العيد الوطني في سلطنة عمان
تقع سلطنة عمان غرب قارة آسيا في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية، تبلغ مساحتها 309.500 كيلو متر مربع، تطل على خليج عمان من الشمال، وبحر العرب من الشرق.
وتحدّها اليمن من الجنوب الغربي، والمملكة العربية السعودية من الغرب. نستعرض في هذا المقال أهم الأحداث التي ساهمت في تأسيس سلطنة عمان، مع تذكر اليوم الوطني لها وأبرز طقوس الاحتفال به.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لمحة تاريخية عن سلطنة عمان
حافظت سلطنة عمان منذ العصور القديمة على علاقات قوية مع الحضارات الأخرى مشكلة محطة مهمة على طريق الحرير القديم.
فقد تمتعت بعلاقات ودية مع العديد من القوى الكبرى في العالم وعززت روابطها مع الشعوب والثقافات الأخرى مثل:
الصين والهند وبلاد ما بين النهرين ووادي النيل،حيث ساعدها موقعها الجغرافي الحيوي لتكون دولة ذات تأثير كبير على الساحة الدولية.
خضعت مسقط وعمان لسيطرة الإمبراطورية الفارسية، منذ القرن السادس قبل الميلاد وحتى وصول الإسلام إليها؛ حيث حكمتها سلالتي باراثيون وساسانيون في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الاحتلال البرتغالي للسلطنة منذ عام 1508-1648
احتلّ البرتغاليون مسقط لمدة مئة وأربعين عاماً من عام 1508 وحتى عام 1648، ذلك بعد اكتشافهم الطريق البري إلى الهند ورأس الرجاء الصالح.
بالإضافة إلى رغبتهم في حماية ممراتهم المائية، وفي حلول عام 1650 قام الإمام سلطان بن سيف بطرد البرتغاليين بمساعدة زعماء القبائل العمانية.
ثم قاد الحكم في سلطنة عمان آل البوسعيد التي أسسها الإمام أحمد بن سعيد عام 1744، ونجحت هذه السلالة في جعل عمان دولة قوية ذات نفوذ ومؤثرة حتى يومنا هذا.
مع ذلك فإن الطريق نحو الازدهار تخللته بعض فترات الضعف والصراع الداخلي داخل أسرة آل سعيد الحاكمة في ذلك الوقت إثر وفاة الإمام أحمد بن سعيد في عام 1783.
التي قادت إلى أن تكون دولة معزولة عن العالم الخارجي، حيث أصبحت سلطنة عمان محطة لأطماع قوى أجنبية.
القوة الاقتصادية وتقسيم البلاد في معاهدة السيب ثم الوحدة
أما في بداية القرن التاسع عشر، أصبح العمانيون يشكلون قوة اقتصادية من خلال استغلال موقعهم في المحيط الهندي.
ومعرفتهم بالملاحة البحرية المكتسبة من البرتغاليين؛ فقد وصلوا بفضل ذلك إلى أراضٍ أجنبية، كما استولوا على بعض سواحل إيران وباكستان بالإضافة إلى موانئ زنجبار وكينيا.
حاول البريطانيون السيطرة على مسقط في نهاية القرن التاسع عشر، من خلال تحويلها لمحمية بريطانية من دون استخدام القوة.
حيث ظهر خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تمردٌ في سلطنة عمان قاده أعضاء الطائفة الإباضية المقيمة في المناطق الداخلية لعمان، التي تركزت حول بلدة نزوى.
حيث أرادت تلك الطائفة أن يتسلم زعيمهم الديني مركز إمام سلطنة عمان؛ وقد حُلّ هذا النزاع حينها بشكل مؤقت بموجب معاهدة السيب في 25 أيلول عام 1920.
(اتفاقية بين السلطان تيمور بن فيصل والإمام محمد بن عبد الله الخليلي، التي تقرّ بتقسيم البلاد بين إقليم الساحل "سلطنة مسقط" وإقليم الداخل "إمامة عمان").
تلك التي منحت الزعيم الديني لهم الحكم الذاتي في المناطق الداخلية من عمان، والاعتراف بالسيادة الإسمية للسلطان.
ثم تجدّد النزاع مرة أخرى في عام 1954؛ بسبب التمرد من قبل الإباضين ضد جهود السلطان تيمور بن فيصل لتوسيع الرقابة الحكومية في الداخل.
وقد هُزم المتمردون في عام 1959 بمساعدة بريطانيا وأُنهيت حينها معاهدة السيب، حيث توحّدت عمان ومسقط في دولة واحدة حملت اسم سلطنة عمان.
سلطنة عُمان في ظل حكم السلطان قابوس
شكل عام 1970 نقطة محورية في تاريخ سلطنة عمان، من خلال تسلّم قابوس بن سعيد آل سعيد حكم البلاد، حيث واجه في البداية الكثير من التحديات في بلاده كالفقر والبطالة والأمية.
إلا أنه حسّن وضع البلد اقتصادياً واجتماعياً، كما حافظ على العلاقات السلمية مع دول شبه الجزيرة العربية.
