اليوم العالمي للإذاعة (World Radio Day)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الثلاثاء، 13 فبراير 2024
مقالات ذات صلة
رانيا يونس أول إعلامية عربية تشارك في مهرجان الإذاعة العالمي
اليوم العالمي للقهوة International Coffee Day
Radio Man: بحث في حياة أشهر مشردي نيويورك

سعت الهيئة العامة للأمم المتحدة منذ تأسيسها في عام 1945 لأن تواكب توجهات الشعوب حول العالم باعتبارها منظمة عالمية، فشكلت وكالات متخصصة للاهتمام بالقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة، ومن بين هذه الوكالات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، التي سعت بدورها ونظراً لأهمية الإذاعة في حياة الشعوب لتكريس يوم محدد للاحتفال بالإذاعة على مستوى العالم، وهو ما تحقق لاحقاً.. فما هو هذا اليوم؟ وكيف تم تحديده وبماذا يرتبط؟ ما هو راديو الأمم المتحدة؟ وما هدفه؟ كيف نشأت الإذاعة وكيف تطورت؟ كل ذلك سنجيب عنه في هذه المقالة.

احتفالات الأمم المتحدة باليوم العالمي للإذاعة

يحتفل العالم باليوم العالمي للإذاعة في الثالث عشر من شهر شباط/فبراير كل عام، حيث تختار منظمة اليونسكو عنواناً لكل عام تركز عليه في هذا اليوم، ففي عام 2014 كان موضوع اليوم العالمي للإذاعة هو المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وهدفت المنظمة من هذا العنوان إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • توعية كل من (أصحاب المحطات الإذاعية، المديرين التنفيذيين، الصحفيين، الحكومات) بأهمية وضع سياسات واستراتيجيات لمكافحة التمييز بنوع الجنس.
  • القضاء على الصور النمطية وتعزيز صورة متعددة الأبعاد في الإذاعة، فعلى سبيل المثال: القضاء على الصورة النمطية في موضوع الجندر التي تقول: "إن النساء لمنزل أزواجهن بالتالي يجب ألا يتعلمن أو يعملن، والرجال للعمل لذلك يتعلمون ويعملون، كي تحل محلها حق التعليم والعمل لكلا الجنسين".
  • بناء المهارات الإذاعية لإنتاج إذاعة للشباب، والتركيز على الفتيات كمنتِجات، ضيوف، صحفيات.
  • تشجيع الإعلاميات والصحفيات على العمل في الإذاعات.

أما في عام 2015، فكان عنوان الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة الشباب، لتحقيق الأهداف التالية:

  • زيادة مشاركة الشباب في العمل الإذاعي.
  • تسليط الضوء على مساهمة الشباب في عمل الإذاعة.
  • تحذير الشباب من مغبة اختراق حساباتهم الشخصية وجميع المجالات التي تشكل تهديداً لحياتهم، مثل: المخدرات، الكوارث سواء الطبيعية زلازل، براكين، أو بشرية كالحروب.

وفي عام 2016 كان عنوان الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة هو (الإذاعة في أوقات الطوارئ والكوارث)، بهدف تسليط الضوء على إمكانية الإذاعات في تغطية هذه الكوارث، ونقل المعلومات والبيانات لباقي المناطق في البلد نفسه أو في العالم.

أما في عام 2017 فعنوان الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة هو "دور الإذاعة في حياتنا"، حيث لا يزال الراديو الوسيلة الأكثر ديناميكية رغم تطور مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، حيث تستفيد الإذاعة من كل هذه التطورات التكنولوجية في تفعيل ردّ الفعل والمشاركة من قبل المستمعين على المواضيع التي تطرحها الإذاعة في مختلف مناحي حياتنا.

