اليوم الدولي لموسيقى الجاز (International Jazz Day)
تعد موسيقى الجاز من أشهر أنواع الموسيقى العالمية، لها عشاق وملحنين من كل الجنسيات حول العالم، وهي على الرغم من قدمها إلا أن هذه الموسيقى ما تزال تحظى بحب وبمتابعة واستماع شريحة كبيرة من المواطنين عبر العالم.
وهو ما دفع بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، ومن بعدها منظمة الأمم المتحدة لتحديد يوم دولي للاحتفال بهذا النوع من الموسيقى نظراً للمساهمة التاريخية والثقافية والتعليمية لموسيقى الجاز في تعزيز قيم التسامح والسلام... فما هو اليوم الدولي لموسيقى الجاز؟ وكيف يتم الاحتفال به؟ ما المقصود بموسيقى الجاز؟ ومتى ظهرت للمرة الأولى في التاريخ؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تحديد اليوم الدولي لموسيقى الجاز
جاءت مبادرة إنشاء يوم عالمي لموسيقى الجاز من عازف البيانو الأمريكي، والملحن وسفير اليونسكو للنوايا الحسنة للحوار بين الثقافات (هيربي هانكوك)، وكان الغرض من هذه المبادرة هو تركيز الاهتمام العالمي على الدور الذي لعبه الجاز في كسر الحواجز العنصرية والتمييز ضد الجنس في جميع أنحاء العالم؛ وفي تعزيز التعاون والتفاهم المتبادل، والاتصالات والسلام والحرية.
فحددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011، يوم الثلاثين من شهر نيسان/ أبريل يوماً دولياً للجاز، من أجل إبراز موسيقى الجاز ودورها الدبلوماسي في توحيد الناس في جميع أنحاء العالم.
ويترأس يوم الجاز الدولي وتقوده حتى الآن إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، وعازف البيانو الأسطوري وموسيقي الجاز هيربي هانكوك، الذي يعمل سفيراً لليونسكو للنوايا الحسنة والحوار بين الثقافات ورئيس معهد الراهب ثيلونيوس للجاز (هذا المعهد هو منظمة غير ربحية رائدة مسؤولة عن التخطيط والترويج وإنتاج هذا الاحتفال السنوي).
وتم تحديد يوم الجاز الدولي كتتويج لشهر كامل من الاحتفال بالجاز، الذي يوجه انتباه الجمهور إلى موسيقى الجاز وتراثها غير العادي في كل شهر نيسان/ أبريل، ففي شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2012 رحبت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً بقرار المؤتمر العام لليونسكو إعلان يوم الثلاثين من شهر نيسان/ أبريل يوماً دولياً للجاز، وتعترف الأمم المتحدة واليونسكو الآن باليوم الدولي للجاز في تقويمها الرسمي.
الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز
إذاً اليوم الدولي لموسيقى الجاز في الثلاثين من شهر نيسان/ أبريل كل عام، يوم للاحتفال وليس عطلة رسمية، حيث يقوم فنانو هذا النوع من الموسيقى بإحياء الحفلات الموسيقية من خلال موسيقى الجاز لجذب الجماهير التي تحب هذا النوع من الموسيقى، كما تختار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) المسؤولة عن تنظيم هذا الاحتفال؛ عاصمة عالمية للجاز تقام فيها الاحتفالات باليوم العالمي للجاز بشكل رئيسي، إضافةً لذلك تُقام عروض الأفلام، والمؤتمرات.
الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز في عام 2016
احتضنت العاصمة واشنطن فعاليّات اليوم العالمي للجاز لعام 2016، حيث أقيمت مجموعة متنوّعة من العروض، كما أقيمت برامج لتعليم هذا النوع من الموسيقى في المدارس والمكتبات والمستشفيات والمراكز الاجتماعيّة والمعارض الفنيّة.
الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز في عام 2017
تم الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز في عام 2017 في العاصمة الكوبية هافانا، حيث قدمت المدينة بوصفها المدينة العالمية المضيفة لليوم العالمي للجاز 2017، مجموعة واسعة من الحفلات الموسيقية والبرامج التعليمية بالشراكة مع وزارة الثقافة الكوبية والمعهد الكوبي للموسيقى واللجنة الوطنية الكوبية لليونسكو.
