المصور الفنزويلي الشهير Pablo Costanzo
"فتنتنتي ألوان المملكة بتدرجاتها الترابية كما أحببت طريقة ارتداء الأردنيين لأزياءهم المختلفة، في حياتهم اليومية"... كان هذا إنطباع المصور الفنزويلي الشهير Pablo Costanzo القادم إلى الأردن في رحلة عمل للمرة الأولى بعد تذوقه لجماليات المملكة. و Pablo، الذي لمع اسمه في عالم الأناقة والجمال على المستويين الإقليمي والعالمي، يعترف دوماً بشغفه بالأزياء والجمال الذي يراه في كل زاوية وكل مكان.
ورغم حداثة سنه الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين، ودراسته علم تشريح الأسنان، إلا أنه لا ينكر أنه يتبع شغفه وعشقه الأول والأخير رغم معارضة عائلته المحافظة لهذا الأمر في البدايات. " جئت من عائلة محافظة، وأراد والدي مني أن أدرس علم تشريح الأسنان وهذا ما كان إلا أنني سرعان ما عدت إلى حبي الأول وامتهنت التصوير، وبدأ الأمر أثناء دراستي الجامعية، حيث لم أتمكن من العمل في أي مهنة أخرى بدوام ثابت لذا لجئت لممارسة هوايتي في التصوير حيث أنها كانت أكثر مرونة من ناحية الوقت. بدأت هذه الخطوة بشكل احترافي ووجدت أن المحيطين ومن كنت أتعامل معهم بشكل مهني أحبوا صوري مما حقق لي رضاً كافياً عن ذاتي ووفر لي دخلاَ إضافياً".
لكن Pablo، والذي ظهرت بوادر الموهبة عليه في سن مبكر ما لبث أن انطلق بقوة في عالم شرس، مليء بالمنافسة ، وسط أسماء لامعة كثيرة.
"بدأت بوادر الموهبة تظهر لدي في سن مبكرة وتحديداً في الصف السابع حيث طلب مني تقديم واجب مدرسي حول السياحة في فنزويلا وأحب المعلمون الصور التي التقطتها بشدة خصوصاً تلك التي ركزت على أجمل المناطق في البلد".
عمل بابلو مع العديد من المصوريين المحليين المعروفين والذين كانوا يبرعون في استخدام تقنية الضوء. كما بدأت حياته المهنية الاحترافية إذا وسعنا القول حين قام بالتقاط صورمتنوعة لفتيات إحدى العائلات المرموقة وسرعان ما انتشرت الصور بشكل غير متوقع، وبدأت العائلات الأخرى وأصحاب الاعمال يدفعون له لقاء أعماله.
"يوجد الكثيرون من مصوري الأزياء في فنزويلا لكن القلة منهم فقط يبرعون في عملهم". يؤكد قائلاً.
بدأ Pablo منذاك الوقت بنشر أعماله في مجلات الموضة والازياء المحلية ومنها مجلة Complot Magazine والتي اختارت إحدى صوره ووضعتها على غلاف المجلة، وبدأت العديد من الأسماء التجارية المعروفة تطلبه بالإسم. "عملت مع الكثير من المشاهير والأسماء المعروفة في عوالم الأزياء والتمثيل والموضة. لكنني ما زلت أحلم بلقاء النجمات المفضلات لدي ومنهن (Penelope Cruz Charliez Theron"
ويكنَ Pablo إعجاباً من نوع خاص بجلالة الملكة رانيا العبدالله فهو يرى فيها أيقونة من الأناقة والجمال.
وعن رؤيته للقطات المختارة وكيفية اكتسابه للمهارات المرئية اللازمة، لا يخفي المصور الشاب رؤيته المتفاءلة للحياة، فهو كما يصف تقنيته بكلماته يرى الجمال في كل مكان.
"أرى الجمال في جميع من أصادفهم، كما أنتبه بشدة إلى لون البشرة ونوعها مما يجعلني أنتج صوراً ممتازة للأشخاص الذين يقفون أمام عدستي، وهم غالباً ما يحبون النتيجة النهائية"
يهتم بابلو كثيراً بتصوير ماركات الأزياء العالمية وأهمها ثياب السباحة وذلك لانتشارها في أجواء الشواطئ الكاريبية. ومن نقاط القوة لدى هذا الفنان الشاب أنه لا يظهر فقط جمال الموديل التي تعرض كبقية المصورين لكنه يركز على القطعة ذاتها، ويبرز جمالية الحياكة والتصميم. ومن أشهر بيوت الأزياء التي تعامل معها هي Rivera swimwear, XIC XOC, Patriciai Fumo وغيرها الكثير. كما قام بتصوير العديد من الوجوه المعروفة في عالم الأزياء والموضة، ومن أشهر العارضات اللواتي عملن معه Eglantina Zingg وErika De La Vega و Ana Maia Simon.
وعن الاتهامات التي توجه للمصوريين حول لجوءهم لاستخدام تقنيات Photoshop في تعديل الصور التي يلتقطونها يقول Pablo أنه يقوم شخصياً بتعديل الصور التي يلتقطها طيلة الوقت ويعتبر أن الـPhotoshop بحد ذاته فناً يظهر قدرات المصور كما اللقطات. ويؤكد أن على المصور الماهر أن يبقى على تواصل دائم و اطلاع على أهم التقنيات الحديثة في عالم التصوير الفوتوغرافي والتكنولوجيا المتقدمة.
"لا أعتقد أن استخدام Photoshop يقلل من قيمة الصورة الفنية بل على العكس يزيدها جمالاً إن تم بطريقة احترافية متقنة. وخصوصا في الإعلانات التسويقية".
ومن أشهر المصممين الذين يمدونه بالإلهام يقول بابلو أنه يفضل زهير مراد عن غيره من المصممين العالميين "أعتقد أن أعماله مذهلة بشكل لا يصدق" كما يجب أيضاً أعمال (Dolce & Gabbana)
وعن انطباعاته عن الأردن يقول Pablo أنه وجد العديد من مصادر الإلهام في المملكة، سواء عبر الإلتقاء بأشخاص جدد أو زيارة أماكن مختلفة، كجرش والبتراء.
"أعجبت بشكل كبير بالآثار التاريخية العتيقة التي تمتلأ بها المملكة، كما شعرت أن عمان الغربية تشبه إلى حد كبير منطقة (SOHO) الباذخة"
ويؤكد Pablo Costanzo الفنزويلي القادم من بلاد الحر والشواطئ والجمال أنه لا يرغب في أكثر من أن يكون سعيداً في حياته بصورة عامة." جلّ ما أريده هو أن أكون سعيداً في حياتي، أرغب في االتعرف على حضارات جديدة والاستمتاع بعملي قدر المستطاع".
وماذا عن القادم؟
"انتقلت مؤخراَ إلى ميامي نظراً للظروف السياسية السائدة في المنطقة. ميامي في نظري تعد مركزاً للفن، أطمح لتحقيق المزيد من النجاحات المهنية هناك".