الشرارة المُسَبِّبة لغزوة بدر
- تاريخ النشر: الجمعة، 21 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
- مقالات ذات صلة
- الخروج لغزوة خيبر
- التَّجَهُّزِ لغزوة أُحُد
- نداء شرارة
خاض الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الغزوات التي تتجلى فيها روعة الجهاد في سبيل الله، ومن ضمن هذه الغزوات غزوة بدر، وسنتناول في هذا المقال الشرارة المسببة لغزوة بدر.
الشرارة المُسَبِّبة لغزوة بدر
أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يُغِيرَ على قافلة قريشٍ القادمة من الشام إلى مكة، وكانت لا بُدَّ لها من أن تَمُرَّ على مكانٍ قريبٍ من المدينة، وكان في هذه القافلة أموالٌ كثيرة، حيث إن قريشاً قد صادرت جميع أموال وعقارات المسلمين التي في مكة، فهذه القافلة تُعتبر استرداداً لجزءٍ من أموال المسلمين المنهوبة من قِبَل المشركين، فأعدَّ النبيُّ سريةً تعدادها ال 300 رجلٍ تقريباً، ولم يكن النبي المسلمون ينوون حرباً، وإنما إغارةٌ على قافلةٍ فيها ما لا يزيد عن 30 أو 40 رجلاً.
كان جيش المسلمين ليس بذلك الجيش المُجهَّزِ تجهيزاً كاملاً من السلاح والدَّواب، حيث كان النبيُّ والصحابةُ يتناوبون على الراحلة، فيمشي بعضهم ويركب الآخرون، حتى جاءت عُقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشي، فقال من كان معه: نحن نمشي يا رسول الله، وأنت اركب، فقال النبي: لستما أقوى مني، ولا أنا بأغنى بالأجر عنكما. فمضوا بطريقهم حتى وصلوا مكاناً قريباً من بدرٍ، حيث إن قافلة أبي سفيان ستمرُّ منها حتماً، وقد عَلِمَ أبو سفيان أن النبيَّ عليه الصلاة والسلام ينتظره بالطريق ليَعتَرِضَ قافلته، فأرسل رجلاً إلى مكة وهو ضَمْضَمَ بن عمرٍو الغِفاري، يستنفرهم حتى يُنقذوا أموال مكة التي في القافلة.
فتجهَّز المشركون بأسرع ما يمكنهم بالسلاح والدَّوابِّ والرجال، وقالوا: أيظُنُّ محمدٌ أن عيرَنا كَعِيرِ ابن الحضرمي؟ حيث إن عير ابن الحضرمي قد غزاها المسلمون وأخذوا ما فيها وقتلوا ابن الحضرمي هذا، فقالت قريشٌ: والله لَيَعلمنَّ أننا أشدُّ من ذلك. فخرجت قريشٌ بجيشها المكوَّن من ألف رجلٍ تقريباً، ولم يَتَخَلَّفُ أحدٌ من أشرافها وسادتها إلا أبا لهبٍ، فقد أرسل مكانه رجلاً لينوب عنه، كما أن أبا سُفيان علِم أن النبي عليه الصلاة والسلام وجيشه في بدرٍ ينتظرونه، فحَوَّل اتجاه القافلة لجهة الساحل وقد نَجَت من المسلمين، عندها أرسل أبو سفيان لقريشٍ يُخبرهم أن القافلة قد نجت، فلا يلزم منكم الخروج،لكن أبو جهلٍ قال: والله لا نرجع، وهذا ما أراده الله ليكسر أُنوف المشركين الذين بغوا وظلموا.