وكجزء من الاحتفال الدولي الموسع لموسيقى الجاز، بين الرابع والعشرين والثلاثين من شهر نيسان/ أبريل شارك عدد من الموسيقيين المشهورين والمعلمين من كوبا وحول العالم في عروض الجاز الحرة، ورش العمل الارتجالية، ومبادرات التوعية المجتمعية، كما أقيمت البرامج في المدارس، أماكن الفنون، المراكز المجتمعية، نوادي موسيقى الجاز والحدائق في جميع أنحاء مدينة هافانا وفي جميع أنحاء كوبا، بالإضافة إلى ذلك، تم توفير برامج الجاز وبرامج التعليم لعشرات الآلاف من الطلاب في أكثر من إحدى عشر ألف مدرسة في جميع أنحاء كوبا.
كذلك تُوج هذا اليوم بحفل عالمي من جميع النجوم في غران تيترو دي لا هابانا أليسيا ألونسو (وهو مبنى اجتماعي للمهاجرين يقع في العاصمة الكوبية هافانا) تحت رعاية وزارة الثقافة الكوبية والمعهد الكوبي للموسيقى واللجنة الوطنية الكوبية لليونسكو، وينقل الحفل على الهواء مباشرة من قبل اليونسكو، وسيضم مجموعة رائعة من الفنانين من جميع أنحاء العالم، ليقدموا تحية على شكل موسيقى الجاز الدولي، وهؤلاء الفنانون هم:
(الأمريكيون أمبروز أكينموسير، كارل ألين، مارك أنطوان، ريجينا كارتر، كورت إيلينغ، كيني غاريت، ماركوس ميلر، يون صن ناه، هيربي هانكوك، كريستيان ساندز، إسبيرانزا سبالدينغ، الكاميرونية ريتشينا بونا، الألماني تيل برونر، الصيني بو، الروسي وايغور بوتمان، الكوبيون بوبي كاركاسيس، سيكستو لورينتي، جوليو بادرون، جونزالو روبالكابا، تشوشو فالديس، الياباني تاكويا كورودا، بانشو أمات، سيزار لوبيز،البرازيلي ايفان لينس، الإيطالي جانلوكو بتريلا، المكسيكي أنطونيو سانشيز، اللبناني طارق يماني، التونسي ظافر يوسف).
أهمية اليوم الدولي لموسيقى الجاز
يعد اليوم الدولي للجاز مهماً للأسباب التالية:
- يجمع بين المجتمعات والمدارس والفنانين والمؤرخين والأكاديميين وعشاق موسيقى الجاز في جميع أنحاء العالم للاحتفال والتعلم عن الجاز وجذوره ومستقبله وتأثيره، وزيادة الوعي بالحاجة إلى الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل، وتعزيز التعاون والاتصال الدوليين.
- الاحتفال به يعد اعترافاً دولياً بهذا الشكل الفني ودوره في تعزيز السلام، والحوار بين الثقافات والتنوع واحترام حقوق الإنسان وكرامته، كذلك القضاء على التمييز، تعزيز حرية التعبير، تعزيز المساواة بين الجنسين، تعزيز دور الشباب في التغيير الاجتماعي.
- موسيقى مثالية لتعزيز قيم التسامح والتعاون والتفاهم بين مختلف الشعوب والثقافات، ففي الولايات المتحدة الأمريكية ساهم انتقال موسيقى الجاز إليها في تشكيل فرق الجاز وتعلم الأمريكيون من أصول أفريقية وأوروبية وآسيوية هذا النوع من الموسيقى؛ الأمر الذي ساهم في تعزيز العلاقات بين الأمريكيين وتسهيل اندماجهم في بوتقة واحدة، ذلك قبل أن تنجح القوانين والبنى الاجتماعية (مثل أماكن العمل ونظم التعليم والفرق الرياضية المحترفة) في تحقيق الاندماج بين الأمريكيين الذين ينتمون لصول مختلفة
- ساهمت موسيقى الجاز في إيجاد منبر للمرأة للتعبير عن مواهبها وقدراتها؛ بالتالي لم يكن هذا النوع من الموسيقى حكراً على الرجال بل امتد إلى النساء مثل الأمريكية رجينا كارتر، والكاميرونية ريتشينا بونا.
