الشخصية المازوخية
يعاني البعض من اضطرابات سلوكية تنعكس على شخصيته سلباً، وهذا الاضطراب نفسي ويمكن علاجه طبياً بمتابعة طبيب مختص، ومنها الشخصية المازوخية أو الماسوشية التي تعود لعدة أسباب ولها العديد من الأعراض وخلال هذا المقال سنتعرف على الشخصية المازوخية وطرق علاج هذه الحالة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعريف الشخصية المازوخية
هي عبارة عن اضطراب جنسي يستخدم فيه الفرد تخيلات وإلحاحات وسلوكيات جنسية تنطوي على فعل حقيقي للضرب أو الإذلال أو المعاناة لتحقيق الإثارة الجنسية.
قد تنطوي هذه الأفعال على التقييد أو الضرب أو إساءة المعاملة أو قد تقتصر على الإذلال اللفظي، وقد يتصرف الشخص المصاب بهذا الاضطراب بأوهامه على نفسه مثل حرق النفس، أو قطع الجلد وثقبه أو يبحث عن شريك يلحق به الألم أو الإذلال ليشعر بالاستمتاع وتشمل هذه الأنشطة الصفع والاغتصاب والعبودية للشريك.
تعد الأنشطة في الشخصية المازوخية ليست شائعة، إلا أنها في معظم الحالات يتم التصرف بالإساءة والإذلال ويدرك الشخص بأن السلوك عبارة عن لعبة ويتجنب التسبب بألم فعلي أو إصابة.
قد تكون الشخصية المازوخية خطيرة ومميتة في بعض الأحيان، فقد يستخدم الشخص أكياس بلاستيكية أو مشنقة أو حبال للتسبب في حالة من الاختناق وانقطاع التنفس عندما يصل إلى النشوة الجنسية وذلك لتعزيز النشوة الجنسية ولذلك قد تحدث وفيات في بعض الأحيان. [1]
أسباب الشخصية المازوخية
هناك العديد من النظريات التي تفسر دوافع أن يكون الشخص مازوخياً ويتصرف بهذا السلوك، فلا يوجد سبب واضح يفسر هذه الحالة، وهذه التفسيرات ما يلي:
- قامت بعض التفسيرات على أن كبت أو رفض التخيلات الجنسية الممنوعة والأفكار العشوائية تصبح أكثر إلحاحاً مع مرور الزمن، ويترافق مع أنها ممنوعة أو محرمة، ويجد الشخص المازوخي بأنه يحقق حالة من المتعة واللذة والإثارة عندما يمارسها على نفسه.
- أوجدت بعض التفسيرات الأخرى بأن الشخصية المازوخية يتبع هذه السلوكيات كسبيلاً للهروب من الواقع، ومن خلال تطبيق هذه السلوكيات الموجودة في مخيلته مع أشخاص مختلفين وجديدين.
- وأوجدت تفسيرات أخرى بأن هذا الاضطراب قد يكون ناتجاً بسبب تعرض الشخص إلى اعتداء جنسي خلال مرحلة طفولته أو مروره بإساءة كانت السبب في ظهور اضطراب سلوكياته بشكل شبه عشوائي. [1]
أعراض الشخصية المازوخية
يتم تشخيص الشخص المصاب بالمازوخية إن كان يعاني من إثارة جنسية متكررة ومكثفة من التعرض للضرب أو الإهانة أو تقييد أو إثارة بعض أشكال المعاناة الأخرى.
يجب أن تكون هذه الأنواع من الحوافز أو التخيلات أو السلوكيات موجودة لمدة ستة أشهر على الأقل وتسبب مشاكل أو صعوبات كبيرة سريرياً في المجالات الاجتماعية أو المهنية أو غيرها من المجالات المهمة في الحياة.
يعد الاستخدام المكثف للمواد الإباحية الذي يتضمن فعل الإذلال أو الضرب أو التقييد أو التعرض للمعاناة في بعض الأحيان سمة مرتبطة بهذا الاضطراب.
لكن إذا أعلن الشخص الذي لديه رغبات مازوخية جنسية أنه لا يشعر بالضيق أو القلق أو الهواجس أو الشعور بالذنب أو الخجل بشأن هذه الدوافع والسوكيات الخطيرة، ولا تعيقه في مجرى حياته اليومية، فيمكن أن يكون مصمماً على أن يكون لديه اهتمام جنسي مازوخي ولكن لا ينبغي تشخيص الحالة باضطراب المازوخية الجنسية. [2]
علاج الشخصية المازوخية
عادة ما يتضمن علاج اضطراب المازوخية الجنسي العلاج النفسي والأدوية التي يمكن أن تقلل الدافع الجنسي. قد يكون الهدف من العلاج النفسي هو الكشف عن السبب الكامن وراء السلوك الذي يسبب الضيق والعمل من خلاله.
تشمل العلاجات المعرفية إعادة هيكلة التشوهات المعرفية والتدريب على التعاطف مع المصاب بهذه الحالة، وتتضمن إعادة هيكلة التشوهات المعرفية تصحيح أي معتقدات لدى المريض التي قد تدفعه إلى التصرف بناءً على أفكار ضارة.
السلوك المعرفي يمكن أن يساعد في علاج الفرد أيضاً بتحفيزه على تعلم مهارات إدارة دوافعه الجنسية بطرق صحية، وتشمل الاستراتيجيات الشائعة الأخرى العلاج بالنفور وتقنيات التخيل مثل إزالة التحسس، حيث يتخيل الأفراد أنفسهم في موقف حيث يشاركون في المازوخية الجنسية، ثم يواجهون حدثاً سلبياً لتقليل الرغبة المستقبلية في المشاركة في هذا النشاط مرة أخرى.
ويُعتقد بأنه عند التقدم في العمر فقد تقل أعراض ورغبات المازوخية الجنسية، كما هو الحال مع الاضطرابات السلوكية الأخرى، ومع الإلحاحات الجنسية بشكل عام.
كما يمكن استخدام العديد من الأدوية لتقليل مستوى التستوستيرون المنتشر في الجسم بهدف تقليل وتيرة الانتصاب عند الذكور، ويمكن أيضاً استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب لتقليل الدافع الجنسي. [2]
وفي ختام مقالنا الذي قدمنا من خلاله عن الشخصية المازوخية، وذكرنا أسباب وأعراض وطرق علاج هذه الحالة، فإن التحدث مع طبيب مختص في هذا الشأن للحصول على المشورة والعلاج يعتبر الحل الأفضل.