الموت يريد أن يقول شيئاً!
- تاريخ النشر: الخميس، 21 يناير 2016 | آخر تحديث: الإثنين، 06 يوليو 2020
- مقالات ذات صلة
- أغربُ نصائح قد تسمعين بها عن الجمال من الخبراء
- أحلام العجارمة: سلطان أقرب واحد على قلبي!
- دلال العلوي: البحرين مليئة بالطاقات الواعدة
لا أحد يستطيع تخيّل حزن الفقد إلا مَن وطأ جمرته وأحسّ ألمها في روحه حتى يكاد يفقد وعيه، وأصعب أنواع الفقد هو موت أكثر الأصدقاء استحقاقا للحياة، صديقٌ مختلفٌ بأفراحه وأحزانه. إن رحيل صديقي ورفيق دربي "عبد الله مبارك الخفرة" لم يكن في الحسبان، ليس اعتراضاً على قدر الله سبحانه وتعالى، بل كونه الصديق الذي تجعلك محبته لا يمكن أن تتخيل اختطافه منك بالموت، بالأمس كان بيننا يشعّ محبةً وسلاماً وسكوناً بين جميع أصدقائه، رحل رحيلاً مهيوباً مثل كل الفرسان المميزين، كأنه كان يعلم برحيله، ترك لأغلب أصدقائه مكالمات لم يرد عليها، تركنا في حرقة معرفة ماذا كان سيقول في آخر يومٍ له معنا؟
رحل دون أن ننصفه، رحل دون أن نمنحه حقّه مما كان يتوقعه منّا، رحل لأننا لم نكن نستحقه، فلم نكن نتوقع أن قيمته بهذه الأهمية القصوى إلا بعد أن فقدناه، آه يا عبدالله، ليتك بقيت ولو لثوانٍ معدودةٍ؛ حتى تسمع عذري في عدم مواجهة الرياح التي كانت تعصف بسفنك يا صديق قلبي، وادعتنا وعتابك في قلبك، صفعتنا بغيابك الأبدي حتى أدميت قلوبنا ومحاجرنا، فهل سمعت بكاء الطفل الذي اجتاحني عندما فجعني فقدك!!
والله إني أصرخ لعلك تسمعني في الغياب ولعل نار صدري يبرد لهيبها المستعر، أعترف يا صديقي أن رحيلك هزمنا جميعاً، فحرماننا منك رسالةٌ ربانيةٌ ودرسٌ إنسانيٌّ لن ننساه، لكن كل مَن يملك صديقاً قيّماً لا يعرف قيمته سيفقده يوماً ما.
لقد تجاهلنا محاسنك وأنت بيننا فأجبرتنا أن نعدّها بعد موتك، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، كنت رقيقاً مثل نسمة، عميقاً مثل بحر، واسعاً أفقاً مثل ساحل، رحلت فضاقت بنا الدنيا بما رحبت، إذ لا عبارة تصف الفجيعة، ولا دمع يطفئ جمرة الفقد، إنا لله وإنا إليه راجعون.
للمزيد من أخبار النجوم والمشاهير ومشاهير الرياضة وأبناء المشاهير تصفحوا أقسامنا المتعددة
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.