الفنانة حياة الفهد من التمريض إلى التمثيل
من ممرضة في مستشفى بالكويت، إلى حيازة لقب "سيدة الشاشة الخليجية"، مشوارها الفني طويل، خاضت في مختلف جوانبه السينمائية والإذاعية والتلفزيونية والمسرحية، حازت خلاله العديد من الألقاب، ومرت بالعديد من المطبات التي تجاوزتها بشغف المحب لمهنة التمثيل، بل تخطتها لمواهبٍ أخرى في كتابة الشعر والقصص، الفنانة حياة الفهد وتفاصيل أخرى عن حياتها وأعمالها في مقالنا التالي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
طفولة حياة الفهد وعائلتها
ولدت الممثلة الكويتية حياة أحمد يوسف الفهد في منطقة شرق بالعاصمة الكويتية بتاريخ 18 نيسان/أبريل عام 1948، ثم انتقلت مع عائلتها إلى منطقة المرقاب عندما كانت في الخامسة من عمرها بعد وفاة والدها. [1]
لم تكمل حياة دراستها الابتدائية، لكنها أتقنت القراءة والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، وعانت من قسوة أمها وتسلطها بعد فقدانها لوالدها، وقد تزوجت الفنانة حياة الفهد مرتين، وأنجبت 4 أبناء أكبرهم سوزان المتزوجة من عبد اللطيف ابن الفنان خالد العبيد وأصغرهم روزان. [1]
بداية حلم الفنانة حياة الفهد
لم تكن حياة تخطط أن تصبح ممثلة من قبل، غير أنها اكتشفت حبها للفن في بداية الخمسينيات بعد أن شاهدت فيلماً سينمائياً من بطولة فريد الأطرش، أصبحت بعدها تتردد على السينما، وسرعان ما تحوّل هذا الأمر إلى هواية تمارسها باستمرار. [1]
تدخل القدر لصالح الممرضة الجديدة حياة الفهد في مشفى الصباح بالعاصمة الكويتية، حيث تمكنت وصديقتها أمينة الشراح من لفت نظر رئيس فرقة تمثيلية كان في زيارة إلى المشفى هو الفنان أبو الجسوم الذي سألهما من منهما ترغب بأن تصبح ممثلة؟ [1]
فأجابت الشراح بأنها ترغب بأن تصبح مذيعة، إلا أن صديقتها حياة الفهد تحلم بدخول عالم التمثيل منذ زمن طويل، فعرض على الأخيرة فرصة الانضمام إلى فرقته بعد حصولها على إذن العائلة، وكأنه بسؤاله قد توقع ردة فعل العائلة على عرضه. [1]
فوالدة حياة الفهد المحافظة استشاطت غضباً من ابنتها الهاوية للتمثيل وأوسعتها ضرباً إلا أنها لم تستطع إبعاد حياة عن فكرة التمثيل ،التي أخذت تزداد إصراراً وعناداً فقررت بعد شهرين من المواجهات الصعبة الإضراب عن الطعام، وطلبت وقتاً إضافياً من أبو الجسوم حتى تتمكن من إقناع عائلتها. [1]
هنا عاد القدر ليتدخل لصالح حياة الفهد حيث تمكن أبو الجسوم من مقابلة أخيها أثناء عمله في إحدى القطع العسكرية التي كان شقيق حياة يخدم فيها، وتمكن من إقناعه بأهمية الموهبة التي تتمتع بها أخته حتى لانَ الأخ وأقنع والدته بالسماح لحياة بخوض تجربة التمثيل على أن يرافقها شقيقها خلال عملها. [1]
بذلك شهد عام 1963 انطلاق المسيرة المهنية للممثلة الكويتية حياة الفهد من خلال مشاركتها في مسرحية (الضحية) للمؤلف صقر الرشود، وفي العام التالي كانت بداية عملها في التلفزيون من خلال انضمامها إلى طاقم الممثلين في مسلسل (عايلة بو جسوم). [1]
أهم أعمال حياة الفهد
قدمت حياة الفهد العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية ما بين مسلسلات ومسرحيات وسهرات تلفزيونية خلال مسيرتها الفنية الممتدة في المجال الفني والإعلامي، حيث تركت سيدة الشاشة الخليجية بصمتها الخاصة على الشاشة الكبيرة (السينما) عبر فيلمين هما: [1] [2]
- بس يا بحر عام 1971.
