الفرق بين الحيض والاستحاضة
الفرق بين الحيض والاستحاضة من الأمور المهمة التي يجب على النساء معرفتها كونها تؤدي لمسائل شرعية واجبة على كل مسلمة، مثل جواز الجماع أو عدم جوازه، أداء الصلاة أو عدم أداؤها وغيرها الكثير من الأحكام الشرعية المتعلقة بالحيض والاستحاضة، وخلال هذا المقال سنتعرف بشكل مفصل على الفرق بين الحيض والاستحاضة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الفرق بين الحيض والاستحاضة في السيلان والانقطاع
يجب أولاً معرفة ما هما دم الحيض ودم الاستحاضة للتفريق بينهما، إن دم الحيض يخرج من قعر رحم الأنثى عند بلوغها وتكون لها أيام معلومة ويكون الدم جبلة وطبيعي وتسمى "الدورة الشهرية"، أما دم الاستحاضة فإنه يخرج من عرق موجود في أسفل الرحم ويسمى "العاذل، ويكون دم الاستحاضة عبارة عن دم يخرج بسبب علة أو مرض [1]، وخلال ما يلي سنتعرف أكثر على الفرق بينهما: [2]
- يكون دم الحيض أو ما يعرف بالدورة الشهرية غزيراً ومتسلسلاً لكنه ينخفض بشكل مستمر لفترة زمنية اعتادت عليها الأنثى.
- يكون دم الحيض سميكاً وغليظاً وذلك نتيجة تخثر الدم، لكن دم الاستحاضة يكون سائل ورقيق القوام ويشبه في قوامه الدم الطبيعي.
- عادةً ما يكون دم الاستحاضة قليلاً وليس له موعد محدد، ولا يكون بنفس كمية دم الحيض بل أقل، ويظهر على شكل قطرات من الدم يمكن أن تلاحظها الأنثى في ملابسها الداخلية.
- يكون لون دم الحيض أسود وهذا هو الطبيعي، وتظهر له رائحة كريهة نظراً لأنه دم فاسد يخرج من الجسد نتيجة تلف الأنسجة والخلايا التي يفرزها الرحم.
- يكون لون دم الاستحاضة أحمر مثل لون الدم الطبيعي في الجسم، ولا تكون له رائحة كريهة.
- يسبب الحيض ألم وتقلصات في المنطقة السفلية من البطن لذلك قد تحتاح الأنثى إلى مسكنات الألم حتى تشعر بالراحة من الألم، لكن الاستحاضة لا يصاحبها ألم وقد لا تشعر الأنثى بالنزيف إلا عند رؤيته على ملابسها الداخلية.
- عند اقتراب موعد الحيض "الدورة الشهرية" تحدث العديد من الأعراض المصاحبة لها مثل: تقلبات المزاج واضطرابات في الحالة النفسية للأنثى، الشعور بألم في أسفل الظهر والبطن، الشعور بألم في منطقة الثدي والشعور بالتعب والحاجة إلى النوم والصداع.
- قد لا تظهر أعراض عند الاستحاضة نتيجة قلة النزيف لذلك لا تسبب تأثيرات على الجسم، لكن من الممكن أن تسبب الاستحاضة ألم عند التبول أو الشعور بالحرقان، كما يمكن أن تسبب ألماً عند الجماع، حكة في المهبل وانقطاع أو عدم انتظام الدورة الشهرية، لكن في بعض الحالات قد تكون الاستحاضة عارضاً لمرض لذلك ينبغي استشارة الطبيب.
الفرق بين الحيض والاستحاضة بعد النفاس
يخرج من المرأة ثلاثة أنواع من الدم، وهي: دم الحيض، دم الاستحاضة ودم النفاس، فهناك فرق بين الحيض والاستحاضة بعد النفاس التي يجب على المرأة معرفتها، وفيما يلي سنتعرف على الفرق بينهما: [3]
- يخرج دم الحيض من المرأة مرة شهرياً ويستمر نزول الدم بضعة أيام.
- دم النفاس هو الدم الذي يخرج من المرأة بعد أن تلد ويستمر نزول دم النفاس لمدة تتراوح ما بين عشرة إلى أربعين يوماً.
- أما دم الاستحاضة فإنه الدم الذي يخرج من المرأة في غير أيام الحيض أو النفاس وليس له موعد محدد.
- يمنع على المرأة الحائض والنفاس الصلاة والصوم نهائياً، وبعد الاغتسال من الحيض يجب على المرأة الصلاة والصيام، أما مدة النفاس فهي أربعين يوماً لذلك بعد إتمام هذه الفترة يمكن للمرأة الاغتسال والصلاة والصيام حتى وإن كان يوجد هناك دم فإنه يجب عليها الاغتسال وتأدية العبادات.
