اليوم الدولي للسعادة (International Day of Happiness)
تعد السعادة من أهم المواضيع وأكثرها تشابهاً بين المواطنين حول العالم مهما اختلفت لغاتهم وأنماط حياتهم وأعراقهم، فهي مطلب جماعي ربما لا يحصل عليه سوى القليل من الناس، ونظراً لأهمية هذا المطلب لدى الناس سعت منظمة الأمم المتحدة لمواكبة هذا المطلب من خلال تحديد يوم دولي للاحتفال بالسعادة. فما هو هذا اليوم؟ وكيف يحتفل الناس به؟ كيف اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.
بداية الاحتفال باليوم الدولي للسعادة
يحتفل العالم باليوم الدولي للسعادة في العشرين من شهر آذار/ مارس كل عام، حيث تقام دروس ومحاضرات لتكريس السعادة، وتوضيح معناها وأدواتها وطرق الوصول إليها، كما يقوم الناس بتبادل الرسائل والهدايا في هذا اليوم الدولي، وهو يوم للاحتفال وليس عطلة رسمية في أي دولة من الدول.
حفيدة نيلسون مانديلا أول المحتفلين باليوم الدولي للسعادة
احتفل باليوم الدولي للسعادة للمرة الأولى في عام 2013، حيث بدأت ندابا مانديلا حفيدة نيلسون مانديلا، وتشيلسي كلينتون ابنة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والمرشحة الديمقراطية السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون؛ الاحتفال باليوم الدولي للسعادة من خلال إقامة حفلات خاصة بهذا اليوم، وفي العام التالي قام المغني الأمريكي فاريل وليامز (Pharrell Williams) بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة بنشر أغنية "سعيد" على مدار 24 ساعة.
كما تم دعوة المواطنين في كل أنحاء العالم لجعل هذه الموسيقى موسيقى خاصة بهم، وفي عام 2015 قام وليامز بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة بتنظيم حملات عالمية للاحتفال باليوم الدولي للسعادة، حيث ألقى المغني الأمريكي خطاباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلن فيه أن السعادة هي حقك المكتسب" "Happiness is your birthright".
تحديد اليوم الدولي للسعادة
يعود الفضل في الاعتراف باليوم الدولي إلى مستشار الأمم المتحدة جيمي إيليان (Jayme Illien)، حيث دعا الجمعية العامة للأمم المتحدة لتحديد يوم دولي للاحتفال بالسعادة، فاجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 2012، وتبنت بالإجماع القرار رقم مئتين وواحد وثمانين على ستة وستين، ذلك بعد حملة بدأها جايمي إيلان صاحب شركة للنفع العام تحمل اسمه، وتضمن القرار:
"إن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإذ تدرك أن السعي لتحقيق السعادة هو هدف أساسي من حقوق الإنسان، كما تدرك الحاجة الملحة لاتباع نهج أكثر شمولاً وإنصافاً وتوازناً للنمو الاقتصادي الذي يعزز بدوره التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، وتحقيق السعادة لجميع الشعوب تقرر إعلان العشرين من شهر آذار/ مارس يوماً دولياً للسعادة، كما تدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، فضلاً عن المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والأفراد، للاحتفال باليوم الدولي للسعادة بطريقة مناسبة، من خلال التعليم وأنشطة التوعية العامة".
موقع اليوم العالمي للسعادة على شبكة الإنترنت
أنشأ الموقع الرسمي لليوم الدولي للسعادة في عام 2012، أي نفس العام الذي تبنت فيه منظمة الأمم المتحدة اليوم الدولي للسعادة، ويهدف الموقع إلى تعزيز السعادة كحق أساسي من حقوق الإنسان، إضافةً لتعزيز العمل الاجتماعي الإيجابي للمساعدة على خلق عالم أكثر سعادة وأكثر رعاية، إضافةً لذلك يساعد الموقع على تبادل رسائل إيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي عن اليوم الدولي للسعادة.
