العيد الوطني الجزائري (عيد الاستقلال)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الجمعة، 05 يوليو 2024
مقالات ذات صلة
تهنئات خاصة من النجوم بمناسبة عيد الاستقلال
فعاليات وأنشطة عيد الاستقلال الأردني 2024
كلمات عن العيد الوطني الكويتي

من رحم الإرادة والإصرار على الحياة، وضعوا أيديهم مجتمعة في صلب الموت، فقدموا الغالي والنفيس في ثورتهم، وخلقوا في هذا الرحم مولوداً جديداً سموه "العيد الوطني"، الذي أنجب جيلاً مفعماً بالعز والوطنية والانتماء، إنهم الجزائريون، إذ يعد العيد الوطني لدى الشعب الجزائري مناسبة مميزة، فهو تاريخ بدء الثورة الجزائرية في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1954، التي أسفرت عن تحقيق الاستقلال للجزائر عام 1962.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

الاحتفال بالعيد الوطني الجزائري

اختار الجزائريون يوم الأول من تشرين الثاني/نوفمبر عيداً وطنياً، لإحياء ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي، هذه الثورة التي أوصلت الجزائريين للاستقلال، بعد أن بلغ عدد الشهداء مليون ونصف شهيد، فأُطلق على الجزائر منذ ذلك الحين "بلد المليون شهيد". [1]  

اختلطت في هذا اليوم مشاعر الفرح بقيام الثورة بمشاعر الألم والحزن على عدد الضحايا الكبير الذي فقده الشعب الجزائري خلال هذه الثورة، ودفعه ثمناً غالياً للتخلص من الاستعمار. [1]

لذلك تقتصر الاحتفالات في هذا اليوم على إقامة المعارض التراثية، ورفع الأعلام الوطنية، وزيارة المتاحف التي تحوي صوراً لقادة الثورة الجزائرية، والأسلحة التي اُستخدمت خلال هذه الثورة ، والأمر ذاته يحدث في كل سفارات الجزائر حول العالم. [1]

النشيد الوطني الجزائري

ألّف النشيد الوطني الجزائري الشاعر الجزائري مفدي زكريا عام 1956، في حين تعاقب على التأليف الموسيقي عدة ملحنين، أولهم كان التونسي محمد التريكي، وأخيراً اُعتمد تلحين الشاعر المصري محمد فوزي للنشيد الوطني الجزائري عام 1963، وحمل عنوان "قسماً"، وتتمثل كلماته فيما يأتي: [2]  

قـــسما بالنازلات الـماحقات والـدماء الـزاكيات الطـــاهرات

والبــنود اللامعات الـخافقات في الـجبال الشامخات الشاهقات

نحن ثــرنـا فحــياة أو مـمات وعقدنا العزم أن تـحيا الجـزائر

فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا

نحن جند في سبيل الـحق ثرنا وإلى استقلالنا بالـحرب قـــمنا

لـم يكن يصغي لنا لـما نطــقنا فاتــخذنا رنة البـارود وزنـــــا

وعزفنا نغمة الرشاش لــــحنا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر

فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا

يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كــما يطوى الكـــتاب

يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب فاستعدي وخذي منــا الجواب

إن في ثــورتنا فصل الـخطاب وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر

فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا

نحن من أبطالنا ندفع جنــــــدا وعلى أشـلائنا نصنع مجــــدا

وعلى أرواحنا نصعد خـــــلدا وعلى هامــاتنا نرفع بنــــــدا

جبهة التـحرير أعطيناك عـهدا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر

فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا

صرخة الأوطان من ساح الفدا اسـمعوها واستجــيبوا للنــــدا

واكـــتبوها بـــدماء الــشهــداء واقرأوهــا لبني الـجـيل غــــدا

قد مددنا لـك يا مـــجد يــــدا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر

فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا

العلم الوطني الجزائري

يعد العلم الوطني من ثوابت الجزائريين فهو علم الثورة الجزائرية، صمّمه حسين بن أشنهو عام 1934، وخيّطه الخياطان عبد الرحمن سماعي وسيد أحمد العمراني، حيث ظهر للمرة الأولى خلال مظاهرات الثامن من أيار/مايو عام 1945 في سطيف، وحمله آنذاك الكشّاف سعال أبو زيد، الذي كان أول شهيد في هذه المظاهرات. [2]

اُعتمد هذا العلم رسمياً المؤتمر الأول لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في منتصف شباط/فبراير 1947، ثم تبناه حزب جبهة التحرير الوطني التي اتخذته راية للكفاح في سبيل تحرير الجزائر ابتداء من 1 نوفمبر 1954، بعد ذلك اعتمدته الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عام 1958. [2]

وبعد الاستقلال تم إدراج العلم في الدستور الجزائري عام 1963، حيث نصت المادة السادسة منه على أن "علم الدولة أخضر وأبيض يتوسطه هلال ونجم أحمران"، حيث يرمز اللون الأخضر للأراضي الخصبة، ويرمز اللون الأبيض للسلام، في حين يرمز اللون الأحمر لدماء الشهداء، أما الهلال والنجمة فيرمزان للإسلام، حيث تمثل النجمة أركان الإسلام الخمسة". [2]