 

الأمم المتحدة تخصص يوماً للإذاعة

بدأت منظمة اليونسكو إجراء مشاورات بناءً على طلب من إسبانيا حول فكرة تحديد يوم عالمي للإذاعة، وذلك في شهر حزيران/يونيو عام 2011، شملت المشاورات جمعيات البث العامة والخاصة، وكالات الأمم المتحدة، المنظمات غير الحكومية، الجامعات، المؤسسات والوكالات الإنمائية الثنائية، حيث أيد الفكرة 91% من هذه المؤسسات والهيئات، ومن هذه الهيئات:

(الأكاديمية الملكية الإسبانية، اتحاد إذاعات الدول العربية (ASBU)، اتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادئ (ABU)، الاتحاد الأفريقي للبث الإذاعي (AUB)، شبكة المنظمات غير الحكومية للإذاعة والاتصالات (BNNRC)، الاتحاد الكاريبي للإذاعة (CBU)، اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU)، الرابطة الدولية للإذاعات (IAB)، جمعية المذيعين في أمريكا الشمالية، بي بي سي (BBC)، راديو الفاتيكان)، ونظراً لأن تاريخ إنشاء إذاعة الأمم المتحدة يصادف في الثالث عشر من شهر شباط/فبراير؛ اقترحت اليونسكو أن يُعتمد هذا التاريخ كيوم عالمي للإذاعة، الأمر الذي استجابت له الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والستين والتي انعقدت في الرابع عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 2013.

أهداف اليوم العالمي للإذاعة

حددت منظمة اليونسكو الهدف من اليوم العالمي للإذاعة بالتالي:

  • زيادة الوعي بين الجمهور ووسائل الإعلام الجماهيري بأهمية الإذاعة.
  • تشجيع صناع القرار لإنشاء وتوفير إمكانية الوصول إلى المعلومات من خلال الراديو.
  • تعزيز التواصل والتعاون الدولي بين المذيعين حول العالم.
 

أهمية الإذاعة عالمياً

تعد الإذاعة مهمة جداً حيث حددت اليونيسكو أهميتها بالنقاط التالية:

  • وسيلة قوية، منخفضة التكلفة، للتواصل بين المجتمعات بما فيها المناطق النائية (البعيدة في الجبال)، وكافة فئات المجتمع (الأميين، المعوقين، الكبار، الصغار، المثقفين، الرجال، النساء، الفقراء، الأغنياء).
  • تمثل الإذاعة منبراً للنقاش العام حول مختلف المواضيع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، كما أن للإذاعة دور قوي ومحدد في الاتصالات في حالات الطوارئ والإغاثة في حالات الكوارث.

اللجنة الدولية للإذاعة

تأسست اللجنة الدولية للإذاعة في عام 2012، حيث تتألف من المنظمات ذات الصلة بالإذاعة التالية: الاتحاد الدولي للاتصالات، أكاديمية الإذاعة الإسبانية، رابطة الإذاعة الدولية، اتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادئ، اتحاد إذاعات الدول العربية، اتحاد الإذاعات الأوروبية، جمعية الإذاعات الأوروبية، رابطة إذاعات الراديو العالمية معهد آسيا المحيط الهادئ لتطوير البث الإذاعي، شبكة المنظمات غير الحكومية للإذاعة والاتصالات، اتحاد الإذاعة والتلفزيون الدولي، الجامعة الأميركية في بيروت، الاتحاد الإفريقي للبث الإذاعي)، الذي وجه دعوة إلى المحطات الإذاعية في جميع أنحاء العالم لتعزيز التواصل مع اللجنة الدولية للإذاعة كل عام قبل الاحتفال بيوم الراديو العالمي؛ من خلال الاقتراح على المستمعين بتسجيل رسائل صوتية حول هذا اليوم وطرق تعزيز التواصل سواءً بين الإذاعات في أنحاء العالم واللجنة الدولية للإذاعة، أو بين الناس والإذاعة، حيث يتم إيداع رسائل المستمعين وبأي لغةٍ كانت، ليتم تحميلها وبثها طوال يوم الاحتفال في الثالث عشر من شهر شباط/فبراير.

