الشهر التاسع من الحمل والاستعداد للولادة
الشهر التاسع هو المرحلة النهائية من حمل المرأة، التي يقترب فيها موعد الولادة وخروج جنينها إلى العالم الخارجي، في هذا المقال، نخبرك بمراحل اكتمال نمو الجنين ونضجه واستعداد جسمه للانتقال من رحم الأم إلى الوسط الخارجي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تطورات الجنين خلال الأسبوع 33 من الحمل
توضّع رأس الجنين نحو الأسفل
لقد اتجه الجنين برأسه نحو الأسفل اعتباراً من بداية الأسبوع 32 من الحمل، حيث يستقرّ الجنين على هذه الوضعيّة التي تخوّله في أي وقت ضمن الأسابيع المقبلة بالاندفاع نحو الحوض والضغط على عنق الرّحم. [1]
استمرار الجهاز المناعي بالتطور
يستمر الجهاز المناعي لدى الجنين باكتساب القوّة الكافية التي تمكنّه من أداء وظيفته في القضاء على العوامل الممرضة التي يتعرض لها الفرد بشكل عامّ في حياته.
وذلك عبر تشكيل الأضداد المناعيّة الضروريّة لمحاربة الأمراض، نشير بالضرورة إلى أن حدوث المخاض في هذا الأسبوع يعطي وليداً لم ينضج جهازه المناعي بشكل جيد بعد، وسيتطلب معه رعاية طبية، خاصة والبقاء في بيئة معقمة. [1]
طول الجنين ووزنه
يصل وزن الجنين في هذا الأسبوع الحمليّ إلى نحو 44 سنتيمتراً، كما يبلغ وزنه 2 كيلوغرام تقريباً. [1]
التغيرات على مستوى العظام
تقسو كامل عظام الجسم بشكل تامّ مع نهاية الأسبوع 33 من حمل المرأة باستثناء عظام الجمجمة، التي ينبغي أن تبقى رقيقة ومرنة قدر الإمكان، كي يتمكن الجنين من التكيف مع التضيقات التي تواجهه عند خروجه من سبيل والدته التناسلي إلى الخارج. [1]
نضج الجهاز العصبي المركزي
مع مطلع الأسبوع 33 من الحمل، يكتمل نضج الجهاز العصبي المركزي لدى الجنين. [1]
تغيرات طبيعية في عادات الجنين داخل الرّحم
تزداد ساعات نوم الجنين داخل رحم أمّه بشكل يتشابه فيه كثيراً مع طفل حديث الولادة، كما يمكن للأم أن تلاحظ تناقصاً بسيطاً في حركة جنينها داخل الرّحم.
ويعزى ذلك إلى كبر حجم الجنين وانقلاب اتجاهه نحو الأسفل، وبشكل ما تتناقص معه المساحة الفارغة والحرّة للحركة داخل رحم أمه. [1]
تطورات الجنين خلال الأسبوع 34 من الحمل
التطورات على مستوى العين والاستجابة للضوء
سيتمكن الجنين بسهولة اعتباراً من الأسبوع 34 من الحمل، من إبقاء عينيه مفتوحتين تماماً أثناء يقظته، مع إغلاقهما خلال فترات نومه، ليس هذا فحسب.
بل يستجيب الجنين للضوء الذي يرد إليه عبر جدار بطن والدته بزيادة قطر حدقتيه أو تضيقهما بما يتناسب مع كمية الضوء الوارد. [2]
فاعلية الجهاز العصبي المركزي
تقوم أعداد هائلة من الخلايا العصبيّة بتشكيل روابط فيما بينها، من خلال ما نسميه طبياً بالمشابك العصبيّة، وبذلك تتمكن من تعميق قدراتها في استقبال وإرسال الإشارات العصبيّة إلى شبكات اتصال عصبيّة واسعة، وبالتالي زيادة فاعلية الجهاز العصبي المركزي الملم بوظائف جميع أجهزة الجسم. [2]
وزن الجنين وطوله
يصل طول الجنين خلال الأسبوع 34 من الحمل نحو 46 سنتيمتراً، كما يبلغ وزنه 2.04 كيلوغرام تقريباً. [2]
مدى إمكانية الولادة في الأسبوع 34
لقد اكتمل نضج ونموّ أغلب أجهزة جسم الجنين اعتباراً من الأسبوع الحمليّ السابق باستثناء الرئتين اللتين تتطلبان وقتاً أطول لتمام النضج يعادل 37 أسبوعاً حملياً.
