الطرق المتاحة لعلاج نخور الأسنان وتسوساتها
يعد نخر الأسنان من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، وهو مرض وبائي معدٍ ينتج عن الجراثيم، وعندما يتعلق الأمر بعلاج هذه النخور سوف يضعك الطبيب أمام العديد من خيارات ترميم السن بعد العلاج.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قد يكون من الحكمة أن تعرف ماذا عليك أن تختار وما الذي يهمك عندما تبحث عن ترميم أسنانك المنخورة، حيث يوجد مجال كامل يتعلق بترميم الأسنان المنخورة يُعرف باسم طب الأسنان الترميمي (Restorative Dentistry).
تسوس الأسنان وأسبابه
نستطيع القول بأن تسوس أو نخر الأسنان (Tooth Decay) يحدث نتيجة تخريب الجراثيم لبنية الأسنان، حيث إن الجراثيم تتغذى على السكر الموجود في الطعام وتُنتج الأحماض التي بدورها تهدم بنية السن (يشبه الموضوع عندما تضع حمض الليمون على قطعة رخام).
وذلك بطبيعة الحال يتطلب بقاء السكريات (أي بقايا الطعام) لفترة طويلة وبقاء الجراثيم لفترة كافية لتبدأ بالتكاثر في الفم، ويحدث ذلك عند قلة العناية بصحة الفم وقلة تنظيف الأسنان.
يهدف علاج النخر بالأساس إلى القضاء على الجراثيم التي سببته وإزالة كامل أنسجة السن المصابة بالنخر أو التي وصلت إليها الجراثيم، ثم تعديل شكل الحفرة التي نتجت عن النخر بحيث تصبح ملائمة وجاهزة لاستقبال المادة الترميمية التي تعيد شكلاً ووظيفة وجمالية السن وتقيه قدر الإمكان من حصول نخور أخرى. [1]
ترميمات الأسنان المباشرة
يجب أن تتوافر في أي مادة مرممة مجموعة من المواصفات المشتركة والتي لا يمكن التنازل عنها وإلا تعتبر المادة فاشلة وغير مقبولة للعلاج أو الترميم، من هذه الصفات أن تكون مستقرة في موقعها (Stable)، متينة (Durable)، وتقبلها أنسجة الفم؛ أي أنها لا تسبب تهيجاً أو التهاباً أو حساسيةً (Bio Acceptance)، وغيرها من الصفات.
يمكن تقسيم المواد المستخدمة في ترميم حُفر النخور ضمن مجموعتين أساسيتين: ترميمات مباشرة (Direct) وترميمات غير مباشرة (Indirect).
يُقصد بالترميمات المباشرة تلك التي يتم وضعها بتطبيق مباشر من الطبيب، أي أنها ليست بحاجة لصناعة مسبقة لدى فني الأسنان مثل التلبيسات، وبالتالي لا حاجة لأخذ الطبعات (Impression)، تشتمل الترميمات المباشرة على ثلاثة أنواع رئيسية:
حشوات الكومبوزيت (Composite)
حشوات الكومبوزيت أو ما يعرف باسم الحشوات البيضاء أو الحشوات الضوئية أو الحشوات التجميلية، هي عبارة عن راتنج (Resin) مركب مع عدة مواد أخرى تساعده على الالتصاق بالسن والتصلب بفضل الضوء، يكون ليناً في عبوته أو عندما يقوم الطبيب بوضعه ضمن الحفرة المحضرة وذلك يسمح له بنحته وصقله ليعطي مظهراً أكثر طبيعية، يصبح صلباً عندما يتم تسليط ضوء خاص عليه (ضوء بطول موجة محدد يقع ضمن طيف اللون الأزرق).
يمنح الكومبوزيت مجموعة واسعة من الألوان التي صممت خصيصاً لتتطابق مع ألوان أسنان الجميع بحيث تتماهى مع السن تماماً ليصبح من الصعب كشف وجودها بالنظر بل مستحيلاً في بعض الأحيان.
عادة ما تستخدم هذه المادة لترميم نخور الأسنان الأمامية (القواطع والأنياب) خصوصاً في المناطق التي لا تتعرض لضغوط إطباقية شديدة.
