المخرجة مريم الذوادي: قد يسمع الناس عن اسمي لكن لا يعرفون كيف أبدو
طموحة مثابرة مجتهدة مبدعة.. كلمات قليلة بحق مخرجة بحرينية شابة نهلت الإعلام منذ نعومة أظفارها وعاشت في بيت يحيطه الإعلام والأضواء من كل ناحية.. فوالدها الأستاذ القدير خليل الذوادي الذي يعتبر قدوة في العمل الإعلامي ويحظى بمحبة وتقدير الجميع حتى وصل إلى رأس هرم الإعلام ليكون نموذجاً يحتذى به، ووالدتها الإعلامية والمعدّة منى الهرمي التي كانت ولازالت لها بصماتها الخاصة في مجال الأدب وقصص الأطفال.. وهي اختارت الدرب الصعب لتكون خلف الكاميرا موجهة ومبدعة لتحلق في سماء الابداع وتحصد الجوائز والتقدير.. وقد كان لنا هذا اللقاء مع المخرجة مريم خليل الذوادي.
المخرجة مريم الذوادي كيف تصف عملها؟
مهنة المخرج كغيرها من المهن التي تحتاج إلى عدة عوامل كمهنة الطبيب والمهندس الذي يحتاج لمراجعة الورق والتفكير والتخطيط ثم تجميع الفريق اللازم، ومن بعد ذلك البدء بالتنفيذ والمتابعة.. هكذا عملي كمخرج يحتاج إلى مهارة عالية ليتم إنجاز العمل بالشكل اللائق.
أنتِ ابنة الإعلامي القدير خليل الذوادي ووالدتك الإعلامية منى الهرمي.. ماذا يمثل لك ذلك؟
خليل الذوادي ومنى الهرمي هما السند لي في حياتي العملية، لأنهما من بيئة إعلامية ولهما خبرتهما الطويلة في هذا المجال وتشبعت الإعلام منهما.. والدي بدأ مذيعاً ثم صقل نفسه بنفسه إلى بلغ منصب الرئيس التنفيذي لهيئة الإعلام، ووجوده في هذا المنصب ووجودي معه بعد تخرجي من الأردن، حيث تم التعامل معي كأي موظف، وكان يرفض أي تمييز تجاهي، بل بالعكس كنت أفضل أن أركن سيارتي مكان ما يركنها جميع الموظفين وأقوم بنفس الإجراءات المتبعة لحجز الكاميرات والأمور الفنية مثل الجميع، لم يشكل وجوده ثقلاً عليّ.. أما والدتي فكنت أستمتع بقراءة القصص التي تكتبها لمجلة مرموقة وصحيفة إخبارية، وهي لازالت كاتبة سيناريو..
ما الذي جعلك تدخلين مجال الإعلام؟ وماذا أضاف لك؟
والدي شعر برغبتي في خوض هذا المجال فوقف بجانبي وابتعثني إلى المملكة الاردنية الهاشمية وتم تسجيلي في جامعة اليرموك لدراسة هذا التخصص.. والحمد لله أتممت البكالوريوس والتحقت بهيئة شؤون الإعلام.
بالإضافة إلى عملك الإعلامي، ماهي الأنشطة الأخرى التي تمارسينها؟
من ضمن الأنشطة التي أمارسها التصوير الفوتوغرافي وتصوير المناظر الطبيعية، وأحياناً أمارس المونتاج وتركيب الصور مع موسيقى، وأجد في ذلك هوايتي المفضلة.
بمن تأثرتِ في المجال الإعلامي؟ ومن المخرجين الذين تتابعينهم؟
المجال الإعلامي متنوع ومبهر، إلا أنني منذ الصغر تأثرت بالسينما الهندية، ولازلت أتابعها بشكل دائم، كما أحب بهرجة الألوان والأغاني والرقص في الأفلام الهندية بالإضافة إلى «الأكشن» الموجود فيها.
