اليوم الوطني الإماراتي: الاحتفال بعام الخمسين من 1971 إلى 2021
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، تحتفل دولة الإمارات بعيدها الوطني وذكرى قيام الاتحاد عام 1971، وفي هذه المناسبة الوطنية تعطل الدوائر الحكومية والخاصة يومي 2 و 3 ديسمبر.
وقد تم اعتماد شعار "روح الاتحاد" ليكون الشعار الرسمي للاحتفالات في اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم تعميمه ليكون شعاراً رسمياً لكافة الفعاليات في كل إمارات الدولة. واستمد تصميم الشعار من رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما أن الصورة التاريخية للآباء المؤسسين عند إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويشهد اليوم الوطني الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة، من خلال عرض مسرحي عائم، يسلط الضوء على الروابط العميقة بين الناس والطبيعة والتكنولوجيا.
من موقعه المتميز هذا العام في سد حتا، ومن وسط جبال الحجر والطبيعة الخلابة، يستعرض الاحتفال تاريخ دولة الإمارات، وحاضرها من خلال سرد قصصي إبداعي، ويقدم لمحة فريدة عن المستقبل الواعد الذي ينتظر كل من يعتبر الإمارات وطنًا له.
عام الخمسين.. من 1971 إلى 2021:
حسب ما جاء على الموقع الرسمي للجنة الاحتفال باليوم الوطني الإماراتي، فيحتفل عام الخمسين بالذكرى الــ 50 على تأسيس الدولة في عام 1971. ويعدّ احتفاءً بالرّحلة الفريدة من الماضي إلى اليوم، وإلى التغييرات الواعدة التي تنتظرنا في الخمسين عامًا القادمة.
وقد أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” عام 2021 في دولة الإمارات العربية المتحدة “عام الخمسين” وذلك احتفاء بالذكرى الـ 50 لتأسيس الدولة في العام 1971.
وانطلق عام الخمسين رسمياً في 6 أبريل/نيسان عام 2021 ويستمر حتى 31 مارس/آذار عام 2022، تزامناً مع إكسبو 2020 دبي.
ويشكل عام الخمسين فرصة للتأمل في إنجازات الخمسين عاماً الماضية في الوقت الذي نستعد فيه للانطلاق بكل ثقة في رحلتنا المقبلة عبر الخمسين عاماً مقبلة.
وتشكّلت لجنة الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات في ديسمبر/كانون الأول 2019 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ويترأس اللّجنة سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجيّة والتعاون الدولي، وسموّ الشيخة مريم بنت محمد بن زايد نائب رئيس اللجنة. وبالإضافة إلى مهمتها في تحديد تفاصيل احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي، ووضع وتنفيذ خطة شاملة للاحتفال بعام الخمسين على المستويين الاتحادي والمحلّي.
تعمل اللّجنة على تنفيذ أجندة متنوعة تغطي أربع ركائز استراتيجية تشمل العديد من مبادرات التنمية الرامية إلى قيادة التغييرات عبر السياسات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية لأجيالٍ قادمة".
الحالمون الأوائل بدولة الإمارات:
لا يعد تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر عام 1971 مجرد ذكرى تاريخية هامة فحسب، بل إنها قصة ملهمة للعالم كله بما تحويه من دورس وعبر، عن قيمة وأهمية الاتحاد، عن الإيمان بالأهداف، عن العطاء، عن الإصرار والتحدي، عن الإخلاص والنجاح.
بل هي قصة 7 حكام جمعهم حلم الوحدة، والسعي لتطوير إماراتهم والنهوض بها وتعزيز استقلالها وتحقيق رفاهية شعوبهم، فاتفقوا على تأسيس كيان قوي، يجمعهم في دولة واحدة، تحت علم واحد.
ومهدت نوايا القائد المخلصة لتحقيق الحلم حتى أصبح واقعا، وكللت مساعيهم بالنجاح بإعلان الاتحاد بينهم في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، معلنين للعالم قيام وتأسيس أول دولة اتحادية في العالم العربي.
وشكل الاتحاد انطلاقة النهضة الحقيقية لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة لجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات، ويكمل تلك المسيرة حاليا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات.
قبل خمسين عامًا.. كانت اتفاقية الاتحاد:
بدأت فكرة الاتحاد، عقب تولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمه الله-، سدّة الحكم في السادس من آب/ أغسطس عام 1966م حاكماً لإمارة أبو ظبي، حيث أكد فور توليه الحكم على أهمية الاتحاد.
وتبلورت فكرة الاتحاد بشكل أكبر، بعد إعلان البريطانيين عام 1968 عن نيتهم بالانسحاب من منطقة الإمارات المتصالحة، وفق التسمية المتعارف عليها آنذاك.
وفي 18 من فبراير/ شباط 1968، اجتمع الشيخ زايد والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي "رحمهما الله" في منطقة "السديرة"، واتفقا في ذلك اللقاء التاريخي على دمج إمارتَيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة.
وأعلنا عن إبقاء الباب مفتوحاً لجميع الإمارات الأخرى للانضمام إلى الاتحاد، وعُرفت تلك الاتفاقية المهمة بـ"اتفاقية الاتحاد"، وكانت بمثابة الخطوة الأولى نحو تشكيل الاتحاد.