تم تطوير أنواع حديثة من الكومبوزيت تعطي أفضل الأشكال التجميلية وبقوة ومتانة عالية بحيث تصبح ملائمة للاستخدام بفعالية عالية في الأسنان الخلفية (كالأضراس).
حالياً، يعتبر الكومبوزيت هو الخيار الأول لترميم الأسنان المنخورة خصوصاً بآخر تحديثاته وأجياله، حيث أنه يوفر قوة ومتانة عالية بالإضافة للشكل الجميل، كما أن عمر بقائه في الفم مقبول إلى حدٍ ما، كذلك الأمر بالنسبة إلى تكلفته.
مشكلته الأساسية هو أنه بحاجة إلى هدوء وخبرة من الطبيب أثناء التعامل معه، وأنه من الصعب وضعه داخل حفر النخر الواسعة، حيث يكون الخيار المفضل عندها وضع الأملغم (Amalgam) أو التلبيس (Crowning).
حشوات الأملغم (Amalgam)
تسمى حشوات الأملغم أيضاً بأسماء معروفة مثل حشوات الفضة، أو الحشوات المعدنية، أو الحشوات السوداء، وهي جميعها أسماء تدل على نفس المادة التي تتكون من خليطة من الزئبق من جهة، ومسحوق من خليط من المعادن مثل الفضة والقصدير والنحاس وغير ذلك من جهة أخرى.
بالرغم من أنه قد قل استعماله في السنوات الأخيرة نظراً للاعتقاد بسميته لكنه بقي السبب الأساسي خلف ذلك؛ كونه لا يعطي مظهراً جميلاً خصوصاً إذا كان موقع النخر على سن قريب من فتحة الفم.
مع كل ذلك يتمتع الأملغم بمتانة وقوة كبيرة وعمر طويل في الفم، كما أن لونه لا يتغير مع مرور السنين، بالإضافة إلى ذلك فهو رخيص الثمن نسبياً، لذلك قد يكون خياراً لكثيرين، ولكن يبقى عيبه الأساسي أنه لا يعطي شكلاً غير تجميلياً فحسب، بل حتى أن شكله يعتبر بشعاً إلى حدٍ كبير خصوصاً في حال وجود العديد منه في الفم.
الإسمنت الزجاجي (Glass Ionomers Cement)
تتكون هذه المادة بشكل أساسي من بلورات السيليكات (Silicate) (الزجاج العادي) بقياسات مجهرية صغيرة، بالإضافة إلى البوليمير وفلورات الألمنيوم الكلسية (calcium alumino fluorosilicate) ومجموعة أخرى من المواد.
تعتبر مادة جيدة ومتانتها لا بأس بها ولونها أبيض أي أنها قريبة إلى حد ما من السن، كما أنها تتميز بقبول عالٍ من الجسم؛ أي أنها لا تسبب التهابات أو تهيجات في حال كانت قريبة من اللثة مثلاً، لكن بالمقابل عمرها في الفم قصير نسبياً وليست بقوة الأملغم أو الكومبوزيت.
بالإضافة لكونها حشوة مؤقتة ممتازة ينصح بتطبيق الإسمنت هذا لدى الأطفال، حيث إنه معروف بقدرته على تحرير الفلور بشكل متواصل ولو بنسب متضائلة، وللفلور أهمية كبيرة في الوقاية من النخور والمساعدة على إعادة تمعدن وتقوية الميناء، بالإضافة لكونه قليل التكلفة ومناسب لأن يُوضع على أسنان مؤقتة سوف تسقط لاحقاً، إذ تعتبر خاصية تحريره للفلور بالإضافة لقدرته العالية على الإلصاق التي يمتلكها الإسمنت الزجاجي من أهم ميزاته. [2]
أنواع ترميمات الأسنان غير المباشرة
إن أي ترميم يتوجب لتطبيقه أخذ طبعة وإرسالها إلى فني الأسنان كي يقوم بصناعة ترميم يعتبر ترميماً غير مباشر، يمكن القول إن الترميمات غير المباشرة تنطوي ضمن الحشوات المصبوبة أو التيجان كما يصنفها البعض.