وعليه فإن أي إنذار يشير للأطباء باحتمالية ولادة الجنين خلال هذا الأسبوع الحمليّ، يتطلب معه إعطاء الأم حقن من الهرمونات الستيروئيدية، التي تتكفل بمهمّة إتمام نضج رئتي الجنين بسرعة.
ومع ذلك يفضل تمام نضجهما داخل رحم الأم وولادة الجنين بتمام الحمل. [2]
تطورات الجنين خلال الأسبوع 35 من الحمل
تطور أعضاء الجسم وأجهزته
يتابع الجهاز العصبي المركزي نضجه حتى آخر لحظة يبقى فيها الجنين داخل رحم أمه، وهذا أمر بديهيّ للغاية، لا سيما أنه سيتولى مهمة الضبط والتحكم بما يتعلق بجميع النشاطات التي تقوم بها أجهزة الجسم، كما أن رئتي الجنين تتابعان نموَّهما خلال هذا الأسبوع أيضاً، وصولاً إلى النضج التام خلال الأسبوع 37 من الحمل.
أما بالنسبة لباقي البنى المكونة لجسم الجنين من عظام وعضلات وجلد وشعر وجهاز بوليّ وهضميّ وغيرها، فإن تكوينها يكون قد اكتمل في الأسابيع القليلة الماضية. [3]
حجم الجنين ووزنه
يبدو حجم الجنين خلال هذا الأسبوع الحمليّ مشابهاً جداً لحجم دجاجة صغيرة، حيث يبلغ وزنه 2.7 كيلوغرام تقريباً، كما يصل طوله إلى 47 سنتيمتراً. [3]
تبدلات على مستوى طبقة الشعر الناعم (Lanuga)
حينما يصل الجنين إلى نهاية الأسبوع 35 من الحمل، ستختفي تماماً طبقة الأشعار الناعمة التي غطت سائر جسمه، اعتباراً من بداية الأسبوع 14 من الحمل (أي الشهر الرابع من الحمل). [3]
استمرار تراكم الشحم
يتابع جسم الجنين مهمته التي باشرها في الأسابيع القليلة السابقة في تجميع الشحم ضمن الأنسجة تحت الجلد، والتي ستشكل مصدراً مهماً لإنتاج الطاقة وبثّ الدفء في جسد الجنين.
ورغم ذلك فإن كميات الشحم المتراكمة لن تكفي الجنين المولود في هذا الأسبوع أبداً، كي يحتمل حرارة الوسط الخارجي، إذ يحتاج معه إلى حاضنة لتأمين الدفء.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة نجاة الأجنة وقدرتها على التأقلم مع الوسط الخارجيّ تصل إلى 99% إذا ما حدثت الولادة خلال هذا الأسبوع، وذلك بتأمين الرعاية الطبية التامة لهذا المولود. [3]
تطورات الجنين خلال الأسبوع 36 من الحمل
وزن الجنين وطوله
يبلغ وزن الجنين خلال هذا الأسبوع نحو 2.7 كيلوغرام، كما يصل طوله إلى 48 سنتيمتراً تقريباً، ونشير إلى أن الوزن والطول سيختلفان بالطبع من جنين إلى آخر، تبعاً لمورثاته وتغذية والدته أثناء الحمل، إلا أنه سيبقى الجنين الطبيعيّ قريباً من المعطيات التي ذكرناها آنفاً.