زيادةً في تعزيز الاتحاد؛ ولاهتمام الشيخ زايد والشيخ راشد بتقويته، قاما بدعوة حكّام الإمارات الخمس المتصالحة الأخرى، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.
وفي الفترة من 25 إلى 27 فبراير 1968م، عقد حكّام الإمارات مؤتمراً دستورياً في دبي.
ووقع المجتمعون اتفاقية مكوّنة من 11 نقطةً، والتي أصبحت قاعدةً للجهود المكثّفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي لـ"اتحاد الإمارات العربية".
وفي 6 يوليو/ تموز 1968، ترأس المغفور له الشيخ زايد الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى لاتحاد إمارات الخليج العربي التي عقدت في أبوظبي لمناقشة قيام الاتحاد.
تمّ في تلك الفترة عقد اجتماعات عدّة على مستويات مختلفة من السلطة، للمضي قدما في تأسيس الاتحاد، تخللها عدة عراقيل وتحديات، وبإصرار المؤسس وقوة إرادته وبجهود وإخلاص إخوانه من حكام الإمارات كان يتم تجاوز تلك التحديات والعراقيل.
وفي 18 يوليو/ تموز 1971م، قرّر حكّام 6 إمارات، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة.
يوم تاريخي في دولة الإمارات:
أقر دستور الإمارات الاتحادي مساء الأول من ديسمبر/كانون الأول 1971 وفي اليوم التالي أشرقت شمس الدولة الاتحادية بالإعلان الرسمي.
في الثاني من ديسمبر عام 1971م، أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بعد اجتماع تاريخي جمع حكام الإمارات في قصر الضيافة بدبي.
ورفع في هذا اليوم التاريخي علم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى على سارية قصر الاتحاد بمنطقة الجميرا في دبي، ليعلن للعالم أجمع رسميا قيام الدولة الاتحادية التي جاءت ثمرة مبادرات امتدت على مدى أربع سنوات مضت قادها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.
وصدر عن هذا الاجتماع البيان التاريخي الذي جاء فيه: "يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءا من الوطن العربي الكبير."
وانتخب حاكم أبو ظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من قبل الحكام ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم انتخاب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس.
وفي 10 فبراير/ شباط 1972 انضمت رأس الخيمة للاتحاد، وبذلك اكتمل كيان الاتحاد، والذي أصبح يعرف رسميا بدولة الإمارات العربية المتحدة.
عقب الإعلان عن تأسيسها، انضمت دولة الإمارات في اليوم نفسه إلى عضوية الجامعة العربية في 2 ديسمبر 1971، وأصبحت بذلك العضو الثامن عشر بالجامعة.
وبعدها بأسبوع، وتحديدا في 9 ديسمبر 1971، وافق مجلس الأمن الدولي على انضمامها إلى عضوية الأمم المتحدة.
ثم حصلت على عضوية منظمة التعاون الإسلامي عام 1972، وساهمت بإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، والذي يضم كلا من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان وقطر.
ويحتفل الإماراتيون باليوم الوطني وهم يستذكرون هذا التاريخ العريق، وقلوبهم تفيض بمشاعر الولاء والوفاء والامتنان والتقدير، للآباء المؤسسين الذين أرسوا قواعد قوية لدولة أبهرت العالم، بتاريخها الخالد وحاضرها المشرق ومستقبلها الواعد في ظل إنجازات غير مسبوقة تشهدها بلادهم في مختلف المجالات.
احتفالات اليوم الوطني الإماراتي:
يتم إقامة الاحتفالات الكبرى في كافة أنحاء البلاد للاحتفال باليوم الوطني في الإمارات. الأنشطة الأكثر شيوعًا هي الألعاب النارية، وتجمعات السيارات، كذلك عروض الرقص.
- عادة ما يحتفل الشعب بارتداء ألوان العلم الإماراتي، كما يزينون منازلهم وأماكن عملهم، وسياراتهم، وشوارعهم، للاحتفال باليوم. بالإضافة إلى ذلك فإنهم يقومون بتزيين أشجار النخيل بأضواء ألوان العلم، كذلك الفنادق، ومراكز التسوق، والمواقع العامة الأخرى.
- الحدث الأكثر إثارة هو إضاءة وسط مدينة دبي بالألعاب النارية، بالإضافة إلى ذلك يعرض برج خليفة علم الإمارات.
- ينظم بعض سكان الإمارات التحديات الرياضية للاحتفال باليوم باعتباره عطلة رسمية.
- في كل إمارة يكون الكورنيش المحلي مكان المهرجانات التي تمتد على طول الواجهة البحرية. حيث تجذب العوامات الملونة صور وتماثيل الشيخ زايد.
- في كثير من الأحيان تتحول الشواطئ إلى مكان عرض للمنحوتات الرملية في الهواء الطلق.
- بالإضافة إلى ذلك يستقبل الروعة المسرحية في أبو ظبي “استاد مدينة زايد الرياضية” الاحتفال الرسمي باليوم الوطني الإماراتي سنويًا. يتضمن الاحتفال عرض قوي مكتمل بعروض الأكروبات، والعروض المثيرة، كذلك الخطب الملهمة؛ كلها مشبعة بشعور الفخر الوطني.
- كما يخرج السكان المحليون في الشوارع ليشاهدوا سماء المدن في كافة أنحاء الإمارات تضاء بالألعاب النارية في اختتام الاحتفالات.
- يحتفل جوجل سنويًا باليوم الوطني الإماراتي كذلك.