المشركون ينقضون عهد الحديبية
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 24 يناير 2023
نزلت الآية الكريمة "كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله" كما غضب الرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن علم بأن المشركون ينقضون عهد الحديبية.
نقض المشركين لبنود عهد الحديبية
لما دخل شهر شعبان، نقضت مكةُ عهدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كانوا قد عقدوه في الحديبية، حيث إن خُزاعة قد دخلوا في حلف النبي عليه الصلاة والسلام، وأما بنو كِنانة دخلوا في حِلف قريش، فغدرت كِنانة الذين هم حلفاء قريشٍ، بحلفاء النبي من خُزاعة، كما أنَّ رجالاً من قريشٍ أعانوا بنو كنانة بالسلاح والرجال لمَّا غدروا بخزاعة ليلاً، فجاء عمرو بن سالمٍ إلى النبي عليه الصلاة والسلام ليُخبر بغدر كنانة وقريشٍ بهم، وألقى أبياتاً يستنصر بها، فوثب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: نُصِرْتَ يا عمرو بن سالم.
فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة: ما رأيت النبي غضِب غضباً قطُّ كما غضب من نقض قريشٍ عهدهم، حتى أنه قال: لا نَصَرَنِيَ اللهُ إنْ لَمْ أَنْصُرَ بني كعبٍ الخزاعية، فعَلِمتْ قريشٌ فظاعَةَ ما اقْتَرَفَت، فأرسلوا أبا سفيان ليُجَدِّد العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل على أم المؤمنين أم حبيبة، وهي ابنته، فلما أراد أن يجلس على فراش النبي أخذته من تحته لأنه لا يستحق هذا الشَّرف.
فجهَّزَ النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه للغزو، ولم يُخبرهم عن الهدف، إلا أن أحد الصحابة علم الوُجهة، وهو حاطب بن بَلْتَعة، فقد أرسل كتاباً إلى قريشٍ مع امرأة يُخبرهم بنية النبي عليه الصلاة والسلام، فعَلِمَ النبيُّ بذلك، فأرسل علياً خلف تلك المرأة وأخذ منها الكتاب وأحضره للنبي، فلما قرأه قال: ما هذا يا حاطب؟ قال حاطب: لا تستعجل بالحُكمِ عليَّ يا رسول الله، أمَا إنِّي لم أفعل ذلك رِدَّةً ولا كُفراً، فإنَّ الإيمان مُستَقِرٌّ في قلبي، وإنما فعلته والله حتى لا تؤذي مكةُ أهلي، فأنا عنها غريب، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: صدق حاطب، فقال عُمر: يا رسول الله، دعني أضرب عُنُقَ هذا المنافق الذي خان الله ورسوله، فقال النبي: لا يا عمر، فإنه قد شَهد بدراً، وقد اطَّلَع الله على أهل بدرٍ فقال: افعلوا ما شِئْتُم فقد غفرتُ لكم.