لماذا اتجهتِ إلى اخراج البرامج الخفيفة والمسابقات، ولم تخوضي تجربة البرامج الجادة والأخبار؟
أحب البرامج الترفيهية لأنها تضيف جواً من المرح للمشاهد، فبعد يوم شاق وطويل نجد الشخص يجلس أمام الشاشة ليشاهد برنامجاً يفرحه، هذا ما يجعلني أعشق هذه البرامج. كما أحب البرامج التي يتم خلالها تقديم هدايا للجمهور حيث ألمس فرحتهم أمامي.. وأحيانا نقوم بتصوير أشخاص ويخصص التلفزيون ميزانية خاصة ومكافأة لهم دون أن يتم التصريح عنها لكنني أشعر بالسعادة حين ألتقيهم لاحقاً، هذا بنظري الهدف السامي للإعلامي.
مالذي أفادك في دراستك الأكاديمية للإخراج؟ وما الجديد الذي قدمتيه بعد عودتك؟
الدراسة الأكاديمية ضرورية خصوصاً في مهنة كالاخراج، لأن المخرج يجب أن يكون ملماً في أنواع الإضاءة المطلوبة لأي عمل سواء خارجي أو ستوديو داخلي، وأن يعرف أنواع الميكرفونات المطلوبة للعمل، والكاميرا والعدسات، بالإضافة إلى أسماء اللقطات وأنواعها, فالدراسة تفيد كثيراً، بجانب الممارسة والاستفادة من الخبرات في هذا المجال.
ماهي أهم المحطات الإعلامية في حياتك؟
أهم المحطات في حياتي حضور مهرجانات الأفلام، حيث من خلالها نجد متسعاً من الطاقات الإعلامية والمبدعين من مختلف الأقطار والتحدث معهم حول أفلامهم وتجاربهم وعرض تجربتي لهم وخبرتي في هذا المجال.. وقد لمست هذا التنوع في زيارتي الأخيرة إلى مهرجان سوس الدولي للأفلام القصيرة في المغرب العربي، حيث تنوع تواجد الإعلاميين من الدول العربية والأجنبية، وتم عرض أكثر من 30 فيلماً خلال ثلاثة أيام، وكانت تجربة رائعة جداً.
أين يصل بك طموحك الإعلامي؟
طموحي أن أشارك في صناعة سينما بحرينية تتخطى الخليج، وهذا يحتاج إلى عمل طويل وشاق، لكنه ممكن لأننا في البحرين نتمتع بوجود طاقات إعلامية كبيرة تحتاج إلى من يأخذ بيدها لتتمكن من تحقيق ما تطمح إليه.
باعتقادك، ماهي الصفات التي يجب أن تتوافر في الإعلامي الناجح؟
الإعلامي يتمتع بصفات عديدة أهمها أن يكون مطلعاً على الإعلام في الدول المجاورة وإدراكه أن عمله يشكل أهمية كونه «(السلطة الرابعة».. فالإعلامي يجب أن يتمتع بالقدرة على تحمل ضغوطات العمل ومشاقه وظروفه.. والصبر شيء أساسي وضروري مع تقبل النقد.
ما هي أبرز الجوائز التي حصلتِ عليها؟
الجوائز التي حصلت عليها مؤخراً جائزة أفضل إنتاج حول المرأة العربية لفيلم وثائقي بعنوان «منيرة تتحدى الإعاقة» وحصد جائزته من منظمة المرأة العربية من مصر في حفل أقيم بالجزائر، وجائزة أفضل فيلم وثائقي بعنوان «أم حسن» في حفل المرحوم طارق المؤيد برعاية مؤسسة الأيام للصحافة والنشر، وجائزة «أفضل إنتاج عن البيئة» في مهرجان مجلة دبي الثقافية عن فيلم «عشت من جديد».
كيف تختارين ملابسك وماكياجك؟ وما هو «الستايل» الذي يستهويك؟
أحب ارتداء الملابس التي تجعلني مرتاحة، وأحب الماكياج، لكنني لا أضعه بشكل يومي، لأنني أحاول قدر المستطاع أن أبدو طبيعية، كما إنني أحب التسوق وشراء الجديد والمناسب كلما سنحت الفرصة.