أهداف اليوم الدولي لموسيقى الجاز
يتم الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز وفق موقع الأمم المتحدة بغية تحقيق الأهداف التالية:
- الجاز يكسر الحواجز ويخلق فرصا للتفاهم المتبادل والتسامح.
- الجاز هو ناقل لحرية التعبير.
- الجاز هو رمز للوحدة والسلام.
- الجاز يقلل من التوترات بين الأفراد والجماعات والمجتمعات.
- الجاز يعزز المساواة بين الجنسين.
- الجاز يعزز دور الشباب في التغيير الاجتماعي.
- يشجع الجاز على الابتكار الفني، والارتجال، وأشكال التعبير الجديدة، وإدراج أشكال الموسيقى التقليدية في أشكال معاصرة.
- الجاز يحفز الحوار بين الثقافات وتمكين الشباب في المجتمعات المهمشة والنامية.
تعود جذور موسيقى الجاز إلى القرن التاسع عشر الميلادي
تعود كلمة الجاز وفق الكاتب الأمريكي ديف ولتون في كتابه (أصول الجاز) إلى القرن التاسع عشر، وتحديداً إلى عام 1860 وتعني "الطاقة"، أما أول سجل مكتوب للكلمة فكان في مقال منشور في عام 1912 في صحيفة لوس أنجلوس تايمز، تم توثيق استخدام الكلمة في سياق موسيقي في وقت مبكر من عام 1915 في شيكاغو دايلي تريبيون في الولايات المتحدة الأمريكية، وأول استخدام موثق لكلمة الجاز في الموسيقى كان في نيو أورلينز في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1916 .
الاعتراف بالجاز كنمط من أنماط الموسيقى
ومنذ عشرينات القرن العشرين تم الاعتراف بالجاز كشكل رئيسي من التعبير الموسيقي، ثم ظهر في شكل أنماط موسيقية تقليدية وشعبية مستقلة، وكلها متصل بالروابط المشتركة بين الأمريكيتين من أصل أفريقي وأوروبي، فللجاز جذور في التعبير الثقافي والموسيقي لغرب أفريقيا، وفي تقاليد الموسيقى الأميركية، كذلك موسيقى الفرق الموسيقية الأوروبية.
وعلى الرغم من أن أساس موسيقى الجاز متجذر بعمق في تجربة السود في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد ساهمت هذه الموسيقى في دمج ثقافات مختلفة، ومن ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم، واستندت على مختلف الثقافات الموسيقية الوطنية والإقليمية والمحلية.
ما هي موسيقى الجاز
تعريف موسيقى الجاز وفق القاموس البريطاني: هي نمط من الموسيقى والرقص الشعبي، انتشرت في عشرينيات القرن الماضي.
من جهته عرف قاموس أكسفورد موسيقى الجاز بأنها: نوع الموسيقى من أصل أمريكي ظهرت في بداية القرن 20، تتميز بالارتجال، المزامنة، وعادة ما تكون وفق إيقاع منتظم أو قوي. ويرتبط بالآلات النحاسية والآلات النفخية والبيانو بشكل خاص، على الرغم من استخدام الغيتار والكمان أيضاً، وتشمل أنماط ديكسيلاند (Dixieland)، والتأرجح (swing)، بوب (bebop)، وجاز الحر (free jazz.).
بدورها عرفت موسوعة لاروس الفرنسية الجاز بأنه: "الموسيقى الأميركية الأفريقية التي تطورت في أوائل القرن العشرين، تعود إلى الأمريكيين السود المقيمين في جنوب الولايات المتحدة، وتستند إلى حد كبير على الارتجا"..
في الختام.. اهتمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة بهذه الموسيقى لدورها الكبير في الاندماج بين الثقافات ولأنها صلة وصل بين المجتمعات بعيداً عن العنصرية وكل اشكال التمييز.