تأسيس إذاعة الأمم المتحدة

تأسست إذاعة الأمم المتحدة في عام 1946، حيث بدأت عملها ببث نشرات الأخبار والبرامج عبر الموجة القصيرة (AM)، ونظراً لافتقار الإذاعة إلى الإمكانات الكافية للوصول إلى كل المناطق في العالم، فقد اتفقت مع هيئات الإذاعات الرائدة على نقل برامج إذاعة الأمم المتحدة إلى مختلف المناطق في العالم، ومن بين هذه الإذاعات: إذاعة صوت أمريكا (VOA)، هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، حيث كانت برامج إذاعة الأمم المتحدة تبث بخمس لغات، هي: (الإنجليزية، الفرنسية، الصينية، الروسية، الإسبانية) لمدة تتراوح بين تسع ساعات إلى اثنتي عشرة ساعة في اليوم.

أهداف إذاعة الأمم المتحدة

تأسست إذاعة الأمم المتحدة بهدف تعزيز المثل العالمية للأمم المتحدة، مثل: (السلام، احترام حقوق الإنسان، المساواة بين الجنسين، التسامح، التنمية الاقتصادية والاجتماعية، احترام القانون الدولي).

تطور بث إذاعة الأمم المتحدة

واصلت إذاعة الأمم المتحدة بث برامجها في العقود الثلاثة التالية (الخمسينات، الستينات، السبعينات)، حيث زاد عدد اللغات التي تبث بها الإذاعة من خمس إلى ثلاث وثلاثين؛ الأمر الذي مكنها من الانتشار أكثر بين دول العالم، ونذكر أنه تمت إضافة اللغة العربية كلغة سادسة من اللغات التي اعتمدتها الإذاعة لبث برامجها في العام 1974.

استمرت إذاعة الأمم المتحدة في التطور خلال الثمانينات من القرن الماضي، حيث وصل عدد ساعات بثها في عام 1984 إلى ألفي ساعة سنوياً، وبقيت حتى عام 1985 تعتمد في بثها على منبر وبث إذاعة صوت أمريكا، إلى أن توقف هذا التعاون في عام 1985، وذلك بسبب قيام إذاعة صوت أمريكا بزيادة الرسوم على إذاعة الأمم المتحدة، فلجأت هذه الإذاعة إلى تسجيل برامجها قبل عرضها عوضاً عن البث المباشر عبر إذاعة صوت أمريكا.

موضوعات ناقشتها برامج إذاعة الأمم المتحدة

من بين الموضوعات التي ناقشتها إذاعة الأمم المتحدة في برامجها (المياه، الأمراض العقلية، حياة السيدات المصابات بسرطان الثدي، قضايا تتعلق بالتنمية والسكان)، وفي عام 1997 تناولت مواضيعاً تتعلق بـ: (الإتجار الجنسي بالأطفال، قصة حرب البوسنة والهرسك وما تعرضت له النساء من ويلات في هذه الحرب ولاسيما الاغتصاب)، حيث طرحت هذه المواضيع للنقاش عبر البث الإذاعي الذي وصل إلى كل أنحاء العالم؛ الأمر الذي أفسح المجال لجميع الصحفيين حول العالم لطرح أسئلتهم على ضيوف الإذاعة ولاسيما المسؤولين الأمميين منهم.

إذاعة الأمم المتحدة والقارة الأفريقية

بدأت إذاعة الأمم المتحدة بثها على الموجات القصيرة في أفريقيا في الرابع من شهر أيلول/سبتمبر عام 2000، وفي الرابع والعشرين من شهر حزيران/يونيو عام 2004 أطلقت إذاعة الأمم المتحدة برنامج (الأمم المتحدة وأفريقيا) وهو برنامج أسبوعي مخصص لأفريقيا ومناقشة المواضيع التي تتعلق بهذه القارة، حيث تم استضافة الأمين العام للأمم المتحدة في الحلقة الأولى من هذا البرنامج، ومن بين الموضوعات التي ناقشها هذا البرنامج الأزمة الإنسانية في دارفور، التحديات التي تواجه قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أفريقيا، وفي ذات العام بدأت الإذاعة تعتمد في بثها على شبكة الإنترنت باعتبارها سريعة الفعالية، حيث بدأت ببث نشرات لأخبار ولملخصات عبر رابطها على الإنترنت.