المطبخ المفضل لديك؟
أعشق المطبخ الهندي، خصوصاً النباتي، وبرغم صعوبة تفادي حرارة الطعم، إلا أنه لذيذ وله نكهة خاصة.. كما أنني أقوم بإعداد بعض الأطعمة الهندية والتحكم بالفلفل الحار ليستطيع الجميع تناوله.. كما يعجبني المطبخ المغربي، حيث أن معظم الطبخات تستدعي وقتاً طويلاً في التحضير، لكن في النهاية تستمتع بطبق غني بالزعفران والنكهة المختلطة بين الحلو والمالح.
أينك من الرياضة؟
الرياضة التي أفضلها هي السباحة في البحر، وأمارسها بشكل منتظم، كما أحب المشي.. إلا إنني أحياناً انقطع عن ممارستها لظروف العمل، لكن ما أن تسنح لي الفرصة فإنني أمارسها.
ما البرامج التلفزيونية التي تستهويك وتتابعينها؟
أحب البرامج الحوارية التي تناقش قضايا المجتمع بشكل جاد وهادف.. كما أحب مشاهدة الوثائقيات حول عالم الحيوان والبحار لأن ما يقوم به الغرب من استخدام تقنيات عالية الجودة وتخصيص فترة زمنية طويلة لتصوير مشهد ما، لا يمكن تكراره في نفس الوقت أو إعادة تصويره..فهذا بالفعل أمر مشوّق.
أين الموسيقى في حياتك؟ ومن هو مطربك المفضل؟
ليس لديّ مطرب محدد أحرص على الاستماع إليه، لكنني أحب الأغاني العراقية والخليجية، بالإضافة إلى الأغاني الهندية والتاميل.
ما البلد الذي تحبين السفر إليه؟
زرت بلداناً عديدة، لكنني أتمنى أن اكتشف الهند كلها، فقد زرتها مرتين، والهند بلد عظيم، وكل منطقة فيها كأنها بلد مختلف نظراً لتغير اللهجة والطعام والعادات فيها والديانة الموجودة، بالإضافة إلى الاختلاف في الزي.
ماهو برجك وهل تؤمنين بالأبراج؟
برجي القوس لأنني من مواليد 21 ديسمبر.. قد أقرأ ما يكتبونه عن برجي، لكن لا أصدق هذه الأمور.
كيف يتم اختيارك لأصدقائك؟
الأصدقاء الحقيقيون هم الأصدقاء الذين يقضون طفولتهم معنا، أو يمضون أيام الدراسة، لأننا في ذاك الوقت نمر في ظروف وفترات صعبة تجعلنا نتمسك بهم أو نتخلى عنهم.. لكن يحدث أن نصادف أشخاصاً آخرين في العمل والملتقيات، فيصبحون من قائمة الأصدقاء.. والصديق هو من يكون عوناً لك في الشدة قبل الرخاء..ويكون كاتماً لجميع أسرارك ويشاركك هواياتك المفضلة.
أنتِ إعلامية ومخرجة.. كيف تتعاملين مع معجبينك في الحياة العامة؟
عملي كمخرج يحجب عني التعرف على الناس، لأنني أكون خلف الكاميرا كغيري من الفنيين المتميزين من مصورين وفنيي صوت وإضاءة وغيرهم.. فقد يسمع الناس عن اسمي لكن لايعرفون كيف أبدو.
تعاملك مع وسائل الاتصال الاجتماعي، هل خدمك في مجال عملك؟
التواصل مع الناس شيء مهم وأصبح مطلوباً، ونحن في تعطش دائم لمعرفة أخبار بعضنا البعض، فأصبحت وسائل التواصل مهمة وضرورية، وفي حسابي الخاص أطرح جانباً من عملي كمخرج أو أطرح ما أحبه.
كلمة أخيرة؟
الإعلام رسالة عليك أن تختار كيف توصلها.. واليوم أصبح الإعلام قوة لا يستهان بها..
وأتمنى أن نشهد وجود عنصر نسائي للعمل كمخرجات في تلفزيون البحرين لأنني متأكدة أن البحرين لديها طاقات شبابية طموحة.