المغرب يودع ثريا جبران بعد صراع طويل مع مرض السرطان
رحلت الفنانة ثريا جبران منذ ساعات عن عالمنا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، ليودع المغرب العربي بذلك أول فنانة شغلت منصب وزير الثقافة.
ثريا جبران
لثريا جبران العديد من الأعمال المسرحية التي شكلت علامات في المسرح المغربي، ولقبت بـ"سيدة الخشبة المغربية"، نظراً لما قدمته من إسهامات وعلامات.
واهتمت ثريا جبران بمناقشة حياة المهمشين. ومن الوقوف على الخشبة إلى الجلوس على كرسي وزارة الثقافة، كان الجانب الخيري حاضرا في برامجها بإعطاء الأولوية للجانب الاجتماعي للفنانين، من خلال مجموعة من التدابير كقانون الفنان وبطاقة الفنان والتغطية الصحية للمشتغلين في هذا القطاع.
نُقلت الفنانة المسرحية، والتي شغلت منصب وزير الثقافة كأول فنانة تتولى هذه الحقيبة الوزارية، إلى مستشفى خليفة بن زايد آل نهيان ف الدار البيضاء بالمغرب، بعد تزايد مضاعفات مرض السرطان عليها لتلفظ أنفاسها الأخيرة هنا.
أعمال ثريا جبران
وجدت ثريا جبران لنفسها مكاناً على خشبة المسرح منذ طفولتها بمساعدة من زوج شقيقتها الذي كان يهتم بالمسرح، ونجحت في أن تخلق لنفسها مكانة كبيرة وتحظى باهتمام الجمهور وإبهاره.
كانت بدايات ثريا جبران في عالم مسرح الهواة في عمر لم يتجاوز وقتها العشر سنوات بالرغم من دورها الصغير في المسرحية. كانت ثريا تحرص على متابعة نبض «الخيرية» من خلال والدتها التي تقاسمها هموم المؤسسة.
اختارت الطفلة سكة المسرح بعد أن شجعها سي محمد والشناوي على السير بعيدا في هذا المجال، خاصة أن المخرج الراحل فريد بن مبارك، أستاذ المسرح، شجعها على الاحتراف، والالتحاق بمعهد المسرح الوطني بالرباط عام 1969، بالرغم مما كان يشكله الانتماء للمسرح من خطورة على صاحبه، إذ كانت الأعمال المسرحية تحت مراقبة المخبريين السريين والنظام السياسي هناك.
اشتهرت الأعمال الفنية لثريا جبران بمناقشة قضايا البسطاء، وبرعت في أداء أدوار التعبير عن معاناة المحرومين والمهمشين، لأنها عاشت في «خيرية» عين الشق مشاهد حية لكائنات تجتر الأحزان.