- فيلم الصمت عام 1976.
أما أعمالها التليفزيونية فهي كثيرة، ونذكر باختصار فيما يأتي بعض أعمال حياة الفهد:
- خارج الأسوار 2011
- الجلبيب 2011
- سيدة البيت 2012
- حبر العيون 2012
- البيت بيت أبونا 2013
كما عادت سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد إلى جمهورها بعمل تراجيدي تراثي ضخم بعنوان (بياعة النخي) الذي عُرض خلال شهر رمضان 2016 للمنتج (باسم عبد الأمير)، بعد قرار الفهد بوقف التعامل مع عامر صباح منتج أعمالها التلفزيونية في السنوات الأخيرة. [2]
إذ حمل العمل أبعاداً إنسانية وقدم مجموعة من الرسائل الاجتماعية التي يمكن للناس الاستفادة منها، وبذلك تكون الفهد قد اتجهت مجدداً إلى الدراما التراثية المعروف شغف الفنانة الخليجية بهذا النوع من الأعمال. [2]
حياة الفهد والمسرح
لعالم المسرح الساحر حصة كبيرة في تاريخ الفنانة الكويتية حياة الفهد، وفيما يأتي ندرج أهم الأعمال المسرحية التي شاركت فيها: [2]
- الضحية 1963
- فلوس ونفوس 1969
- ضاع الديك 1971
- حرم سعادة الوزير 1976
- السدرة 1977
- سيف العرب 1992
- صح النوم يا عرب 2004
في مطلع عام 2015، نفت الفنانة القديرة حياة الفهد ما تردد عن عودتها للعمل المسرحي من خلال شائعة قالت "بوجود عمل سيجمعها مع كوكبة من نجوم داخل الكويت وخارجه". [2]
ولم تكتفِ بنفي خبر مشاركتها في عمل مسرحي جديد بل أعلنت أنها اعتزلت المسرح بصورة نهائية لتقطع الطريق على أي شائعات ممكن أن تظهر مجدداً في المستقبل. [2]
وقالت الفهد: "ما تردد عن عودتي إلى الوقوف فوق خشبة المسرح لا صحة له بتاتاً، فكثير من الأسباب تمنعني من ذلك، يأتي في مقدمتها مشكلة غياب النص الجيد التي يعاني منها غالبية المسرحيين في الخليج والوطن العربي مع تقديري لجميع الكتاب الموجودين في الساحة". [2]
الإذاعة ملتقى حياة الفهد مع نجوم الصف الأول
عملت حياة الفهد كمذيعة في راديو الكويت في الفترة ما بين عامي 1965-1968، قدمت خلالها عدداً من البرامج الإذاعية مع كل من أمل عبد الله وجاسم كمال. [1]
وبالنسبة للأعمال الإذاعية، بادرت وزارة الإعلام الكويتية إلى لمّ شمل نجوم الصفّ الأول بالكويت والخليج، وهم: عبد الحسين عبد الرضا، سعاد عبد الله، حياة الفهد، سعد الفرج، في عمل درامي إذاعي بعنوان "سواها البخت". [1]
وتعد هذه هي المرّة الأولى في تاريخ الفنّ الكوّيتي التّي يجتمع فيها النجوم الأربعة الكبار في عمل واحد، والمرة الأولى التي تمثل فيها النجمة حياة الفهد إلى جانب الممثل الكويتي القدير عبد الحسين عبد الرضا. [1]
حمل العمل الإذاعي اسم (سواها البخت)، وكان من تأليف عبد العزيز الحشاش وإخراج فيصل المسفر، وتدور قصته حول 4 شخصيّات يعيشون في نفس الدور (الطابق)، داخل إحدى العمارات السّكنية، وتجمعهم علاقة الجّيرة، إلا أنّ العلاقة بينهم معقّدة ومتذبذبة، خصوصاً أنّهم متقاربون في المرحلة العمرية، حيث تتراوح أعمارهم بين الخمسين والستين. [1]
علقت الفنانة القديرة حياة الفهد على هذه التجربة بقولها: "(سواها البخت) أن نجتمع في الإذاعة، ومن يدري ربّما يحدث ونلتقي أيضاً في التلفزيون أو المسرح، كما أشكر إذاعة الكويت على اهتمامها بوجود الجيل الأوّل عبر أثيرها". [1]
تكريمات وجوائز حياة الفهد
حصدت الفنانة الكويتية حياة الفهد عدة جوائز على مدار مسيرتها الفنية، أهمها ما يأتي: [2]
- جائزة أفضل ممثلة كدور أول في مسرحية (إذا طاح الجمل) من (مهرجان الكويت المسرحي) لعام 1989.