وقد استثمر قابوس عائدات النفط في سلطنة عمان؛ لتأسيس بنية تحتية وطنية في بناء الطرق والمدارس والمستشفيات والمرافق العامة.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر في عام 1990 وضع قابوس دستوراً للبلاد يضمن الحقوق المختلفة، أما في كانون الأول/ ديسمبر لعام 2000 عين السلطان قابوس 48 عضواً لمجلس الدولة بينهم خمس نساء.
وقد حاول الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية طويلة الأمد مع كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
العيد الوطني في سلطنة عمان
يحتفل العمانيين كل سنة في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر بذكرى استقلالهم وطرد الاحتلال البرتغالي في عام 1650، حيث يصادف عيد ميلاد السلطان قابوس بن سعيد نفس اليوم في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر.
مما يجعل العمانيين يحتفلون يومين على التوالي من كل سنة، حيث يتم الاحتفال بهذه المناسبة بتنظيم المسيرات وعروض الألعاب النارية،كذلك سباقات الهجن في جميع أنحاء البلاد؛ لتصبح الطرقات أكثر انشغالاً وازدحاماً من المعتاد.
الأسماء التي أُطلقت على سلطنة عمان
عُرفت سلطنة عمان بالعديد من الأسماء على مدى تاريخها الطويل، وأشهر هذه الأسماء هو ماجان، وميزون.
ويعود كل من الاسمين إلى حقبة السومريين فكانوا يقصدون بـ"ماجان" بناء السفن وصهر النحاس، أما "ميزون" فتعني الغيوم والمياه المتدفقة الوفيرة.
السلاطين الذين حكموا عمان
- سليم الأول بن سلطان منذ عام 1804 حتى عام 1806.
- سعيد الثاني بن سلطان منذ عام 1806 حتى عام 1856.
- ثويني بن سعيد منذ عام 1856 حتى عام 1866.
- سليم الثاني بن ثويني منذ عام 1866 حتى عام 1868.
- عزان بن قيس منذ عام 1868 حتى عام 1971.
- تركي بن سعيد منذ عام 1871 حتى عام 1888.
- فيصل بن تركي منذ عام 1888 حتى عام 1913.
- تيمور بن فيصل منذ عام 1913 حتى عام 1932.
- سعيد الثالث بن تيمور منذ عام 1932 حتى عام 1970.
- قابوس بن سعيد منذ عام 1970 حتى وقتنا الحالي.
العَلَم الوطني لسلطنة عمان
يتكون العَلَم الوطني لعمان من ثلاثة ألوان تقع على شكل خطوط متوازية من الأعلى للأسفل وهي، أبيض وأخضر وأحمر، مع خط عامودي أحمر اللون على اليسار، الذي يحتوي على الشعار الوطني لسلطنة عمان (خنجر، وسيفين).
يمثلان الأسلحة التقليدية للعمانيين، كما يرمز اللون الأبيض إلى السلام، واللون الأخضر إلى الخصب والزراعة، أما اللون الأحمر يرمز للمعارك ضد الغزو الأجنبي، وقد اعتُمِدَ هذا العلم رسمياً للبلاد في 17 أيلول/ سبتمبر من عام 1970.
النشيد الوطني لسلطنة عمان
تعددت الروايات حول هوية مؤلف النشيد الوطني لسلطنة عُمان وملحنه أيضاً؛ فهناك مصادر ذكرت أن الشاعر العُماني حفيظ بن سالم السيل الغساني هو من ألف النشيد.
في حين قالت مصادر أخرى أن المؤلف هو الشاعر العماني توفيق عزيز الذي حكى قصة كتابة وتلحين النشيد في لقاء مع تلفزيون عمان الرسمي.
حيث نسبه لنفسه عندما كتب كلماته للحن جاهز قال أن مؤلّفه ملحن أوروبي لا يعرفه؛ كتب اللحن بمناسبة افتتاح قناة السويس في عام 1869 للترحيب بسلطان عُمان بين الضيوف.
بينما قالت مصادر أخرى بأن النشيد من ألحان الموسيقي جيمس فريدريك ملز..فعلى الرغم من تعدد الروايات حول كتابة وتلحين هذا النشيد إلا أن الثابت الوحيد.
هو النشيد الذي كُتب في عام 1970 وأجري على كلماته تعديل بسيط في عام 1996؛ ويقول النشيد:
يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان
والشعب بالأوطان
بالعز و الأمان
وليدم مؤيداً
عاهلاً ممجداً
بالنفوس يفتدى
ياعمان نحن من عهد النبي
أوفياء من كرام العرب
أبشري قابوس جاء
فلتباركه السماء
واسعدي والتقيه بالدعاء
أخيراً.. كانت سلطنة عمان كغيرها من الدول قد عاشت فترات ضعف وفترات قوة، حيث ناضل شعبها وقيادتها بقوة لكي تبقى البلاد شامخة عزيزة، بعيدة عن أي أطماع أجنبية، وأثبتوا أن الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلى في تربة التضحيات.