- عند الاستحاضة يجب على المرأة الصلاة بشرط أن تتوضأ عند كل صلاة، ويمكنها أيضاً الصيام أثناء الاستحاضة. [4]
الفرق بين الحيض والاستحاضة فيما يتعلق بالطواف بالبيت العتيق
الفرق بين الحيض والاستحاضة فيما يتعلق بالطواف بالبيت العتيق أمر مهم جداً يجب معرفته، وفيما يلي سنوضح الفرق بينهما: [5]
الحيض فيما يتعلق بالطواف بالبيت العتيق
يحرم على المرأة الحائض أن تطوف بالبيت العتيق "الكعبة المشرفة" سواء كان نافلة أو فرضاً، وقد دلَّ على ذلك قول رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم-: (الطَّوافُ بالبيتِ بمنزلةِ الصلاةِ إلا أنَّ اللهَ قد أَحَلَّ فيهِ النُّطْقَ)، وقوله -صلّ الله عليه وسلّم- لِأُم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عندما حاضت في الحجّ: (افْعَلِي كما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي).
الاستحاضة فيما يتعلق بالطواف بالبيت العتيق
لا يمنع دم الاستحاضة المرأة من أداء الصلوات الخمس والصيام، وقد دلَّ على ذلك ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (جَاءَتْ فَاطِمَةُ بنْتُ أبِي حُبَيْشٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فلا أطْهُرُ أفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، إنَّما ذَلِكِ عِرْقٌ، وليسَ بحَيْضٍ).
لكن الاستحاضة تُنقض الوضوء لذلك يتوجب على المرأة غسل الفرج قبل الوضوء، ولمنع أو تقليل النجاسة يمكن للمرأة أن تحشو الفرج بقطن على أن لا يسبب هذا الأمر أذىً لها كما يجب أن لا تكون صائمة، ويجب عليها الوضوء قبل أداء كل صلاة.
وتكون المرأة المستحاضة في حكم الطَّاهر في خمسة أمورٍ وهي: الصَّلاة، والصِّيام، والطَّواف، والطَّلاق، والغُسل.
الفرق بين الحيض والاستحاضة في الصلاة
يجب على المرأة المستحاضة أداء الصلاة مع ضرورة الوضوء قبل أداء كل صلاة، أما الحائض فإنه يحرم عليها الصلاة وذلك بدليل ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ". [6]
أما عن الاغتسال، فجيب على الحائض أن تغتسل من الحيض عند طهارتها منه، لكن المستحاضة لا يجب عليها الاغتسال لكن يستحب عليها الاغتسال الفجر غسلة واحدة، والاغتسال للظهر والعصر والمغرب والعشاء غسلة واحدة، مع التنويه على أن الوضوء واجب عليها قبل كل صلاة وذلك بدليل قول رسول الله صلّ الله عليه وسلم: "ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ".
الفرق بين الحيض والاستحاضة في الصيام
يحرم على المرأة الحائض الصيام في رمضان أو صيام النوافل، كما أنها تمنع أيضاً عن الصلاة، وذلك حتى تنتهي فترة الحيض لديها، وبعد انتهاء فترة الحيض يجب على المرأة الاغتسال وأداء العبادات مثل الصلاة والصيام. [7]
إن المستحاضة في حكم الطاهر في الصلاة والصيام والطواف والطلاق والغُسل، وبذلك يمكن للمرأة المستحاضة أن تصوم في شهر رمضان وكذلك النوافل، فالاستحاضة لا تسقط الصلاة ولا الصيام ولا تمنع الجماع.
كما يجوز للمرأة المستحاضة علماً أنه حدث أصغر بأن تقرأ القرآن، ولا تُسقطُ الصلاةَ ولا تَمنعُ صحتها؛ وهي رخصة للضرورة، ولا تمنع الجماع، ولا تُحرِّم الصومَ فرضاً أو نفلاً، ولا مس المصحف، ولا دخول المسجد أو الطواف".
لكن المرأة المستحاضة تُطالبُ بحبس الدم ما أمكنها ذلك، وتتوضأ لوقت كل صلاة على سبيل الوجوب عند الجمهور، وعلى سبيل الاستحباب كما ذهب إليه الإمام مالك.
تعرفنا خلال هذا المقال على الفرق بين الحيض والاستحاضة، وبذلك نكون قدمنا معلومات وافية ومفيدة تُبيّن للمرأة كيفية التفريق فيما بينهما.