عشر نصائح قدّمها جيمي إيليان (Jayme Illien) لكي نتمتع بيوم أكثر سعادة
الحصول على السعادة هو الحلم، وزيادتها هو الطموح، لذلك يقدم لنا مستشار الأمم المتحدة جيمي إيليان (Jayme Illien) عشر نصائح كي نجعل يومنا أكثر سعادة، وهو الذي قال: "خلال أسبوع السعادة، وخاصة في اليوم الدولي للسعادة، نأخذ الوقت الكافي لخلق الفرص وإتاحتها للجميع ليتمكن كل منا من تحقيق السعادة"، وهذه النصائح هي:
- ارسم ابتسامة على وجهك بشكل دائم مهما كانت حالتك النفسية، فحتى لو لم تكن سعيداً فعليك اصطناع ابتسامة مزيفة على وجهك، وهذا من شأنه تنشيط هرمون الأندورفين المسؤول عن الإحساس بالسعادة في الدماغ، مما يؤدي للشعور بالسعادة، والاسترخاء، والتخفيف من الألم قدر الإمكان.
- شاهد أشياء مضحكة بشكل دائم ومهما كانت حالتك النفسية، فنتيجة العمل قد نشعر بالضغط وبعض الكآبة، والحل يكون بالعثور على أشياء تضحكنا، أو مشاهدة فيديو على اليوتيوب يجعلنا نضحك، فلذلك تأثير كبير على هرمون الأندروفين المسؤول عن الإحساس بالسعادة في الدماغ، مما يؤدي إلى تحسن المزاج، ومنع أمراض القلب، بالتالي يعزز الشعور بالسعادة.
- قف بشكل مستقيم، حيث يسمح الوقوف بشكل مستقيم بالحصول على الطاقة وتخفيف الشعور بالكآبة، كما يؤدي الوقوف باستقامة للشعور بالقوة، التي تجعلك أكثر سعادة.
- استمع إلى بعض الموسيقى، فمن شأن الاستماع إلى أغنية مفرحة أن يحسن المزاج.
- اذهب في نزهة أو مارس بعض التمارين الرياضية، فمن شأن التنزه أن يساعد على تحسين المزاج، كذلك الأمر بالنسبة لممارسة التمارين الرياضية، وهو ما يساعد على تعديل مزاجك، وبالتالي تصبح أكثر سعادة.
- العب مع الحيوانات الأليفة، فمن شأن مرافقة حيوان أليف مفضل لديك أن يحسن مزاجك ويجعلك تشعر بالسعادة.
- أبدع واصنع شيئاً ما، قد لا تكون فناناً لكن يمكنك التفكير بصنع شيء خاص بك كالرسم أو النحت أو كتابة الشعر أو الطبخ، ربما ابتكار طريقة جديدة لتمضية يومك بعيداً عن الروتين الممل، فذلك يساعدك على تحسين مزاجك بالتالي الشعور بالسعادة.
- اقرأ وطالع كتبك المفضلة، فعندما تكون في مزاج سيء فما عليك سوى قراءة الكتب المفضلة، أو الاضطلاع على آخر الأخبار في المجال الذي تفضله، الأمر الذي يوسع معارفك، وتصبح في عالم آخر تنسى فيه همومك وتتسلل مشاعر السعادة إلى عقلك.
- ركّز وتأمّل، يفيد التركيز والتأمل في تحسين مزاجك، فالجلوس لفترات محددة (قد تكون دقائق أو أكثر من ذلك) بوضع مريح وممارسة رياضة التأمل (اليوغا) تجعلك تتخلص من الطاقة السلبية التي تسبب لك الحزن، ليرتفع لديك معدل الشعور بالسعادة.
- انكر ذاتك واخدم غيرك، يقول الزعيم الهندي المهاتما غاندي: "إن أفضل طريقة لتجد نفسك هي أن تضع نفسك في خدمة الآخرين"، فمن شأن مساعدة الآخرين أن تحسن مزاجك، وتشعرك بالثقة سيما إذا كان الآخرون يعتمدون عليك ويعتبرونك خبيراً في مجال ما؛ فتشعر بالسعادة لمجرد أن يطلبوا منك مساعدتهم، فعلى سبيل المثال: إذا كنتَ من هواة الموبايلات فقد يلجأ إليك شخص ما لسؤالك على سبيل المثال هل تعرف كيف أستطيع أن أنشئ حساباً على الواتس آب؟ فتقوم بمساعدته بكل ثقة؛ الأمر الذي يحسن مزاجك.