- جائزة أحسن ممثلة عن دورها في مسلسل (ثمن عمري) من (مهرجان القاهرة) التاسع للإذاعة والتلفزيون لعام 2003.
- جائزة دولة الكويت التقديرية على هامش مهرجان القرين الثقافي عام 2008.
تعاون حياة الفهد وسعاد عبدالله
قدمت حياة الفهد ثنائيةً ناجحةً مع نجمة الكويت الأخرى سعاد عبدالله خلال مسيرتهما الفنية، وكانت ثمرة هذا التعاون أعمالاً تلفزيونية شكلت بصمة في عالم الفن الخليجي والعربي، ومنها ما يأتي: [2]
- رقية وسبيكة.
- على الدنيا السلام.
- خالتي قماشة.
- سليمان الطيب.
- خرج ولم يعد.
- درس خصوصي وغيرها الكثير.
ومع نهايات عام 2012، كانت الفرصة سانحة لإعادة لم الشمل بعد مرور 13 عاماً على آخر عمل جمعهما وهو مسلسل (عيال الذيب) الذي عُرض عام 2000، فتلقت كل من النجمتين حياة الفهد وسعاد عبدالله عرضاً للمشاركة في عمل درامي جديد للكاتبة وداد الكواري والمخرج عبد الخالق غانم يحمل اسم (عساكم من عواده). [2]
إلا أن إصابة المخرج غانم بوعكة صحية أحالت العمل إلى المخرج غافل فاضل الذي أبصر المسلسل النور على يده خلال الموسم الرمضاني لعام 2013 تحت عنوان (البيت بيت أبونا). [2]
مواهب حياة الفهد المستترة
إلى جانب مسيرة حياة الفهد الفنية، كان للنجمة الخليجية مواهب كتابية حاولت ترجمتها إلى مجموعة من الأشعار والقصص إلى جانب محاولات متواضعة لكتابة السيناريوهات، حيث كتبت العديد من الأعمال التلفزيونية آخرها المسلسل التراثي (بائعة النخي). [1]
كما كان لها ديوان شعر واحد يحمل توقيعها صدر في نهاية سبعينيات القرن العشرين تحت عنوان (عتاب)، إلا أن الفنانة الكويتية لا تعتبر نفسها شاعرة حيث صرحت في إحدى مقابلاتها تعليقاً على قصيدة كتبتها بعنوان (يا سعود): "أنا لست شاعرة ولكنها شغلات بسيطة خطرت في بالي وكتبتها ولا أعتقد أنها تسمى شعراً". [1]
ختاماً، مشوار حياة الفهد يتميز بالبساطة التي تحمل التميز بين تفاصيلها والقوة الكامنة للدفاع عما تؤمن به، فسعيها الدؤوب لإقناع والدتها بعملها كممثلة ليس سوى دليل على الشغف الذي تتمتع به لهذه المهنة، مما جعلها تتميز بكل عمل تقوم به فتدفع الجمهور لانتظارها بشوق لمتابعة آخر أدوارها.