إذاعة الأمم المتحدة تبث برامجها في الولايات المتحدة الأمريكية

أطلقت إذاعة الأمم المتحدة في الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2005، إذاعة الأمم المتحدة نيوز التي تبث في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف مساعدة المذيعين الأمريكيين في الوصول السريع والسهل للأخبار التي تهم جميع الأمريكيين.

من هو مخترع الإذاعة؟

وضع عالم الفيزياء البريطاني جيمس كلارك ماكسويل نظريته في الموجات الكهرومغناطيسية في عام 1865، والتي تقول إن الموجات الكهرومغناطيسية (هي موجات تضم حقلين الأول كهربائي والآخر مغناطيسي، شدتهما متساوية، يتذبذبان بشكل متعامد بالتالي ينتشر الإشعاع الكهرومغناطيسي في الفراغ بسرعة الضوء) تنتشر في المساحات الحرة كالجو، الماء.

ثم أثبت الفيزيائي الألماني هاينريش رودولف هرتز صحة هذه النظرية من خلال التجارب التي قام بها بين عامي 1886- 1888، حيث قام هرتز بموجهات كهرومغناطيسية عبر الهواء وهو ما عرف لاحقاً باسم موجات الراديو أو (هرتز) نسبة لهذا العالم، وفي عام 1894 اخترع العالم البريطاني ماركوني أول نظام لاسلكي على أساس الموجات الكهرومغناطيسية (الهرتزية) وحصل على براءة اختراع من الحكومة البريطانية في عام 1896، وفي الثامن من شهر آذار/مارس عام 1916 ظهرت أول إذاعة في التاريخ في أمريكا وهي إذاعة صوت أمريكا، حيث استمر بثها لمدة ثلاث ساعات، وفي عام 1937 صدرت أول محطة إذاعية تجريبية على موجة FM هي إذاعة W1XOJ الأمريكية.

أمواج الإذاعة

تبث جميع الإذاعات في العالم عبر أثير ترددات صوتية تنتمي لأحد نوعين من الترددات (يقصد بالتردد هو الطيف المغناطيسي الذي ينتشر في الفضاء بسرعة الضوء التي تبلغ 300 ألف كيلو متر في الثانية)، هي:

  • تردد amplitude modulation، المعروف باسم (AM) أمواجه قصيرة تتراوح بين 5.9 MHz و 26.1 MHz، استخدم للمرة الأولى في عام 1920.
  • تردد frequency modulated، المعروف باسم (FM) أمواجه طويلة تتراوح بين 88 MHz و 108 MHz، اخترعه أديسون أرمسترونج في عام 1939.

في الختام.. شكلت الإذاعة أحد المنابر الإعلامية المهمة، سيما أنها وسيلة إعلامية مسموعة يمكن أن تصل بصوتها إلى كل المناطق القريبة والبعيدة، ومع التطور التكنولوجي وظهور الإنترنت بات للإذاعات مواقع متخصصة بهم على شبكة الإنترنت؛ الأمر الذي سمح للشرائح الأكبر من العالم الوصول إلى أي إذاعة يريدها مهما كانت جنسيتها سيما وأن موجات AM و FM لا تسمح بالاستماع لإذاعات بعيدة جداً جغرافياً عن المكان الذي نعيش فيه، ربما هذا ما دفع النرويج لتكون أول بلد يلغي البث عبر موجات FM ويستبدله بالبث الرقمي أي عبر شبكة الإنترنت، وقد اتخذت النرويج هذا القرار في السادس من شهر كانون الثاني/يناير عام 2017، ومن المتوقع أن تحذو دول أوروبية أخرى حذوها، مثل بريطانيا.