تعريف السعادة وأجمل ما قيل عنها
هناك العديد من التعاريف لمصطلح السعادة، حيث يمكن تعريف السعادة بأنها حالة الرفاهية والرضا، أي أن يشعر الإنسان بالرفاهية وكل ما يريده مؤمن، كما يشعر بالرضا عن كل ما يجري معه في مختلف جوانب الحياة الشخصية والعملية.
كما يمكن تعريف السعادة بأنها حالة من الرضا الكامل تتميز بالاستقرار والمتانة، حيث لا يكفي أن نشعر بالرضا لفترة وجيزة، بل لابد أن تكون حالة عامة للشخص ومستمرة لفترة طويلة.
وبحسب قاموس فوكابيلير (vocabulary) البريطاني السعادة هي: الشعور بالرفاه، والفرح، أو الرضا، عندما يكون الناس ناجحون، أو يشعرون بالأمن، أو بامتلاك الحظ، بالتالي يشعرون بالسعادة.
قالوا في السعادة
حظيت السعادة باهتمام الفلاسفة حول العالم، ومن أبرز الأقوال عن السعادة:
- الروائية الفرنسية أمانتين أورو لوسيل دوبين (Amantine Aurore Lucile Dupin)، المعروفة باسم جورج ساند (George Sand)، قالت عن السعادة: "السعادة في هذه الحياة هي أن تُحِب وتحَب".. ""There is only one happiness in this life, to love and be loved"
- رائد التنمية البشرية الأمريكي جون رون (Jim Rohn) قال عن السعادة: "السعادة ليست شيئاً يمكنك تأجيله للمستقبل؛ هو شيء قمت بتصميمه في الوقت الحاضر" "Happiness is not something you postpone for the future; it is something you design for the presen"
- الفيلسوف والطبيب الألماني ألبرت شفايترز (Albert Schweitzer) قال عن السعادة: "النجاح ليس مفتاح السعادة، السعادة مفتاح النجاح. إذا كنت تحب ما تقوم به، سوف يكون ناجحاً" "Success is not the key to happiness. Happiness is the key to success. If you love what you are doing, you will be successful".
- الفيلسوف المسلم عمر الخيام قال: "كن سعيداً في هذه اللحظة لأن هذه اللحظة جزء من حياتك" "Be happy for this moment. This moment is your life".
- مؤسس الديانة البوذية بوذا (Buddha) قال: "يمكن أن تضاء آلاف الشموع من شمعة واحدة، وهذا لا يُقصَّر من عمر الشمعة، كذلك السعادة لا تقل أبداً إذا جرى تقاسمها" "Thousands of candles can be lighted from a single candle, and the life of the candle will not be shortened. Happiness never decreases by being shared".
- الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت (Franklin D. Roosevelt): "السعادة تكمن في متعة الإنجاز والتشويق من الجهد الخلاق" "Happiness lies in the joy of achievement and the thrill of creative effort".
- الممثل الأمريكي توم ويلسون (Tom Wilson) قال عن السعادة: "الابتسامة هي السعادة ستجد الحقيقة تحت أنفك" "A smile is happiness you"ll find right under your nose".
- الزعيم الهندي المهاتما غاندي (Mahatma Gandhi) يقول: " إن أفضل طريقة لتجد نفسك هي أن تضع نفسك في خدمة الآخرين" "The best way to find yourself is to lose yourself in the service of others".
في الختام.. أصبح للسعادة يوم دولي للاحتفال بها، إدراكاً من منظمة الأمم المتحدة لأهميتها، وحتى نصل إلى اليوم الذي نشعر فيه كلنا بالسعادة تغمرنا، يبقى السعي لتحقيقها هدفنا الأول والمشترك بيننا مهما اختلفنا في العمر أو اللغة أو العرق والدين، ويبقى اليوم الدولي للسعادة مناسبة تجمعنا بمن نحب على أمل أن ننشر جو السعادة ليغمر كل أحبائنا والعالم بأسره بعيداً عن قسوة الصراعات وفراق الأحبة والأصدقاء.