حركات الجنين داخل الرحم
إن صغر المساحات الحرة داخل رحم الأم يقلل فرص حركة الجنين بحرية تامّة وأداء بعض الحركات السريعة والرّكل خلال هذه الفترة، إلا أن الأم تشعر رغم ذلك ببعض حركات التمطط التي يجريها الجنين داخل رحمها في أوقات عدّة من اليوم الواحد. [4]
هل ينجو الجنين إن ولد في الأسبوع 36 من الحمل
تولد الأجنة في هذا الأسبوع صغيرة الحجم وقليلة الوزن عادة، غير أنه ينبغي ألا تقلق الأمهات كثيراً أو يزداد خوفهن من حدوث الوفيات إذا ما حدثت الولادة في الأسبوع 36 من الحمل.
لا سيما أن القسم الأعظم من أجهزة الجنين قد اكتمل نموّها وبناؤها، إلا أنه سيحتاج إلى البقاء في الحاضنة بعد الولادة (بالإنجليزية: Incubator)، وذلك لتأمين الدفء وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لنضج رئتيه. [4]
مدة الحمل الطبيعية تستغرق 40 أسبوعاً
ما زلنا نحاول تبسيط السؤال الذي يشكل معضلة حقيقيّة أمام معظم الأمهات الحوامل، والذي يقوم على تحديد الفترة الكاملة التي يتمّ فيها الجنين نموّه داخل رحم أمه إلى جانب تعيين الموعد التقريبيّ لحدوث الولادة.
معظم النساء يلدن بعد 2-3 أسابيع من اكتمال الشهر التاسع من حملهنّ، ونعتبر ذلك أمراً طبيعياً تماماً، لا سيما أن الموعد النظريّ لولادة الجنين قد حددته أغلب المراجع الطبية بتمام الأسبوع 39 من حمل المرأة.
إذ يكتمل فيه نضج الرئتين وبقية أجهزة الجسم لدى الجنين بشكل يخوّله متابعة حياته بشكل طبيعيّ خارج رحم الأم والتأقلم مع العالم الخارجيّ.
إذ لا ضير أبداً إن امتدت فترة الحمل لتحدث الولادة في الأسبوع 40 مثلاً، إذ إن المدة الطبيعيّة لحمل المرأة تستغرق 40 أسبوعاً تقريباً. [5]
مواصفات الجنين تام النضج والجاهز للولادة
- الطول: يتراوح بين 48-52 سنتيمتراً.
- الوزن: يتراوح بين 2500 إلى 5000 غرام.
- محيط الرأس: يتراوح بين 34-35 سنتيمتراً.
- الطلاء الدهني: وجود طبقة دهنيّة كثيفة تغطي سطح الجسم.
- غياب طبقة الشعر الناعم (بالإنجليزية: Lanugo) التي غطت جسم الجنين اعتباراً من الأسبوع 14 من الحمل باستثناء منطقتي الظهر والكتفين.
- الأعضاء التناسليّة الظاهرة: توضّع الخصيتان في كيس الصفن عند الجنين المذكّر، وظهور الشفرين الكبيرين عند الجنين المؤنث مع تغطيتهما للشفرين الصغيرين.
- الأظافر: أهمية وجود الأظافر في أصابع اليدين والقدمين، حيث يكون الظفر الواحد متجاوزاً حافة الإصبع بقليل.
- السّرّة: تتوضع على بعد 3-5 سنتيمترات من ارتفاق العانة.
- الحبل السّري: يبلغ طوله نحو 50 سنتيمتراً.
- المشيمة: يبلغ طول المشيمة نحو 15-20 سنتيمتراً، وتزن نحو 500 غرام. [5]
هل يستمر الحمل تسعة أم عشرة أشهر
كما أشرنا في المقدّمة، يتعامل الأطباء عموماً مع الحمل ونضج الجنين داخل الرّحم بالأسابيع وليس بالأشهر، وذلك لأن اعتماد الأسابيع يعتبر الأدق في معرفة التطورات التي تطرأ على الجنين وعلى مراحل نموّ أعضائه ونضجها.
