الكبدة للحامل ومخاطر تناولها على صحة الجنين والأم
على الرغم من أن الكبدة مفيدة للصحة وتمد الجسم بالكثير من العناصر الغذائية الهامة، إلا أن حساسية فترة الحمل وما يمكن أن يُسبب أضرار صحية ومخاطر على الجنين يجعل فكرة تناول الكبدة للحامل ومخاطر تناولها على صحة الجنين والأم بسبب مستويات فيتامين أ العالية فيها سبباً للنظر في درجة أمان هذا الطعام أثناء الحمل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مخاطر الكبدة على الحوامل
صنفت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا الكبدة ضمن الأطعمة الواجب تجنبها في فترة الحمل، وذلك لأنها تحتوي على نسب عالية من فيتامين أ، والذي يمكن أن يؤثر على صحة الجنين، [1] والتي تعتبر سامة للأم ولجنينها أيضاً، إلا أن العديد من منظمات الصحة في الدول الأخرى مثل كندا وأمريكا ترى بأنه ليس من الضروري تجنب الكبدة تماماً في الحمل، وأن هناك كمية تُعد آمنة منه للحامل، وهو ما سنتعرف إليه لاحقاً في هذا المقال. [2]
مخاطر أكل الكبدة للحامل في الشهور الأولى
تنطوي مخاطر الكبدة وتناولها للحامل في الشهور الأولى على ارتفاع نسبة فيتامين أ وهو من الأطعمة المحظورة في الحمل لما قد يسببه للأجنة من أضرار وتشوهات خلقية، والجدير بالذكر هو أننا نقصد هنا فيتامين أ من الكبدة لكونه ناتج عن مصدر حيواني، أما عن فيتامين أ الذي يكون من الخضراوات والفواكه والمصادر النباتية، فإنه لا يؤثر على الأجنة ولا يسبب أي مخاطر لها.
فوائد الكبدة للحامل
تشيير المصادر الطبية والعلمية إلى أن الاستهلاك المفرط للكبدة أثناء الحمل هو المسؤول عن زيادة مخاطر الإصابة بالتشوهات نتيجة وجود فيتامين أ المصدر الحيواني، لذا فهناك العديد من منظمات الصحة في الدول المختلفة والتي لا تحظر تناول الكبدة للحامل، بل توصي بعدم الإفراط بالكميات منها فقط، نظراً لاحتواء الكبدة على العديد من المغذيات الهامة والتي توفر فوائد كثيرة لصحة الحامل. [3]
تشمل فوائد الكبدة للحامل: [3]
- حمض الفوليك: من العناصر الهامة لصحة الحامل والجنين، فهو يحمي الجنين داخل الرحم، ويحسن من النمو العصبي لديه.
- البروتين: البروتينات أساسية وهامة لصحة الجنين ونموه، حيث توفر الكبدة نسب جيدة من البروتين عند تناولها باعتدال.
- فيتامين أ: يفيد فيتامين أ البصر والمناعة لدى الجنين، وذلك عند تناولها باعتدال.
- الحديد: واحد من أهم أسباب تناول الكبد للحامل هو الحصول على كمية كافية من الحديد، الهام لصحة الحامل وقوة الدم ولحمايتها من فقر الدم.
هل الكبدة آمنة للحامل؟
كما ذكرنا سابقاً تعتبر الكبدة طعام غير آمن للحامل في بريطانيا، ولكن الأمر مختلف لدى بعض الدول الأخرى مثل أمريكا ونيوزلندا وكندا غيرها، فهي تدعو فقط إلى تحديد الكمية المتناولة منها، فمثلاً كندا تشيير إلى أن الكمية الآمنة منه في فترة الحمل هي 75 غرام تقريباً. [1] [2]
يمكن للحامل تناول كمية تتراوح ما بين 65-75 من الكبدة شرط أن تكون مطبوخة جيداً ولمرة واحدة في الأسبوع، أو مرتين في الشهر. [3]
طريقة طهو الكبدة للحامل
يمكن تحضير الكبدة بعدة طرق مختلفة، وما يهم بهذه الطرق هو أن يكون الطهي كافي وجيد، أما عن الاختيار بين هذه الطرق فيعود إلى الذوق الشخصي، وهنا أكثر من طريقة لطبخ الكبدة: [3]
- طبق الكبدة مع اللحم: تعتبر الطريقة الأشهر والأفضل لتناول كميات محددة من الكبدة مع اللحوم، وذلك من خلال إضافة الكبد المطهو جيداً إلى طبق يحتوي على مزيج من اللحوم والنكهات مع قطع من الكبدة.