ومنذ ذلك الحين، يُرفع العلم الجزائري على جميع الأبنية الرسمية في البلاد، وعلى السفارات في الخارج، ويكون العلم حاضراً في كل الاحتفالات والمناسبات الجزائرية كالعيد الوطني، وعيد الاستقلال. [2]

وفي المقابل، يُحظر التعدي على العلم الوطني، حيث تنص المادة 160 من قانون العقوبات الجزائري: "أن من يمزق العلم طوعاً وعلانية أو يشوهه، يُعاقَب بالسجن لمدة تتراوح بين الخمس والعشر سنوات". [2]

لمحة تاريخية عن الجزائر

تسمية الجزائر بـ"فرنسا ما وراء البحار"

بقيت الجزائر تابعة للإمبراطورية البيزنطية حتى عام 635، حيث دخلها المسلمون، وأصبحت جزءاً من الدولة الإسلامية، وتعاقب على حكمها الأمويين فالعباسيون ثم الفاطميون. [3]  

بعد ذلك، احتلها الإسبان عام 1509، ثم الدولة العثمانية عام 1555 التي بقيت سيادتها على الجزائر اسمية، في حين كان الحكم الفعلي بيد حاكم الجزائر الذي كان يُدعَى (الداي). [3]

استغلت فرنسا الخلاف الذي حدث بين الداي الجزائري والقنصل الفرنسي في الجزائر، بعد مطالبة الداي للقنصل بدفع قيمة القمح الذي استوردته بلاده من الجزائر، لكن القنصل رفض، فغضب الداي الذي كان يحمل مروحة بيده، فألقاها وأصابت أنف القنصل الفرنسي. [3]

الأمر الذي اعتبرته فرنسا إهانة للشرف الفرنسي، وقامت إثر هذه الحادثة باحتلال الجزائر عام 1830، ثم ضمتها إلى أراضيها مطلقةً عليها اسم "فرنسا ما وراء البحار" في عام 1834، حيث فرضت اللغة الفرنسية، وفتحت باب الهجرة للفرنسيين إلى الجزائر، وأعطتهم أراضي الجزائريين كي يستقروا فيها، كما ارتكبت مجازر بحق الجزائريين. [3]

ثورة عبد القادر الجزائري

ومنذ بداية الاحتلال لم تتوقف المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وكان أشهرها آنذاك ثورة عبد القادر الجزائري عام 1832، التي تمكن عبد القادر من خلالها السيطرة على عدة مدن جزائرية، فأجبر فرنسا على توقيع معاهدة ديميشال (Dimical) معه في 24 شباط/فبراير عام 1834. [2]

واعترفت فرنسا بموجبها بسيطرة الأمير عبد القادر الجزائري على غرب الجزائر، لكنها خرقت المعاهدة وحاولت قمع الثورة من جديد، إلا أنها هُزمت ووقعت معاهدة جديدة حملت اسم التافنة (Altavenh) في الثلاثين من أيار/مايو عام 1837. [2]

عادت فرنسا وخرقت المعاهدة من جديد، واستخدمت سياسة الأرض المحروقة، التي تعني حرق المنطقة التي يوجد فيها الثوار، وبهذه السياسة نجحت فرنسا في قمع الثورة بوحشية عام 1847، وألقت القبض على عبد القادر الجزائري، ثم نفته إلى سوريا. [2]

الثورة الجزائرية… الطريق نحو الاستقلال

استمرت فرنسا في احتلال الجزائر وممارساتها ضد الجزائريين، على الرغم من اندلاع الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914-1918، والحرب العالمية الثانية بين عامي 1939-1945. [1]

وبعد انتهاء الحرب وتوقيع ميثاق منظمة الأمم المتحدة عام 1945، شهدت الجزائر مظاهرات تطالب بالاستقلال عن فرنسا، وجلاء القوات الفرنسية عن أراضيها، فواجهتها فرنسا بالحديد والنار. [1]

وبعد فشل كل محاولات الجزائريين لنيل حقهم في السيادة والاستقلال، أعلنوا حرب تحرير الجزائر أو الثورة الجزائرية الكبرى في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1954، التي استمرت حتى تحقيق الاستقلال عام 1962. [1]

وبذلك نكون قد تعرفنا معاً على سبب الاحتفال بالعيد الوطني الجزائري والنشيد الوطني الجزائري ودلالات العلم الوطني الجزائري وكذلك لمحة تاريخية عن اشتعال الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، إذ يعد الشعب الجزائري من أكثر الشعوب التي ذاقت مرارة الاحتلال، حيث ظلت فرنسا تحتل أراضيه لمدة 132 عاماً، قبل أن تستسلم وتقرر الانسحاب منها.

  1. أ ب ت ث ج ح "مقال إنهاء 132 عاما من الاحتلال الفرنسي للجزائر" ، المنشور على موقع web.archive.org
  2. أ ب ت ث ج ح خ د ذ "مقال الأمير عبد القادر أعطى درسا للمستعمر في احترام المواثيق والعهود وفي التعامل مع الأسرى" ، المنشور على موقع ennaharonline.com
  3. أ ب ت ث "مقال التعددية بالجزائر مسار هيمن عليه بوتفليقة" ، المنشور على موقع web.archive.org