ليس هذا فحسب، إذ إن نموّ الجنين التامّ واستعداده الكامل، كي ينتقل إلى الوسط الخارجيّ، سيتطلب مدة حمليّة تعادل 40 أسبوعاً، وقد قُسّم الحمل بشكل عام إلى ثلاثة أثلاث، يضمّ الثلث الواحد منها 12 أسبوعاً، وهذا ما يجعلنا أمام أسبوع إضافيّ من الشهر العاشر، يكتمل فيه نموّ الجنين بشكل تامّ، ويستعدّ فيه للولادة إلى الوسط الخارجيّ.
تجدر الإشارة إلى أن معظم الأجنة يكتمل نضج القسم الأعظم من أجهزة جسمها؛ بتمام الشهر التاسع من حمل المرأة، لتلد بعد هذا الشهر بـ2-3 أسابيع عادةً. [5]
لماذا أضيفت ثلاثة أسابيع إلى نهاية الشهر التاسع
لأن أطباء النسائيّة والتوليد يعتمدون في حساب موعد حدوث الحمل عند المرأة تاريخ آخر مرّة ظهر فيه النزف الطمثيّ لديها (آخر دورة شهرية قبل الحمل).
وقد تمّ اعتبار أول أسبوعين حمليين بمثابة الفترة التي يباشر فيها مبيض الأنثى بإنماء الجريبات، التي سيعطي واحد منها فيما بعد الخلية البيضية المؤنثة (عبر الإباضة)، والتي ستلقحها نطفة واحدة فيما بعد.
وتختلف بالطبع الفترة التي يحرر فيها مبيض الأنثى خليته البيضية، بما يتناسب مع مدة الدورة الشهرية التي تختلف بين سيدة وأخرى.
إذ تتراوح طبيعياً بين 28 إلى 33 يوماً، وعليه يُضاف أسبوعان إلى ثلاثة أسابيع من نهاية الشهر التاسع الحمليّ عند المرأة، يكتمل فيهما نموّ الجنين ونضجه واستعداده للانتقال إلى العالم الخارجيّ، مما يجعل الفترة التامة للحمل تصل إلى 39 أو 40 أسبوعاً. [5]
في الختام، حاولنا متابعة تفاصيل وتطورات الجنين في رحم الأم منذ اللحظة التي بدأت فيها الخلية البيضية الأنثوية بالتهيؤ لاستقبال النطفة الملقحة، وقسمنا الشهر التاسع من الحمل إلى أسابيع لتسهيل متابعة التطورات الجنينية خلال كل أسبوع على حدة، إذ تمتد فترة الحمل الطبيعية طبياً 40 أسبوعاً يكتمل في نهايتها نمو الجنين بمواصفات تسمح له بالولادة بشكل طبيعي أو من خلال العملية القيصرية.
أسابيع وأشهر الحمل
يمكنك قراءة بقية مقالات أشهر وأسابيع الحمل من هنا:
- الحمل في الشهر الأول (الأسابيع 1 إلى 4).
- الحمل في الشهر الثاني (الأسابيع 5 إلى 8).
- الحمل في الشهر الثالث (الأسابيع 9 إلى 12).
- الحمل في الشهر الرابع (الأسابيع 13 إلى 16).
- الحمل في الشهر الخامس (الأسابيع 17 إلى 20).
- الحمل في الشهر السادس (الأسابيع 21 إلى 24).
- الحمل في الشهر السابع (الأسابيع 25 إلى 28).
- الحمل في الشهر الثامن (الأسابيع 29 إلى 32).
- الحمل في الشهر التاسع (الأسابيع 33 إلى 36) والاستعداد للولادة.