الحشوات المصبوبة المغطاة وغير المغطاة (Inlays and Onlays)
الميزة الأساسية للحشوة أنها قوية ومتينة وملائمة للسن تماماً (أي أنها تصنع وفق حالة المريض) ويمكن تطبيقها على مختلف أشكال الحفر النخرة، لكنها تتطلب تحضيراً كبيراً نسبياً.
يمكن أن تصنع من العديد من المواد، ابتداء بالخلائط المعدنية وصولاً إلى أشكال الراتنجات المقواة.
هناك نوعان أساسيان لها: المغطية لكامل سطح السن الخارجي (Onlay) ويتضمن ذلك الحدبات (Cusps) أي النتوءات التي على سطوح الأسنان والتي تدخل في عملية المضغ، أو أن تكون غير مغطية لكامل سطح السن (Inlay)، ويتم الاختيار بينهما وفقاً لحالة المريض وامتداد النخر.
تلبيس الأسنان (Crowning)
في كل الأحوال يجب إزالة كامل النخر وأجزاء السن المصابة به حتى الوصول إلى البُنى السليمة لضمان إيقاف سير المرض قدر الإمكان، بعد ذلك يتم وضع حشوة مؤقتة (كالإسمنت الزجاجي كما سبق وذكرنا)، ومن ثم يتم برد السن ليصبح جاهزاً لاستقبال التاج.
هناك العديد من المواد التي يمكن استعمالها في ذلك والعديد من أنواع التيجان، مثلاً هناك التيجان الخزفية الكاملة (Full Porcelain) والمعدن الملبس بالخزف، وهناك تيجان الزيركون (Zirconia) وتيجان الألمنيوم (Alumina)، تختلف فيما بينها بالمتانة والخصائص التجميلية وبالطبع التكلفة، ويعتبر الزيركون أحدثها. [2]
الوقاية من تسوس الأسنان
يمكننا القول كخلاصة أن تجنب النخر بوسائل بسيطة جداً تعتمد على العناية الصحيحة بصحة الفم والأسنان، ونذكر من هذه الوسائل:
- استخدم الفرشاة بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد بعد الأكل أو الشرب.
- اغسل أسنانك مرتين في اليوم على الأقل ، ويفضل بعد كل وجبة، باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
- للتنظيف بين أسنانك، استخدم الخيط أو منظف ما بين الأسنان.
- إذا شعر طبيب أسنانك بأنك معرض لخطر كبير للإصابة بالتسوس، فقد يوصيك باستخدام غسول الفم بالفلورايد.
- قم بزيارة طبيب أسنانك بانتظام لتقوم بعمل تنظيف أسنان احترافي التي يمكن أن تساعد في منع مشاكل الأسنان أو اكتشافها مبكراً.
- اشرب بعض ماء الصنبور. تحتوي معظم مصادر المياه العامة على مادة الفلورايد، والتي يمكن أن تساعد في تقليل تسوس الأسنان بشكل كبير. إذا كنت تشرب فقط المياه المعبأة التي لا تحتوي على الفلورايد، فستفتقد فوائد الفلورايد.
- تجنب تناول الوجبات الخفيفة والمشروبات الغازية بشكل متكرر.
- تجنب الأطعمة التي تعلق في تجاويف وحفر أسنانك لفترات طويلة، أو اغسلها بالفرشاة بعد تناولها بوقت قصير
- الاعتماد على نظام غذائي متوازن، بالرغم من صعوبته عند التفكير به؛ إلا أنه ما لبث أن يتحول إلى عادة سوف يكون أسهل بكثير من هذه العلاجات الأعقد طبعاً. [3]
تختلف طرق علاج نخور وتسوس الأسنان ولكنها تتمحور حول الحشوات المختلفة، ولكن دائماً تكون الوقاية خير من العلاج، لذا يجب العناية بصحة الفم والأسنان وزيارة طبيب الأسنان بانتظام لتجنب أية مشكلات مستقبلية.