- الكبدة المفرومة: وهي طريقة سهلة لتحضير وجبة خفيفة من الكبدة المفرومة، وذلك من خلال تناول الكبدة على شكل قطع صغيرة تُطهى مع الزيت أو مرق اللحم في مقلاة، لتقدم كطبق وجبة خفيفة أو طبق جانبي.
- النقانق: يمكن تحضير النقانق من الكمبدة وهي طريقة سهلة وسريعة لتناول كميات محدودة من الكبدة للحامل.
أضرار الكبدة للحامل
تعد اللحوم من الأطعمة المفيدة بشكل عام، ولكن عندما نتحدث عن المكميات الكبيرة منها وخاصة في فترة الحمل، فإنها قد تصبح ضارة أو قد تحمل بعض المخاطر لصحة الجنين والأم، وعند الحديث عن الكبدة فمن الضروري التفرقة بين كبدة الدجاج عن كبدة البقر أو كبدة الضأن، فهناك اختلاف في نسب العناصر الغذائية فيما بينها، وهو أمر هام ويؤخذ بعين الاعتبار عندما نشير إلى تغذية سيدة حامل ترغب بتناول الكبدة في فترة الحمل: [3]
- يسبب وجود فيتامين أ على شكل ريتينول بنسب عالية في الكبدة إلى مشاكل مثل بعض العيوب الخلقية لدى الجنين أو إصابة الأم بالسرطان، مع التأكيد على ارتباط مثل هذه المشاكل بالتناول المفرط للكبدة.
- لا يناسب المرأة الحامل التي تعاني من ارتفاع في ضغط الدم نظراً لارتفاع مستوى الكوليسترول فيه.
نصائح عند تناول الكبدة للحامل
من الضروري مراعاة ما يلي عند تناول الكبدة للحامل: [4]
- عند طهي الكبدة يمكن التأكد من الطهي الجيد لها من خلال فحص المرق الناتج مع الكبد أثناء الطبخ، وذلك بالتأكد من خلو هذه السوائل من أي لون وردي، إذ يجب أن تنضج الكبدة بشكل كافي لقتل بكتيريا السالمونيلا، وهي نوع بكتيريا يسبب التهابات خطيرة للأم وللجنين.
- حتى وإن كان تناول الكبدة بكميات قليلة فإن الحذر من تناولها في فترة الحمل أساسي، ويعود ذلك لتخزين الجسم للفيتامين أ، الأمر الذي يجعل تناول الكبدة بكميات قليلة خطير وسام للطفل.
هل زيت كبد الحوت آمن أثناء الحمل؟
يُعد زيت كبد الحوت الذي يتوفر على شكل مكملات غذائية صدر ممتاز وغني جداً بأوميغا 3 وبعض الفيتامينات، إلا أنه من الضروري تجنب تناوله في فترة الحمل، إذ يحتوي هذا الزيت على نسب عالية من فيتامين أ على شكل ريتينول، أي أنه مثل كبدة البقر. [4]
لذا يمكن تناول مكمل غذائي يحتوي على فيتامينات من بينها فيتامين أ على شكل بيتا كاروتين، كبديل عن نمكمل زيت كبد الحوت، وننصح هنا بتناول المكملات المخصصة لفترة الحمل، أما إن كان سبب تناول زيت كبد الحوت هو الحصول على أحماض أوميغا 3 فمن الأفضل استشارة الطبيب المختص حول مكمل آخر يوفر حاجة الحامل اليومية من أوميغا 3. [4]مصادر بديلة لفيتامين أ للحامل
فيتامين أ ضروري جداً لصحة الطفل، ولكن لأن الكبد غير آمن في فترة الحمل، فهناك عدة خيارات أخرى آمنة على الجنين والحامل يمكن اعتمادها كمصادر أساسية بديلة لفيتامين أ، إذ يتواجد فيها فيتامين أ على شكل بيتا كاروتين، وأهم هذه المصادر: [3]
- البطاطا الحلوة.
- اللفت الأخضر.
- السبانخ.
- اليقطين.
- الجزر.
عند الحديث عن الكبدة للحامل ومخاطر تناولها على صحة الجنين والأم وأنه غير آمن بشكل كامل وفي ذات الوقت لا يمكن حظره عليها بشكل تام، فالخطورة من تناوله تكمن في الكمية أو الافراط فيه، وعليه يمكنها اتباع النصائح وأخذ الاحتياطات عند تناوله لتجنب أي مخاطر على صحتها وصحة الجنين.