذا الاحتفال، ويتم عرض مقاطع موسيقية مختلفة تعبيراً عن الفرح والسرور بين الأهالي، إضافة إلى ابتهاجهم عبر قيامهم بالرقص والهتافات المختلفة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
النشيد الوطني لجزر القمر باللغة العربية
إن نشيد جزر القمر غير مكتوب باللغة العربية، بل مكتوب باللغة القمرية المحلية التي يتحدث بها غالبية الأهالي هناك، لهذا السبب سوف نُدرج ترجمة النشيد الوطني لجزر القمر من اللغة القمرية إلى اللغة العربية:
العلم يرفرف
ليعلن الاستقلال التام;
ترتقي الأمة,
بسبب إيماننا
في جزرنا القمرية.
دعنا نتحلى بالإخلاص
لحب جزرنا العظيمة.
نحن القمريون من دم ٍ واحد,
نحن القمريون من إيمانٍ واحد.
على هذه الجزر قد ولدنا,
هذه الجزر قد رعتنا
نرجوا من الله مساعدتنا دائماً;
لحب أرضنا الأم,
و لحب ديننا و العالم.
العلم يرفرف.
من السادس من يوليو
ترتقي الأمة;
جزرنا موحدة
ماوري و أنزون موهيلي و القمر,
دعنا نتحلى بالإخلاص
لحب جزرنا العظيمة
لا شك بأن معاني النشيد الوطني القمري يحمل في طياته الكثير من الحب ومن تأكيد الانتماء والوحدة بين الجزر وذكرى الاستقلال، ليبقى الحب والاستقلال المشترك رمزاً يجمع بين أهالي هذه الجزر.
العَلم الوطني لجزر القمر
تمّ اعتماد العلم الحالي لجزر القمر عام 2003، ويتألف من أربعة مستطيلات أفقية للتعبير عن الجزر الأربعة لها، وهي ذات أربعة ألوان وهي:
- اللون الأصفر لجزيرة موهيلي.
- اللون الأبيض لجزيرة مايوت.
- اللون الأحمر لجزيرة أنجوان.
- اللون الأزرق لجزيرة القمر الكبرى.
ويوجد مثلث أخضر اللون في الزاوية الداخلية للعَلم فيه شعار الهلال الإسلامي (حيث يتبع غالبية السكان في الجزر الدين الإسلامي)، بالإضافة إلى أربع نجوم للتعبير أيضاً عن وحدة الجزر الأربع.
مقتطفات حول جزر القُمُر
أرخبيل جزر القمر
يتكون أرخبيل جزر القمر (المقصود بكلمة أرخبيل مجموعة الجزر المتجاورة والمقاربة في البحر) من أربع جزر وهي:
- جزيرة تجاز يجيا (القمر الكبرى): وتعد أكبر الجزر، تقع فيها العاصمة موروني، يرتفع فيها بركان كارتالا حيث يعد أعلى نقطة في البلاد ويصل ارتفاعه إلى 7746 قدم، وقد انفجر هذا البركان اثنتي عشر مرة خلال القرنين الماضيين.
- جزيرة موالي (موهيلي): تعد أصغر جزيرة في الأرخبيل، فيها أودية خصبة وغابات كثيفة.
- جزيرة أنزواني (أنجوان): يرتفع في مركزها كتلة صخرية بركانية يصل ارتفاعها إلى 5200 قدم.
- جزيرة ماهوري (مايوت): وهي أقدم الجزر الأربع، ووضعها غير مستقر وتخضع لفرنسا حتى وقتنا الحاضر.
الاتحاد القمري
وهو الاسم الرسمي لـ جزر القمر، ثلاث لغات رئيسية وهي اللغة القُمرية (شيقمر)، واللغة العربية، واللغة الفرنسية، وتشهد الجزر نزوحاً مستمراً من العمال والمتعلمين إلى فرنسا، كما تشهد انخفاضاً ملحوظاً في الناتج الإجمالي المحلي، وتعتمد في اقتصادها على زراعة الكفاف وصيد الأسماك، بالإضافة إلى دخل ومردود السياحة إثر جذب السياح إلى شواطئها الجميلة.
سكان جزر القُمر
تتنوع الشعوب القاطنة في جزر القمر، حيث تتراوح بين المهاجرين الملايو - البولينيزية الذين جاؤوا إليها في القرنين الخامس والسادس الميلادي، والشعوب الإفريقية الأخرى الذين انحدروا إليها على فترات متقطعة، وقد جاءها العرب خلال القرن السابع وقاموا بصبغها بالطابع العربي بعد اندماجهم بالسكان الأصليين.
جزر القمر على خارطة العالم
لم تُرسم جزر القمر على أي خارطة جغرافية قبل عام 1527م، إلى أن أتى الأوروبي دييغو ريبيرو (Diego Rebero)، ورسمها في خريطته، وبسبب أهميتها على طريق التجارة بين السواحل الآسيوية وشرق إفريقيا اكتسبت جزر القمر أهمية كبيرة واستقطاباً كبيراً من قبل الفرنسيين والإنكليز عبر التاريخ وذلك قبل افتتاح قناة السويس، حيث أنها فقدت جزءاً كبيراً من أهميتها بعد افتتاح القناة لأنها قللت عبور التجار من جزر القمر عبر قناة موزمبيق.
ومنذ عام 1841 استولت فرنسا على جزيرة مايوت، ومن ثم استولت على باقي الجزر الثلاث في عام 1886 ووضعتهم تحت سيطرتها، ولم يكن هناك مقاومة من أهالي الجزر ضد الفرنسيين، حتى أُعلِنت الجزر مستعمرة فرنسية رسمياً عام 1912، وبقي الوضع على حاله إلى أن طالب بعض السكان هناك بالاستقلال عن الفرنسيين في عام 1973، ومنحت فرنسا حينها سكان الجزر حق الاختيار في الاستقلال، فنالت جزر تجازيجيا وأنجوان وموالي استقلالها في 6 تموز عام 1975 بناءً على رغبت سكانها.
أما جزيرة مايوت رفضت التصويت ضد الاحتلال وقامت بالتصويت ضد الاستقلال، وأرادت أن تبقى تحت حكم الفرنسيين، وبقيت مستعمرة فرنسية حتى الآن، أما الجزر الثلاث الأولى فقد شكلت بعد استقلالها اتحاداً سمي "الاتحاد القمري" وسمّي أحمد عبد الله رئيساً لجمهورية جزر القمر والذي أُطيح به في وقت لاحق.
وأخيراً، نكون قد تعرفنا على البلد الذي ينتمي إلى العرب رغم بعده خارج نطاق الحدود الإقليمية للوطن العربي، وقد وجدنا فيه الظروف واللغة والأحداث التاريخية نفسها التي مرّت على غالبية العرب عند تعرضهم للاستعمار ونيلهم فيما بعد لاستقلالهم، وإن القمريين أنفسهم ما زالوا مصرين حتى وقتنا الحاضر على وحدتهم وتكاتفهم ضد الاستعمار.